صيادو غزة.. صنارة لقمة العيش في مرمى القناص الإسرائيلي
الشاهين الاخباري
يخاطر بعض الصيادين بحياتهم في قطاع غزة، وينزلون إلى شاطئ البحر رغم القصف الإسرائيلي العنيف برًا وبحرًا وجوًا، علّهم يجدون ما يسدون به رمقهم وأطفالهم، في ظل الحصار الخانق الذي حرمهم كل مقومات الحياة الأساسية.
وتعد مهنة الصيد مصدر رزق أساسي لآلاف العائلات في القطاع، وتقيد “إسرائيل” حدود قوارب الصيد في غزة بستة أميال فقط، وتحرسها السفن الإسرائيلية والقوات الخاصة البحرية التي تطلق النار على أي شخص يعبر تلك الحدود.
وخلال الأسابيع الأخيرة، نجح صيادون في صيد الأسماك بشكل محدود من بحر غزة، لتوفير الغذاء لعائلاتهم ولسكان القطاع الذين يواجهون نقصا كبيرا في الغذاء نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 5 أشهر.
كمية غير كافية
يشعر الصياد إسماعيل البردويل باليأس، بعد أن فتحت زوارق البحرية الإسرائيلية النار على الصيادين ومراكبهم، أثناء محاولتهم دخول البحر في خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويحاول البردويل ممارسة مهنة الصيد دون دخول البحر خشية الاستهداف الإسرائيلي، وإنما عبر ممارسة الصيد الساحلي على شاطئ خانيونس، بشبكة صغيرة، وبمجهود أكبر ووقت أطول.
ويقول البردويل وهو يلقي بشباكه على شاطئ البحر: “نتعرض يوميًا لإطلاق نار واستهداف من الزوارق الحربية الإسرائيلية، وكثير من الصيادين أصيبوا بجراح مختلفة”.
ويضيف: “نمارس مهنة الصيد بقوارب تجديف يدوية بسيطة، ورغم ذلك يتم استهدافنا، ونحاول في كل مرة تفادي إطلاق النار والتجديف باتجاه شاطئ البحر”.
ومع تزايد عمليات إطلاق النار، بحسب البردويل، فإن الصيادين اضطروا لممارسة الصيد على الشاطئ رغم أن كمية الأسماك التي يمكنهم صيدها غير كافية.
مخاطرة كبيرة وناتج قليل
وعلى بُعد أمتار معدودة، يجلس الصياد ناجي أبو ريالة أسفل برج إنقاذ خشبي، حيث يخيط شباكه ويقوم بصيانة معداته البسيطة.
ويقول الصياد الذي تركت أشعة الشمس أثرًا على وجهه: “الأوضاع صعبة، وفي كل يوم يتم ملاحقتنا من زوارق الاحتلال الإسرائيلي، لذا قررت عدم النزول الى البحر، والصيد بالصنارة”.
ويضيف: “أقوم حالياً بصيانة معداتي وشباكي حتى تكون جاهزة عندما يتم السماح لنا بدخول البحر”، مشيرًا الى الظروف الصعبة التي يعيشها الصيادون في ظل ظروف الحرب الصعبة، وحاجتهم إلى العمل والصيد وبيع السمك.
وبينما كان أبو ريالة جالسًا تحت برج الإنقاذ، فإذا بمجموعة من الصيادين والفتية يسحبون شبكة صيد ألقيت فجرًا داخل البحر على مسافة أمتار معدودة بعيدة عن الشاطئ.
وسارع أfو ريالة لمساعدتهم في سحب الشبكة وإعادة ترتيبها واستخراج الأسماك العالقة بها، لكن كمية الصيد كانت محدودة ومن الأسماك الصغيرة، فيقول: “المخاطرة كبيرة والناتج بسيط”.
المصدر: الأناضول