الناخبون في سلوفاكيا يدلون بأصواتهم في انتخابات برلمانية
الشاهين الإخباري
بدأ الناخبون في سلوفاكيا الإدلاء بأصواتهم، السبت، في انتخابات برلمانية تشهد منافسة محتدمة بين رئيس الوزراء السابق اليساري روبرت فيتسو الذي تعهد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة، والليبراليين المؤيدين للغرب.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي النهائية أن الحزبين المتنافسين متقاربان، ومن المتوقع أن يحصل الفائز على أول فرصة لمحاولة تشكيل حكومة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال التي تدير البلاد البالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة منذ أيار.
وحكومة بقيادة فيتسو ستعني انضمام سلوفاكيا إلى هنغاريا في تحدي توافق دول الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا، في وقت يتطلع فيه التكتل إلى الحفاظ على وحدته في معارضة الهجوم الروسي.
كما أنها ستزيد عدد الدول الشيوعية السابقة في الشرق التي تديرها حكومات تعادي علنا الليبرالية، إلى جانب حزب القانون والعدالة القومي البولندي الذي يخوض أيضا انتخابات الشهر المقبل، لكن بولندا لا تزال مؤيدة لأوكرانيا.
أما حكومة بقيادة حزب سلوفاكيا التقدمية، ستجعل البلاد تواصل نهجها الحالي في السياسة الخارجية مع الحفاظ على الدعم القوي لأوكرانيا ووضع الدولة في معسكر ليبرالي ومؤيد للاندماج في الاتحاد الأوروبي بشأن مسائل مثل تصويت الأغلبية لانتهاج سياسات مرنة وصديقة للبيئة.
ومن غير المتوقع أن يفوز حزب فيتسو “اتجاه-الديمقراطية الاجتماعية السلوفاكي” ولا حزب سلوفاكيا التقدمية بقيادة نائب رئيس البرلمان الأوروبي ميخال شيمتشكا بالأغلبية، مما يعني أن الحكومة المستقبلية من المرجح أن تعتمد على نتائج أكثر من ستة أحزاب صغيرة تتنوع بين التيارات الليبرالية إلى اليمينية المتطرفة.
ومن المتوقع أن يأتي حزب هلاس (صوت) المنتمي لتيار يسار الوسط بزعامة بيتر بليجريني، وهو عضو سابق في حزب “اتجاه-الديمقراطية الاجتماعية السلوفاكي” وتولى رئاسة الوزراء بين 2018 و2020، في المركز الثالث وربما يكون صانع الملوك. وأبقى خياراته مفتوحة لكنه قال الأسبوع الماضي إن حزبه يميل إلى فيتسو.
واستغل فيتسو حالة السخط من ائتلاف يمين الوسط المتشاحن الذي انهارت حكومته العام الماضي، مما عجل بهذه الانتخابات قبل نحو 6 شهور من موعدها.
وتتوافق آراء فيتسو المؤيدة لروسيا مع المزاج العام في المجتمع السلوفاكي الذي طالما كان يميل نسبيا إلى روسيا. وساعدت في إذكاء هذه المشاعر الروايات المؤيدة لروسيا والمعلومات المضللة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال خبير علم الاجتماع ميخال فازيتشكا، إن “فيتسو استفاد من كل ذلك القلق الناتج عن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا ومن الغضب المنتشر في سلوفاكيا في السنوات الثلاث الماضية”.
وتعهد فيتسو بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا والسعي من أجل محادثات السلام. وهذا نهج قريب من سياسة الرئيس الهنغاري فيكتور أوربان، لكن ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الذين يقولون إن هذا سيؤدي فقط إلى مساعدة روسيا.
كما انتقد العقوبات المفروضة على موسكو ودافع عن حق النقض للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
لكن فيتسو كان أيضا زعيما ينتهج سياسة عملية في الماضي لذا يرى دبلوماسيون ومحللون أجانب أنه يمكن أن يروض تحوله في السياسة الخارجية.
وتعاني سلوفاكيا من أكبر عجز في الموازنة بمنطقة اليورو بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وقال محللون ودبلوماسيون أيضا إن البلاد في حاجة ماسة إلى تمويل التحديث والتعافي من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، فإن أي حكومة ستفكر جيدا قبل الدخول في صراع مع بروكسل حول قضايا مثل سيادة القانون.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش). وينتهي التصويت في الساعة العاشرة مساء. وستظهر المؤشرات الأولية بعد إغلاق صناديق الاقتراع على أن تتاح النتائج في غضون عدة ساعات.
رويترز