صيد الشاهين

مستوزرون على أبواب التعديل الوزاري

داود شاهين

منذ فترة ليست بطويلة , وفي ظل اشاعات بقرب موعد تعديل وزاري أو حل للحكومة, بدأَ مجموعة من المستوزرين الذين يزداد عددهم في كل مرة يبدأ فيها الحديث عن تعديل وزاري أو حل للحكومة بامطارنا بكم هائل من مقترحات حل أزمة حكومتنا والنهوض بمؤسساتنا الحكومية وفيض من الأفكار التي تؤدي نتائجها وبدون أدنى شك الى حل جميع مشاكل الدولة الأردنية وتحويلها الى دولة انتاجية يعيش مواطنيها أجمل وأفضل درجات العيش الرغيد ويسر الحال .

ولن أتحدث عن المستوى العلمي والثقافي لهذه الزمرة من المستوزرين فجميعهم أفضل مني , أعلى مني ثقافة وتحصيل علمي حتى أنّ شهادة الدكتوراة الفخرية التي يحملها بعضهم قد منحت لهم من مؤسسات وجهات رسمية وغير رسمية دون أن يتكلف أي منهم بدفع ثمنها أو التبرع والرعاية لهذه الجهات بل لجهودهم التي لا يستطيع أحدٌ انكارها وعطائهم المتواصل خلال مسيرتهم .

ولن أتحدث أيضا على درجاتهم العلمية والتي حصلوا عليها بقليل من الجهد والكثير من المال من جامعات وجهات علمية مغمورة بالكاد يعرفها أهالي منطقتها وجزر واق الواق .

وللتأكيد فأنا أتحدث عن كل واحد فيهم بعينه وعلى مبدأ ( الى على راسه بطحة بحسس عليها ) والصراحة راحة (ما حد عندي على راسه ريشة)

أحد الأصدقاء المستوزرين وفي فترة معينة كان يبعث لي مقال شبه يومي لأقوم بنشره على موقعي وهو يعلم جيدا أني أقرأ كل حرف يتم نشره على الموقع قبل النشر ولأسباب ادارية احتياطية وللأمانة فقد كان ما يكتبه يعجبني فأسارع أنا شخصيا الى نشر محتوى مقاله .

الحادثة الطريفة بيني وبينه أني كنت من المعجبين جداً بما يكتب حتى أني اعتبرته من النوابغ والأذكياء الذي من الممكن أن يكون بحوزتهم عصاً سحرياً تحمل الحل لمشاكل الدولة الأردنية, لكن طريف ما حدث مع هذا الصديق أنه أرسل لي مقال في أحد الأيام وأنا كعادتي قمت بقراءة هذا المقال,ورغم قلة ثقافتي بالمقارنة مع ثقافات الكثيرين ممن أعرفهم الا أن هذا المقال أثار في نفسي شيء من” الريبة “( أشك أني قد قرأت مثل هذا المحتوى في يوم من الأيام ) أو على الأقل أن هناك جملة في هذا المحتوى أعرفها , هذا الشعور دفعني الى وضع جزء مما كتب على متصفح جوجل لتكون المفاجأة,,,,

صديقي ,,, المستوزر ,,,,, المثقف ,,,, يستولي على محتوى ما يكتب من مجموعة من المجلات العلمية والمقالات السابقة لعدد كبير من الأشخاص الذين سبقوه في الحديث عن موضوع معين ليقوم هو بعد ذلك بإستعمال مقتطفات من مقالاتهم ودراساتهم بشكل يتناسب والقضية المطروحة وحلولها ,,,, طبعا صديقي المستوزر لم يعجبه كلامي واتهمني ببعض الاتهامات والأوصاف ,,, انسوا موضوعها .

وبالعودة الى صديقي المستوزر ,,, وثلة المستوزرين من أبناء هذا الوطن الذي أتضرع الى الله كل يوم أن يحفظه وخصوصاً من جشع و استغلال مستوزريه , فلو أمعنا النظر في حياة صديقي المستوزر لوجدنا أنه مثقل بالديون ولا يجد لمشاكله الشخصية حلول جذرية ولا موارد دخل يسدد بها مديونته فكان أمله الوحيد كرسي وزارة يحاول من خلاله ايجاد حلول لمشاكله وعثراته دون البحث عن حلول وعثرات لمشاكل وزارته .

صديقي المستوزر ,,, وثلة المستوزرين ,,, لن يكونوا أفضل حال ممن انتقدوا أدائهم من وزراء سابقين ولن يكون لديهم عصاً سحرية تحل مشاكل وزاراتهم والمتاعب التي سيتقلدونها. ولن يحملوا مفتاح الحل السحري لمشاكل وزاراتهم ,,, أو المؤسسات الفرعية التابعة لها ,,, ولن يكون لديهم الحل السحري لأي من المشاكل حولهم حتى اني أعتقد انه لن يكون لديهم الحل السحري لمشاكلهم الشخصية بل على العكس تماماً بل سيصبحون مشكلة لأنفسهم وعائلاتهم فهم بحاجة الى تبديل بدلاتهم وربطات عنقهم وساعاتهم وحتى نوع عطورهم …

صديقي المستوزر ,,,, وثلة المستوزرين
لا تفكرو الوزارة قرية ,,,, والوزير فيها المختار

والمشكلة اذا ما بتنحل بالأصول ,,, بتنحل بالمونة وكلام العقال الكبار

وما تقلي بحل مشاكل بلد بحالها,,, انت بمشاكلك الشخصية محتار

ختاماً أتمنى أن تصل رسالتي الى صديقي المستوزر ,,, وأنا أقصده تماماً ,,, وأقصد أي مستوزر من نوعيته ,,, وأتمنى عليهم جميعاً التوقف عن زج أسمائهم بين أي تشكيل وزاري محتمل يقوم الاعلام بنشره “توقعات وتكهنات فلكية”.

زر الذهاب إلى الأعلى