أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (16)

كامل النصيرات

طبعًا خرجت جميع نتائج مواد الفصل و كل طالب عرف معدله التراكمي، تقديري في أربعة مواد (أ) ومادة واحدة (ب) كما توقعت تمامًا ومعدلي التراكمي (3.8 من 4) والكل هنّأني ويارك لي على هذا الإنجاز مع إنني في قرارة نفسي (راضٍ ولكن ليس كلّ الرضا) ولم يكن يخطر ببالي أن عديلي “المهندس حمدي أبو حمد” سيقيم “مأدبة كنافة” مشبعة على شرفي لأنني (قال جبت امتياز).. وأحرجني بكرمه وبنفس الوقت رفع أُم السكّري لدي لأنني “انجبرت أشمط كميّة مهولة من الكنافة تاعت شرفي”..فليس من المعقول أن الكلّ يتحلّى وشرفي اللي عليه اللمّة لا يتحلّى..!
نأتي الآن لموضوع تحويلي للتخصص من (العلوم السياسية) إلى (اللغة العربية) والذي يبدو أنني سأُعاني الأمرّين بل الثلاث مرارات وسأتلوّع وأدوخ السبعين دوخة وقد أفشل في تغيير التخصص. الحكاية لم تكن كما فهمتها أو أُفهمتها من البداية.. قيل لي: أربع مواد جيد جدًا وبعدها من السهل تغيير التخصص، وإذا بالقوانين تغيّرت وهناك عوائق ترابية ومائية وثاني أوكسيد كربونية كلّها تكمن لي في الطريق.. وكلّ كمين يشرف عليه مارد جبّار كل مهمته منعك من تحقيق حلمك الصغير المتأخّر الذي شبّ من جديد وسط الشيب والأمراض..! مع أن كثيرين ذوي خبرات ودرايات يؤكدون لي أن هناك مجالًا قانونيًّا ونظاميًّا لتغيير تخصصي.. ويبدو أن هذه كلّها بمجموعها وتفاصيلها حكاية (روتين وبيروقراطيّة و و و) سأرويها بشفافية ذات عمر قادم تمنعني اللحظة الحرجة من الاتيان عليها الآن..! رغم أنني أشعر بغصّة جارحة ومرارة لا تعدّل طعمها كل محلّات الحلويات في الأردن..!

من هنا ولغاية بداية الفصل الصيفي لا أعرف ماذا سيجري معي..؟ لا أعرف كيف سيكون عيد الأضحى لبابا سنفور؟ هل سيعيش فرحة العيد أم سيكون هو الأضحيّة..! طبعًا بمزح ها هنا ولكنه مزح ثقيل يحمل رسالة مبطّنة لن يقرأها إلّا الراسخون في التطنيش..!
انتظروني..

زر الذهاب إلى الأعلى