فلسطين

غزاوية تحيك “الدفء” لأطفالها من الصوف البالي

الشاهين الاخباري

بالقرب من الحدود المصرية، تنشغل النازحة الفلسطينية شاهيناز بكر بحياكة قبعة من الصوف لإحدى حفيداتها كي تمدها بالدفء الذي تفتقده داخل الخيمة المقامة في العراء بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

تحصل بكر، التي نزحت من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى رفح، على خيوط الصوف من خلال نقض سترات الصوف البالية الخاصة بعائلتها.

وفي بعض الأحيان توفر هذه الخيوط، من ملابس صوفية تالفة يتخلص منها النازحون في المخيم.

وتولي بكر مهمة استخراج خيوط الصوف من الملابس البالية لحفيداتها اللواتي يجلسن بقربها على الرمال، في محاولة منها لإشغالهن عن أجواء الحرب وتعليمهن مهارة منزلية.

وفي المخيم، اشتهرت بكر بحياكة القطع الصوفية لتدفئة الأطفال، حيث باتت وجهة لبعض النازحين الذين لا يجدون لأطفالهم ملابس تقيهم برد الشتاء أو الذين لا تتوفر لديهم الأموال لشرائها في ظل حالة الغلاء.

وقالت بكر: “العمل على صنارة الصوف من هواياتي المفضلة، التي استغلها اليوم في مخيم النزوح لصناعة القبعات الصوفية للأحفاد”.

وتابعت: “أحصل على هذا الصوف من السترات البالية أو الملابس التالفة والممزقة التي يلقيها الجيران”.

وأشارت إلى أن النازحين في المخيم باتوا يطرقون بابها من أجل حياكة قطع صوفية تعمل على تدفئة أطراف أطفالهم من البرد القارس الذي يفاقم معاناتهم.

وحول رحلة نزوحها من غزة إلى الشمال، تقول إن عائلتها كانت تعيش في حي الشيخ رضوان حياة هانئة وسعيدة قبل اندلاع الحرب.

وأضافت عن ذلك: “مع بداية الحرب بدأ الجيش باستهداف المنطقة بالأحزمة النارية العنيفة، ومن ثم أنذرنا بالإخلاء”.

وأوضحت أن عائلتها نزحت من هذا الحي إلى الجنوب مشيا على الأقدام من شارع البحر، وسط حالة من الذعر والخوف أصابت الأطفال والكبار على حد سواء.

ويفتقد النازحون في المخيمات بمدينة رفح أدنى مقومات الحياة، حيث وصلوا إلى هذه المدينة دون أن يتمكنوا من اصطحاب أي ملابس أو مستلزمات الحياة.

كما يجد معظمهم صعوبة في توفير احتياجاتهم أو شراء ملابس جديدة لعدم توفر سيولة مالية لديهم، وارتفاع أسعار المتواجد منها في الأسواق بشكل غير مسبوق، لأسباب يرجعها التجار إلى ندرة توفرها.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمنع إسرائيل دخول البضائع للقطاع من خلال إحكام إغلاقها لمعابر القطاع.

لكنها سمحت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، ضمن هدنة استمرت أسبوع بين الفصائل بغزة وإسرائيل، تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تخللتها صفقة تبادل أسرى.

وكان القطاع يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، إلا أن العدد تدنى إلى نحو 100 شاحنة يوميا في أفضل الظروف.

الاناضول

زر الذهاب إلى الأعلى