مسؤولون أمنيون إسرائيليون يدعون نتنياهو لتطبيق التفاهمات مع “حماس”
الشاهين نيوز
بعث مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي برسائل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الأمن، بنيامين نتنياهو، دعوه فيها إلى تهدئة الوضع الأمني المتوتر في قطاع غزة، والدفع نحو تطبيق التفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر، من أجل إزالة احتمال “صدام عسكري”، حسبما ذكر موفع “واللا” الإلكتروني امس.
وأضاف أنه على الرغم من هذه الرسائل، التي جاءت بعد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع وغارات إسرائيلية في غزة وإثر استمرار تظاهرات مسيرة العودة عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، إلا أنه لا تلوح في الأفق بوادر لعقد مداولات جدية حول هذا الموضوع، رغم انعقاد المجلس الوزراي الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).
واتهم المحلل العسكري في “واللا”، أمير بوحبوط، الذي يستمد معلوماته من ضباط في الجيش الإسرائيلي خصوصا، في تقريره، الحكومة الإسرائيلية بأنها تنأى بنفسها عن منطقة “غلاف غزة”، ولا تجري حوارا مباشرا مع السكان هناك “ولا تعترف بالحقيقة التي بموجبها: بالوتيرة الحالية – إرهاب إشعال الحرائق، البالونات الحارقة والمظاهرات العنيفة عند الحدود سيستمر حتى إشعار آخر طالما لا تكون هناك تطورات سياسية. وإلى حين يتم ذلك، سيبقى الجيش (الإسرائيلي) السفير والدرع الواقي السياسي الذي ينقل رسائل تهدئة إلى رؤساء البلدات والسلطات” في “غلاف غزة”.
وترددت، امس، تقارير حول زيارة السفير القطري، محمد العمادي، وإجرائه محادثات في إسرائيل وقطاع غزة حول إدخال المنحة الشهرية القطرية، بمبلغ 15 مليون دولار، إلى قطاع غزة. لكن بوحبوط أشار إلى أن قيادة حماس في قطاع غزة، برئاسة يحيى السنوار، تطالب بتطبيق تفاهمات، تم التوصل إليها بوساطة مصر، وتقضي بتوفير أماكن عمل بواسطة مناطق صناعية، تحسين البنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف الصحي. “وهم معنيون أيضا ببدء محادثات حول ميناء وتصاريح خروج من قطاع غزة”.
وأضاف بوحبوط “بكلمات أخرى، حماس معنية بأن يقلص المستوى السياسي في إسرائيل من سياسة الفصل بين يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) وقطاع غزة مقابل وقف الإرهاب والعنف عند الحدود. لكن المؤسسة السياسية (الإسرائيلية) ليست ناضجة وليست معنية، في هذه المرحلة قبل الانتخابات في إسرائيل، بتوزيع هدايا على الفلسطينيين في غزة. وذلك خصوصا، فيما رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لا يتعاون وبإمكانه أن يهزّ أي قرار لا يمر من خلاله بواسطة عقوبات ووقف أموال الرواتب ودعم حكومي لدفعات المياه والطاقة”.
ورأى بوحبوط أن “السنوار يعرف قراءة الخريطة السياسية في إسرائيل بصورة جيدة، ويدرك أن نتنياهو سيواجه صعوبة بتوزيع هدايا في الوقت الحالي فيما تجري معركة انتخابية، لكن لا يبدو أنه بقي أمام قيادة حماس خيارات كثيرة. وأشهر الصيف الملتهبة دائما تسخن الأجواء في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بكل معنى الكلمة، والتخوف من انتقال الانتقادات الشعبية من حدو إسرائيل – غزة إلى قادة حماس ورموز الحكم بات ملموسا في الأشهر الأخيرة”.
وتابع بوحبوط أن “السؤال الأكبر هو: كم من الوقت سيبقى نتنياهو مستعدا لامتصاص انتقادات شعبية حول الحرائق وتنقيط القذائف الصاروخية من غزة، واتباع توجه لا يبادر إليه وإنما يردّ عليه، بصورة مدروسة ومنضبطة؟ وحتى حسم الموضوع، ستكون الحكومة الحالية منشغلة بالأساس بكسب الوقت، وتتوقع أن القوات الميدانية ستعرف كيف تحتوي الأحداث التي تتفجر”.
وخلص بوحبوط إلى أن قوات سلاح الهندسة التابعة لقيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي أبطلت، مساء أمس الاول، مفعول متفجرات ألقاها ناشطون فلسطينيون أثناء المظاهرات عند السياج الأمني. “وهذا مؤشر على أن الواقع عند حدود القطاع بإمكانه أن ينقلب في أي وقت، وإذا لم يحسم المستوى السياسي ما الذي يريده حقا، باستثناء كسب الوقت، وبإمكان خطأ واحد صغير أو حدث واحد غير مألوف، أن يجر الجيش الإسرائيلي إلى أكثر من أيام قتالية”.