أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (11)

كامل النصيرات

عمليًّا؛ أنا الآن أرجف.. بل متكركب على آخر الآخر.. في داخلي صراع بين “إهدأ يا ولد” و ” إيّاك أن تهدأ”.. فأنتم تقرأون مقالتي وأنا أتجهّز لتقديم امتحانين اثنين “فاينلين”.. الثقافة الوطنية على الساعة الثانية وشوية؛ والحضارة العربية الإسلامية على الخمسة وشويّات..!
عمري في حياتي ما قدمت امتحانين حتى أيّام المدرسة.. أقرأ فصلًا من هذه المادة وفصلًا من المادة الأخرى.. والله يستر من تاليها..! عندي مشكلة أزلية في الامتحانات.. المعلومة البسيطة قد أُخطئ فيها والمعلومة الصعبة أو المفدة “تلقاني فُرّيرة” بالجواب الصحيح.. لا أعلم لماذا..؟ قد يكون من استسخافي لبساطة السؤال أقع في غرور الإجابة..! ومسألة أخرى أي معلومة جديدة تمر عليّ الآن لأول مرة أنا أضمن إجابتي الصحيحة عليها إن جاء أي سؤال عليها.. أما إذا كانت المعلومة قديمة وحضرتي فارمها من كلّ جوانبها فإنني على الأغلب سأخطئ في تحديد الإجابة الصحيحة لأنني قرأت حولها قديمًا إجابات مختلفة وكلّها صحيحة أو مختلف عليها..! أعرف أن الشرح معقّد في هذه الناحية.. اتركوه عسى الأيام تفتح عليَّ وأستطيع أن أشرح لكم ما اقصده بالضبط.. وقد يكون من الضروري أن يكون معي طبيب نفسي محترف يساعدني في سبر أغوار الفكرة..!
نأتي الآن لـ”ملخّصات” المواد و “تست بانك” .. وهما أكثر أمرين يسأل عنهما طلاب الجامعة قبل الامتحانات بأيّام وقد دخلتُ عوالم هذه الأسئلة عند امتحانات “الميد”.. وحين اطلعتُ على الملخّصات لكذا مادة وجدتُ أن هناك سباقًا محمومًا لدى أكثر من جماعة؛ كلّها تدّعي التغطية الشاملة للمادة.. وكلّها تدّعي ضمان النجاح بعلامة فارقة إن حزتَ على مُلخّصها أو تست بانكها.. والحقيقة أنها كلّها ناقصة., وكلّها مليئة بالأخطاء الاملائية والنحوية والكوارث اللغوية.. وكلّها فيها أخطاء أو كركبات في المعلومات.. هذا عداك على أنها تأخذ طريق التحفيظ للطالب أمّا الفهم “فيجعل لا حدا فهم”..!
اكتفي بهذا القدر اليوم و دعوني أتابع نطنطتي من كتاب لكتاب لامتحانات اليوم.. وغدًا سأحدثكم عن محاضرتي التي أعطيتها في الجامعة الأردنية ..وعن تشطيب المواد.. انتظروني..

زر الذهاب إلى الأعلى