نصيحة قالها لي وانا استقبل المعزين.. وتنطبق على الكثيرين..
محمود الدباس – ابو الليث..
شاء الله ان نقيم عزاء زوجة اخي في ديوان انسبائنا -بني مصطفى- العامر بالخير دوما.. على عكس المعتاد بان نقيمه في دوان عشيرة الدبابسة..
وبينما كنت اجلس في بعض الاوقات.. تقدم لي شخص من المعزين ولا اعرفه.. فعرفني بنفسه على انه أحد المعجبين والمتابعين لكتاباتي..
وقال لي نصيحة جعلتني اكتب هذه الكلمات..
قال لي انه من الاشخاص المتابعين لبعض المواقع الاخبارية وصفحات التواصل الاجتماعية.. وانه من الجيل الذين كانوا يتابعون من يكتبون في العصر الذهبي للكتابات.. لقلة عددهم.. وانحصار المواقع الاخبارية بالصحف والمجلات.. ومع اتساع رقعة الكتابة والاخبار.. اصبح يختصر الكثير من الاشخاص والمواقع.. ويميز بين الغث والسمين.. ومن يقدم معلومة وفكر يستحق المتابعة.. ومن يعيد نفسه باشكال يحسبها جديدة..
واردف قائلا.. ان الكثير ممن يكتبون اصبحوا كِتابا مفتوحا بالنسبة له وللكثيرين من المتابعين.. جراء تكرار ما يقدمونه من موضوعات.. فاصبحت اقرأ العنوان واكتفي.. لمعرفتي ما سيقدمه..
بينما حين اشاهد صورتك “بالشماغ” وأقرأ العنوان الذي يجعلني اقرأ المقال.. اجد شيئا مختلفا وطرحا جديدا حتى لو كان في ذات السياق الذي كتبت عنه في مرات سابقة.. فلا تشعرني وغيري بالملل..
ما قاله لي ذلك الرجل.. جعلني اتوقف عنده واراجع بعضا مما نراه ونسمعه ونقرأه على شاشات التلفزيون واثير الاذاعات وصفحات المواقع الاخبارية والتواصل الاجتماعية..
فكم من مقدم برنامج او كاتب لخاطرة او مقال اصبح مملا بالتكرار.. او كما يقال.. اصبح كِتابا مفتوحا معلوم ما بداخله..
فتجد من يكتب مقالا بعنوان يعطيك زبدة ما بداخله.. فتجدك لا تقرأ المقال لان صاحبه اصبح مكشوفا فيما سيورده بداخله.. فيفقد القارئ شغف قراءة المحتوى والمعلومة والفكرة والفكر الذي يريد ان يوصله.. وقد يكون شيئا مهما.. واستثني المقالات العلمية.. والاخبار.. لوجوب اتساق العنوان بالمحتوى.. ولها متابعوها.. والباحثون عن تفتصيلها..
وكذلك كثير من البرامج الاخبارية او الثقافية بأنواعها على شاشات التلفزيون واثير الاذاعات.. اصبح مقدمها يعيد نفسه في كل فترة.. فتجد ذات المواضيع او الافكار تتكرر.. وذات الاسلوب وحتى الكلمات.. وكذلك نفس الاشخاص المستضافين إن كان هناك ضيوف.. فحين يتم الإعلان عن البرنامج ومقدمه.. تستطيع ان تحكم سلفا على المحتوى او الاشخاص المشاركين.. او حتى عن النتائج التي سيخلص عنها البرنامج.. فتعزف عن متابعتها..
وفي عصر “السوشيال ميديا” اصبح الامر سهلا للحكم على نجاح او فشل ما نقدمه من كتابات او برامج.. فعدد المتابعات او القراءات او المشاهدات.. واعادة نقل المقال او رابط البرنامج من قبل اشخاص لا علاقة لهم بالكاتب او مقدم البرنامج.. لهي إحدى المؤشرات الكبيرة على نجاح او ضعف او حتى فشل ذلك الشخص او المحتوى او كليهما..
ختاما اقول..
لا تجعل متابعيك يشعرون بالملل جراء التكرار.. وإن اصبحت كتابا مفتوحا حاول ان تجعلهم يشعرون بانك فتحت كتابا جديدا في مسيرتك.. فالتنوع في المواضيع والاسلوب والشخوص وحتى العناوين هي ما ستجعلك متابَعاً..
فكم قصة يوردها كاتب عن شخص بسيط استهوت القراء.. واوصلت الفكرة.. وجعلتهم ينتظرون الجديد؟!..
وكم مِن ضيف متمكن.. وليس من اصحاب الالقاب.. اعطى للبرنامج زخما وانتشارا وتميزا وتقبلا.. جعلت المتابعين يتشوقون لما سيتم تقديمه في المرات القادمة؟!..