أقلام حرة

“هاكارز” من نوع جديد.. يعيشون بيننا على منصات التواصل.. احذروهم..

محمود الدباس

بداية علينا ان نعلم ان مصطلح “هاكرز” يعني اللصوص او لصوص التكنولوجيا..
ومن البديهي ان غالبيتنا اصبح يتعامل مع الفضاء الالكتروني بكافة اشكاله.. واصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعية احدى ضروريات الحياة.. وحتى ان مجتمعات وروابط تم انشاؤها بين الكثير من الناس من خلال مجموعات التواصل الاجتماعي..

ولأن اي مجتمع لا يخلو من المتطفلين واللصوص والمتسولين.. فإن مجتمعات التواصل الاجتماعي ليست ببعيدة عن هذه التوليفة.. واذا ما علمنا ان المجتمعات والعلاقات التقليدية ينفد اليها هؤلاء ونحن لا نستطيع معرفتهم إلا من خلال المعرفة القريبة او الصداقة او التجربة او السمعة وحتى صلة القربى.. فما بالنا بمجتمع لا نعرف الكثير عن طبيعة مَن هم معنا؟!..

انتشر مفهوم “الهاكرز” كلصوص تكنولوجيا.. ويستطيعون بخبثهم ودرايتهم ببعض نقاط الضعف في البرمجيات والتطبيقات اختراق تلك الانظمة والتطبيقات..

ويساعدهم في ذلك بساطة وعدم دراية بعض المستخدمين.. واحيانا طمعهم في الحصول على بعض المكاسب السريعة.. فيخترقون حساباتهم الشخصية.. وبالتالي ابتزازهم او استخدام تلك الحسابات للايقاع باصدقاءِ مَن تم الايقاع بهم..

أما ما اود التنبيه منه في هذه العجالة هو نوع من المستخدمين الذين يدخلون مجموعات التواصل الاجتماعية.. كالواتس اب والفيسبوك.. وليس هدفهم اختراق الهواتف..

وهؤلاء اللصوص او المتطفلين او النصابين او المتسولين.. يقومون بعملية “التهكير” المباشر لمن هم على مجموعاتهم.. ولا يتعاملون باختراق التقنيات..

فتجد من يشارك في الحوارات والتعليقات واثراء المجموعات بآرائه وطروحاته.. حتى يصبح متقبلا ومعروفا لدى الوسط الذي هو فيه..
واثناء ذلك يكون قد عمل مسحاً شاملا ودقيقا لاعضاء المجموعة.. من خلال التعريف الذي يقوم به المعظم.. او من خلال طروحاتهم ومنشوراتهم.. فيستطيع فهم نوعية مَن هم متواجدين على تلك المجموعات..

ولا يلبث ان يزيد من اواصر القربى مع ضحاياه ممن علم بملاءتهم المادية.. او حاجاتهم للكسب المادي.. او مشاكلهم المادية او الاجتماعية.. فينفد اليهم من هذه النوافذ.. ويحاول المساعدة.. ويمارس عليهم دور المنقذ المادي او الاداري او حتى العاطفي..

فتجدهم اما يعشمون ضحاياهم بالتعيين او بناء شراكات او حتى اغداغهم بالعواطف.. وبعد ان يسيل لعاب الضحية.. وبعد ان اطمأنت الضحية لذلك “الهاكر”.. ينقض عليها بلا هوادة..

وهذا النوع من “الهاكرز” ممن يستغلون منصات التواصل الاجتماعي ليتسولوا بطرق مختلفة.. مستغلين علاقتهم مع افراد المجموعة.. وقوة طروحاتهم.. وجمال أدبهم وكلماتهم.. حتى يجعلوا الضحية لا تتردد في مساعدتهم.. لان الضحية وصلت الى حد اليقين بان هؤلاء “الهاكرز” من الذوات الذين لا يمكن ان يطلبوا شيئا الا اذا كانوا محتاجين الى حد الموت..

نصيحتي للجميع.. ألا نأخذ بالظاهر على اطلاقه.. ولا ننخدع بالمجاملات والاطراءات.. ولا نبوح بمكنوناتنا ومشاكلنا وعواطفنا وخيباتنا وهمومنا لأي كان.. ولننتقي رسائلنا.. فقد تكون اشارات وبوابة لهؤلاء المتطفلين اللصوص والمتسولين.. فمتسولوا المادة والعواطف على منصات التواصل اصبحوا محترفين..
وعلينا ان نتيقن.. بأن ليس كل قبة تحتها وليّ..

زر الذهاب إلى الأعلى