الاحتلال يواصل انتهاج جريمة التعذيب بحق الأسرى
الشاهين الاخباري
قال نادي الأسير، يوم الاثنين، إن جريمة التّعذيب وسوء المعاملة يشكلان إحدى أبرز الجرائم الممنهجة، والثابتة التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى، وذلك عبر سياسات وأساليب وأدوات مختلفة.
وأضاف النادي، في بيان لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، أن سلطات الاحتلال صعدت، منذ مطلع العام الجاري ومع تصاعد مستوى المقاومة ضد الاحتلال، من ممارسة التعذيب، بمستوياته المختلفة، في محاولة لتقويض حالة المقاومة المستمرة، إلى جانب جملة من الجرائم.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال عملت على ابتكار أساليب، وسياسات على مدار العقود الماضية، لاستهداف الأسرى جسديًا ونفسيًا، واتخذت هذه الجريمة حيزًا أساسيًا في رواية الأسرى عن تجربة الاعتقال.
وأوضح أن الاحتلال صعّد كذلك من إصدار أوامر منع من لقاء المحامين، إضافة إلى مدد التحقيق الطويلة التي تجاوزت البعض منها أكثر من شهر، بشكل متواصل، ولم تستثن أيا من الفئات (النساء، والأطفال، وكبار السن، والمرضى) بما في ذلك الجرحى.
وبين أن سياسة التعذيب الممنهجة لم تعد مقتصرة على المفهوم المتعارف للتعذيب وفقًا للقانون الدولي، إذ أوجدت أجهزة الاحتلال بمستوياتها المختلفة أساليب وأدوات حديثة لعمليات التعذيب.
وذكر أن الاحتلال يهدف الاحتلال من خلال هذه السياسة بالدرجة الأولى، الضغط على الأسير، من أجل انتزاع اعترافات منه، وسلبه إنسانيته، وفرض مزيد من السيطرة والرقابة عليه.
وأشار إلى أن هذه السياسة أدت على مدار عقود إلى استشهاد العشرات من الأسرى، إذ بلغ عدد الذين ارتقَوا نتيجة للتعذيب منذ عام 1967 (73) أسيرًا من شهداء الحركة الأسيرة (هذا لا يعني أنّه قبل هذا التاريخ لم يسجل شهداء من الأسرى ارتقَوا نتيجة للتعذيب).
ووفقا لمتابعة شهادات المئات من الأسرى سنويًا، فإن جميعهم دون استثناء يتعرضون لأصناف من أساليب التعذيب وسوء المعاملة، منذ لحظة الاعتقال، مرورًا بالتحقيق، وحتّى بعد الزج بهم في السجون والمعتقلات.
وأضاف نادي الأسير أن سلطات الاحتلال تتخذ عبر منظومة عنف شاملة طرقًا متعددة لتعذيب الأسير تتعدى مفهوم التعذيب المتعارف عليه، ولا تستثني أيًا من الفئات سواء الأطفال، أو النساء، أو المرضى، أو كبار السن.
ولفت إلى أن هناك أساليب أخرى تندرج تحت ما يسمى بالتحقيق “العسكري” ومنها الشبح لفترات طويلة، حيث يتم إجبار الأسير على الانحناء إلى الوراء فوق مقعد الكرسي، ما يسبب آلامًا ومشاكل في الظهر، أو الوقوف لفترات طويلة مع ثني الركبتين وإسناد الظهر إلى الحائط.
كما يتم استخدام أسلوب الضغط الشديد على مختلف أجزاء الجسم، بالإضافة إلى الهز العنيف والخنق بعدة وسائل وغيرها، ويوضع الأسير لفترات طويلة في الحبس الانفرادي في زنازين صغيرة خالية من النوافذ وباردة جدًا، ويُحرم من النوم ومن الحق في الحصول على أدوات النظافة الأساسية والطعام والشراب النظيفين.
وبخصوص سياسة العزل الانفرادي، أفاد نادي الأسير بأن هذه السياسة تصاعدت بشكل ملحوظ منذ نحو عام، وتحديدًا بعد عملية “نفق الحرية”، إذ وصل عدد الأسرى المعزولين انفراديًا لأكثر من (40) أسيرًا، وهي النسبة الأعلى في عمليات العزل منذ عام 2012.
وأكد أنّ عمليات وأوجه وأساليب التّعذيب داخل سّجون الاحتلال لا حصر لها، فهي تتغلغل في كافة تفاصيل الحياة الاعتقالية.
وأضاف أنه رغم الموقف الواضح والصريح للقانون الدولي من التّعذيب وحظره المطلق، إلا أنّ الاحتلال ماضٍ في استخدامه، كجزء من سياساته الثابتة وانتهاكاته الجسيمة التي يواصل تنفيذها، دون أدنى اعتبار لكل ما أقرته القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية مناهضة التّعذيب.