صيد الشاهين

اليوم نفرح بالحسين … صوت الملك والأب

داود شاهين

لقد كنت واحداً من المحظوظين الذين تمت دعوتهم لحضور مأدبة العشاء التي أقامها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني. ولي العهد في مضارب بني هاشم .. بالديوان الملكي الهاشمي.

وللصراحة فقد إنتابني إحساس بالقلق منذ اللحظة التي تلقيت بها الدعوة لحضور هذه المناسبة. فهذه دعوات الملوك ولها من الإلتزامات على الصعيد الشخصي ما لها.

مكان و وقت التجمع الذي حدد بالدعوة وبعكس ما توقعت. كان لهما أثر ايجابي في تخفيف جزء من حالة القلق والتوتر التي تنتابني لحظة وصولي الى موقع التجمع حيث كانت ثلة من مرتبات قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة في إستقبال الحضور بدرجة عالية من الرقي الممزوج بتواضع ليضع عنوان للمرحلة القادمة ” كل شيء سيكون بخير “.

الوصول الى مضارب بني هاشم في الديوان الملكي العامر كان بداية الإستقرار لي .. كيف لا وكوكبة من أمراء بني هاشم تقف على مشارف مضاربهم تستقبل الحضور بمصافحة كريمة لكل من حضر. برسالة مفادها ( يا هلا بضيوف أبو حسين -احنا معزبينكم ).

وصول حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله ابن الحسين. عميد آل هاشم .. وصاحب الدعوة كان له أثر جميل في نفسي ونفوس الحضور. فبطلته البهية وتواضعه الملوكي وبجولة على طول المساحة التي أقيم عليها الإحتفال كانت تحية شخصية من جلالته لكل من حضر.

وصول موكب ولي العهد “العريس” صاحب المناسبة وفخرها. والطريقة التي تم دخوله بها الى موقع الإحتفال كانت صورة من صور احتفالاتنا بأبنائنا ولم تختلف بأي جزء منها عن زفات العرسان في قرى الاردن ومحافظاتها ” زفة أردنية بإمتياز” العريس فيها هو ابن كل بيت أردني وحبيبهم. فالعريس” سمو الأمير الحسين ” محاط بأصدقائه و زملائه وأخوانه من أبناء الأردن. رفاق السلاح يزفونه اليوم عريساً.

طيف و موجة من السكينة والهدوء انتابتني بعد إنتهاء ” زفة العريس” حين سمعت وسمع الحضور صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين “المعزب” يحي الحضور بكلمات الأب. وصوت الأب الواثق الحنون. الصوت الذي يظهر حجم الفرح الذي بداخله بزفاف نجله. الاب ( كبير القوم) الذي يرحب بضيوفه بعيداً عن أي تكليف. وبكلمات عفوية ” اليوم نفرح بالحسين .. إبني… وإبنكم ” و ” فرحتنا كملت بوجودكم”.

منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين مقاليد الحكم وإعتلائه عرش المملكة الأردنية الهاشمية. وأنا أتابع جميع خطاباته وكلماته في كل مناسبة و محفل. حتى اني أصبحت أقرأ ما بين سطور كلماته من خلال نغمة صوته أميز من خلالها المقصود والحالة لجلالته من هذه النغمة. اليوم إختلفت نغمة صوت جلالة الملك. فاليوم لم يكن صوت جلالته صوت الملك الموجه فقط . بل كان صوت الملك .. الأب … الإنسان .. الذي يحتفل وأهله وعشيرته الأردنية الواحدة بزفاف إبنه وقرة عينه و ولي عهده. الأب الذي يحمل في أعماقه رغبة في أن يحل الفرح في كل بيت من بيوت الاردنيين.. وكل ذرة من تراب هذا الوطن .. الاب الذي غرس في أبنائه وعائلته و ولي عهده قاعدة مفادها ” أن مخافة الله هي جزء لا يتجزأ من سلوكهم ودينهم “.

إنتهت مراسم الحفل وتناولنا طعام العشاء بطريقة أردنية خالصة إختلط بها الاردنيين بعفوية . فلا مكان مخصص لأي كان.

تواضُعْ أبا الحسين وطريقته بالإحتفال بزفاف ولي عهده وقرة عينه ابنه وإبن الأردنيين درس في الكرم والأخلاق الملكية وبصمة في تاريخ الكرامة لكل اردني.

لجلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين تحية نابعة من أعماق القلب … وشكر على دعوة كانت درس وحكاية تنقش على جدران التاريخ … وسيبقى ” فرح الحسين ” حاضر في ذاكرتي وذاكرة الأردنيين .. وتواضع جلالة الملك مثل يحتذى به.

هنيئاً للأردن زفاف أميرها

زر الذهاب إلى الأعلى