“نقص الأدوية” يهدد بموجة جديدة لكورونا في المناطق الريفية بالصين
الشاهين الاخباري
أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في تقرير نشر الأحد، بأن أزمة نقص الأدوية التي عانت منها مستشفيات بكين وشنجهاي الشهر الماضي، تهدد المناطق الريفية، خصوصاً مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، ووسط نزاع على أسعار العقاقير وزيادة الإنفاق على الاختبارات.
وقالت الصحيفة إنه رغم تعهدات شركة “فايزر” للأدوية المصنعة لأقراص “باكسلوفيد” المضادة للفيروسات، ببناء مصنع في الصين في غضون الأشهر المقبلة، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن العقار سيحصل على موافقة دائمة من قبل نظام التأمين الصحي الوطني في البلاد، ما يجعله بعيداً عن متناول العديد من الصينيين.
ومنحت الصين موافقتها التنظيمية على عقار “باكسلوفيد” في فبراير الماضي، ما يجعله أول علاج أجنبي لفيروس كورونا يدخل سوق البر الرئيسي للصين، لكن الإدارة الوطنية لأمن الرعاية الصحية التي تفاوض بشأن أسعار الأدوية وفقاً لخطة سداد تكاليف التأمين الصحي الوطني في بكين، رفضت “السعر المرتفع” الذي وضعته الشركة.
ونقلت الصحيفة عن طبيب بمستشفى بمقاطعة سيتشوان، لم تذكر اسمه، قوله إن “المنشأة لا تتمكن من الوصول إلى الأدوية المضادة لفيروس كورونا لعلاج العدد الكبير من المرضى، ولذا فإن الأطباء يعتمدون بدلاً من ذلك على وصف أدوية الحمى”.
“لا تخفيض للسعر”
وقالت شركة “فايزر” الأميركية العملاقة إنها “ستبني مصنعاً في الصين لتصنيع باكسلوفيد مع شريك محلي”، ولكنها ألمحت إلى أنه من غير المرجح أن تخفض سعر الدواء، وهو شرط للإدراج الدائم في خطة السداد الوطنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المرضى يسعون لشراء عقار “باكسلوفيد”، الذي يُباع بمبلغ يصل إلى 8 آلاف و300 رنمينبي في المستشفيات الصينية الخاصة، فيما يضطر بعضهم إلى دفع ما يصل إلى 7 آلاف دولار مقابل شراء الدواء من السوق السوداء أو لشراء علاجات مماثلة ذات جودة أقل.
من جانبه توقع بروس ليو، مدير قسم علوم الحياة الخاص بالصين في شركة الاستشارات العلمية “Simon-Kucher & Partners”، أن تحقق “فايزر” إيرادات بقيمة 10 مليارات رنمينبي (1.5 مليار دولار) بموجب الصفقة.
وأشار إلى إمكانية شحن 5 ملايين صندوق من “باكسلوفيد” إلى الصين بحلول مارس المقبل، وهو عدد أقل بكثير من معدل الطلب عليه في البلاد.
وفي غضون ذلك تواجه الأدوية الصينية المحلية شكوكاً بشأن مدى فعاليتها وسلامتها، إذ وجدت دراسة أجرتها الجهات التنظيمية في بكين أن أحد هذه الأدوية المحلية يحتوي على مواد تسببت في إتلاف المعلومات الجينية في الخلايا أثناء اختبار أجري على الحيوانات.
ومن المتوقع أن يسّرع موسم السفر السنوي لعمال المدن الحضرية إلى مسقط رأسهم في المقاطعات الأكثر فقراً انتشار العدوى إلى المناطق النائية، ما يزيد من خطر تفشي المرض بشكل أكثر حدة.
وفي المناطق النائية، أدى نقص أدوات الاختبار السريعة والوصول إلى أجهزة تصوير الرئة إلى إعاقة عمليات التشخيص المبكر، ما سمح للفيروس بالانتشار بشكل أكبر.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينج حذر الأسبوع الماضي من أن الوباء يدخل “مرحلة جديدة”، وأن “القلق الأساسي” الآن يتعلق بالمناطق الريفية وسكان الريف.
ووفقاً لـ “فاينانشيال تايمز”، فإن فشل بكين في بناء دفاعات قوية استعداداً لموجة فيروس كورونا الجديدة الحتمية أدى إلى خلق أزمة للرئيس الصيني وسياسة “صفر كورونا” الخاصة به.