من سيء الى أسوأ
نظيرة السيد
يحتفل عمال الوطن اليوم بعيد العمال اي يوم العمال العالمي وهذه مناسبة غالية على قلوبنا اعتدنا ان نشارك فيها عمالنا ونقدم لهم التهاني والدعم وكل ما هو متاح من اجل ان يكون حافزا لهم لمواصلة جهودهم في بناء وطنهم الغالي والعمل بكل امانة واخلاص عندما نستطلع اوضاع عمال الوطن في كافة مواقعهم نجد ان الحال لا يسر عدوا ولا صديقا وان امورهم واحوالهم من سيء الى اسوأ حتى ان البعض منهم يذهب الى عمله صباحا ويرجع اخر النهار قلقا مهموما معتقدا انه لن يعود إلى عمله في اليوم التالي ومن هنا نقول ان قانون العمل والعمال جاءت به بنود كثيرة كلها في الظاهر تحث على حفظ حقوق العمال واصحاب العمل على حد سواء، الا ان ما يحدث عكس ذلك فهذه الدلائل والمؤشرات تؤكد ان حق العامل مهضوم ومغبون وان الكثيرين طردوا من عملهم دون وجه حق ولم يتخذ بحقهم اي اجراء سواء كان سلبيا او ايجابيا بل ينتظر ان تطمس قضايا هم وتضيع بين اروق المحاكم ولا يعود احد يتحدث عنها.
المطلوب من المسؤولين زيارة المدن الصناعية في عمان واربد والاطلاع عن قرب على حجم العمالة الوافدة التي جاءت على حساب العامل الاردني الذي عندما يشتكي نضع اللوم عليه ونقول انه لا يتحمل ظروف العمل كما هو العامل الوافد، وهذا بالطبع لم يعد كما في السابق وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها والتي تحتم على عاملنا القبول بالمتاح حتى يوفر لقمة العيش لاسرته وهيهات ان يتم ذلك.
والاعلاميون اكثر الناس اطلاعا على احوال عمالنا وحاجتهم الى توفير فرص عمل وهذا واجب الوزارة واتحاد نقابات العمال الذي لم نعد نسمع له صوتا، او يقوم بأي خطوة تجاه تحسين الاوضاع لعمالنا الذين تعددت شكواهم ولم يجدوا آذانا صاغية بل ان محاولات الوقوف في طريقهم وزعزعة استقرارهم من خلال مطالبتهم بامور كثيرة بحجة تصويب الاوضاع والالتزام بالانظمة والقوانين.
هناك ايضا قضية اخرى وهي تتعلق بالاجراءات التي تتخذ بحق العمال والبائعين المتجولين والمداهمات المستمرة بحجة عدم الترخيص والوقوف باماكن غير مسموح بها قانونيا وهذا يمكن ان يكون من حق امانة عمان ان تتخذ هذه الاجراءات ولكن في الوقت نفسه عليها ان توفر البديل وتتيح للجميع فرص الاستفادة من الاسواق الشعبية التي تقيمها وان لا تقتصر الرخص والحصص على اناس معينين ويحرم منها الفقراء واصحاب البسطات المتواضعة ويستفيد منها التجار الكبار الذين بالاصل لهم اسواقهم ومحلاتهم.
المطلوب في عيد العمال ليس مجرد اعطاء عطلة اسبوعية او التهنئة والقاء الكلمات من قبل القائمين على هذه الفئة واهمها وزارة العمل واتحاد نقابات العمال بل عليهم النظر الى قضايا العمال ومشاكلهم وايجاد فرص عمل لهم حتى لا يبقى الشباب يتسكعون بالحدائق والطرقات ونقول بعدها ان الجرائم والمشاكل الاجتماعية زادت وان السبب وراءها الحاجة وقلة الامكانيات التي تؤدي الى سلوك طريق الانحراف والسرقات.
كل عام وعمالنا بالف خير ونتمنى لهم المزيد من التقدم والازدهار.