أقلام حرة

أما آن الأوان لنعي بأن إعلاميي التدخل السريع اصبحوا ورقة محروقة.. ونحتاج الى مايسترو إعلامي؟!..

محمود الدباس – ابو الليث..

بداية اعتذر لجميع من يقرأ لي على الاطالة على غير عاداتي.. ولكن حرقة اصابتني على وطني.. ولان كلامي موجه لكل الاردنيين على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم.. ووددت ان اختصر الكلام.. فما استطعت..

لا يمكننا ان ننكر بان الأسلحة الإعلامية اصبحت من اقوى واصعب الأسلحة.. لا بل قد تكون هي سلاح الحسم الاول في اي مواجهة..
فالتأثير الفعال على العقل والنفسية هو الأساس.. وهو الذي يعطي الدافع للضغط على الزناد من عدمه.. وهو الذي يحرك الشعوب في الاتجاه الصحيح الايجابي.. او يدفعهم الى الغوغائية والتخريب..

منذ اندلاع احداث غزة.. والشغل الشاغل لنا جميعا هو ما يتعرض له اهلنا في القطاع.. وما ستؤول اليه الامور..
فوقف الشعب كتلة واحدة مع الاخوة الفلسطينيين المرابطين.. وسال حبر أقلام غالبية الكتاب.. صدحت حناجر الجميع نصرة لغزة واهلها.. وشداً لازرهم.. ونشراً لفضائع العدو الغاشم.. وما يرتكبه من افعال غير اخلاقية ضد المواطنين اصحاب الحق..

وكانت للدولة الاردنية مواقف مشرفة على كافة الصعد والمستويات.. ولم تدخر جهدا مما تستطيع فعله لمسانة واغاثة الاهل إلا سارعت به..

ولكن وللاسف.. نجد حملات مسعورة داخلية وخارجية منكرة ما تقوم به الدولة.. وإن حاول هؤلاء الانصاف.. تجدهم يبخسون بما تقوم به الدولة.. والمطالبة ليس بالمزيد الممكن.. وانما بالمستحيل.. لكي تظهر الاردن بالدولة المقصرة وغير المضطلعة بالدور العروبي والاسلامي الذي يجب ان تضطلع به.. فتجدهم كمن يدس السم في الدسم.. او ينطقون خيرا يراد به باطل..

وللتشتت الذي اشاهده في المشهد الاعلامي.. وعدم وجود ذلك الزخم الاعلامي المهني والفعال..
هنا اجد نفسي اقف مذهولا متعجبا متسائلا.. اين مايسترو الاعلام الخبير مما يتعرض له الاردن من هجمات اعلامية رسمية او فردية؟!.. وخصوصا بعد موقف الدولة الرسمي.. الداعم للدفاع بشراسة ليس عن الاهل في غزة فحسب.. بل في فلسطين الحبيبة وقضايا الامة بشكل عام..

اليس اولى اولويات التنظيم الاعلامي.. ان يكون هناك مايسترو مهني قوي ذو حضور وقبول يمسك دفة قيادة المكينة الاعلامية الرسمية والشعبية لكي تؤدي دورها الوطني بفاعلية وتنغام وحرفية وتركيز وتوصل رسالتنا الى العالم بوضوح.. وليس الى العدو الغاشم فقط؟!..

وكنت متفائلا بأن اشعر في الاحداث التي نعيشها بوجود مايسترو للإعلام.. وان أرى واسمع ما يسرني ويسر كل اردني من افعال الإعلام المتناغم بكافة اشكاله مستوياته.. والتي ترد وبقوة على كل الشائعات والافتراءات.. وتفندها بالحجة والدليل.. مستخدمة وسائل اعلامية عدة.. ومستعينة باشخاص لهم القبول والمصداقية.. داخل وخارج الوطن..

وهذا كله بحاجة الى مايسترو متمكن قوي له حضوره وتأثيره.. فالمعارك الإعلامية بحاجة الى قائد شجاع متمرس.. يسيطر بحنكة وذكاء وحسن إدارة وكفاءة على ادواته ومؤسساته الاعلامية الداخلية.. واذرع الإعلام الخارجية إن وجدت.. وإن لم توجد.. أوجدها..

وللاسف كل ما نراه او نسمعه هي عنوانين مقالات.. او لقاءات لاشخاص تم حسابهم على إعلاميي التدخل السريع.. والذين اجزم بان متابعيهم هم ممن يُحسَبون على المولاة المطلقة.. والذين لا يحتاجون لتبريرات الحكومة.. وهذا واضح وضوح الشمس لكل متابعي وسائل التواصل الاجتماعي.. من خلال عدم نشر او اعادة نشر روابط منشوراتهم من غيرهم او غير من هم محسوبين على الحكومة..

وحين اشاهد في كثير من الاحيان نشر او اعادة نشر منشورات لاشخاص وازنين اصحاب فكر رصينين وكلام رزين ممن يتم حسابهم على المعارضة.. حين ينشرون بحرقة وموضوعية ما يدافعون به عن مواقف الاردن الوطن.. دون تنميق ولا تزيين ولا تزييف.. اعلم تمام العلم بان هؤلاء وطنيون للنخاع.. ولا ينتظرون اشارة او اوامر ليكتبون.. فتصل كلماتهم لعقول الناس مُتَقبَلةً ومُصَدَقةً.. قبل قلوبهم..

فأقولها بوجدان وطني.. أما آن الأوان لكي تتنبه الدولة الاردنية باننا بحاجة الى دبابير الكترونية وطنية.. وليس ذبابا.. لا تهاب الكلمة الحرة الحقة.. ولا تنتظر الشكر ولا العطايا لتقول كلمتها؟!..

وأما آن الاوان لأن تنفتح الدولة الاردنية على المخلصين من ابناء الوطن بشتى ميولاتهم وانتماءاتهم السياسية.. والذين نذروا انفسهم للوقوف مع الاردن في السراء والضراء.. وتمدهم بالمعلومة الصادقة الشفافة.. ليكونوا رماحا وصواريخ موجهة على كل من تسول له نفسه النيل من مكانة وافعال الوطن التي يتشرف بها كل وطني حر شريف؟!..

زر الذهاب إلى الأعلى