أقلام حرة

اعلام من الطفيلة : علي القرارعة

يوسف المرافي

ما يثير الغرابة والدهشة أن الرجل الحاصل على الدرجة الخاصة و الذي أمضى ( ٣١) عاما في وزارة التربية والتعليم تتملكة جرأة و شجاعة وحكمة نافذة منذ نعومة أظفاره ، يقال أنه في إحدى الرحلات المدرسية ، قام بعمل شجاع وذلك بالغوص في البحر لإنقاذ طالبٍ غرق في البحر لعدم وجود غواص أو متدرب قريب منه في تلك الفترة ، كان الموقف صعباً جداً وكاد القرارعة أن يفقد حياته من أجل إنقاذ الطالب ، حيث تعلق الطالب برقبته من أجل النجاة ، و أذكر أنه عندما كان رئيسا لقسم الرياضة المدرسية كنت وقتها برفقته في السيارة من أجل التغطية الإعلامية، حيث بلغ في اتصال هاتفي من أحد المراقبين لسباق الضاحية عن وجود مجموعة من الكلاب المفترسة في إحدى منعطفات الطريق تعترض مسير الطالبات الصغيرات اللواتي كن في بكاء وخوف وهلع ، فما كان منه إلا أن قام بسرعة بالذهاب بسيارته إلى الموقع ، حيث نزل من السيارة و قام بركل الكلاب بقدميه تارة ، و رفع أحد الكلاب بيديه وأبعده عن الشارع بصورة غريبة لافتة للنظر تارة أخرى رغم أنه كان يلبس بذلة رسمية و ربطة عنق وكأنه يريد طمأنة الطالبات ، وقتها تركته وغادرت مسرعا خوفا من غضبه ، فلم يسبق لي أن شاهدت تربويا بشجاعته ، فقد كان غيرَ راضا عما حدث في السباق و أدركت بعدها أن هذا الرجل ليس بموظف حكومي ولا برئيس قسم إنما قائد فريد يتمتع بالشجاعة والحكمة قل نظيره بين الناس .

وقع له حادث باص التربية عام ( ٢٠٠٥ ) عندما كان في مهمة رسمية إلى عمان وكان أحد المصابين .

كان دقيقا في عمله و لديه حرقة على طلبة أبناء محافظة الطفيلة عندما كان رئيسا لقسم الرياضة المدرسية والنشاطات سابقا ، عندما يعلم برحلة مدرسية مقررة لإحدى المدارس كان يبدي على الهاتف الملاحظات للمدارس التي تنوي القيام برحلات داخل و خارج المحافظة ، وكنت أسمعه يتحدث بصورة غير رسمية ، حيث يطلب اختيار حافلة قليلة الأجرة للتخفيف على الطلبة و يطلب من المدرسة و المشرف على الرحلة تقسيم الطلبة لمجموعات طلابية يتم وضع الطلبة الفقراء مع الطلبة الأغنياء دون لفت الانتباه وفق ظنه وتفكيره ؛ لكي يتناولوا الفطور والغداء مع بعضهم البعض ويأكل الطالب الفقير مع الطالب المقتدر ، كما كان يدعو القائمين على الرحلة إلى عدم الطلب من الطلبة أي مصاريف أخرى ؛ لكي يعملوا وجبة غذاء ، كان يقول:” اتركوا الطلبة يشترون وفق مصروفهم العائلي دون التضييق عليهم ” . عندما يجادله أحد الزملاء على الهاتف أسمعه يقول :” في طلاب مش لاقين يوكلوا خبز ناشف أهلهم بنجبروا يرسلوهم للرحلة منعا للإحراج لا تكلفوا الناس فوق طاقتهم الله يعين الناس بعض الطلبة ما معاه مصروفه اليومي ” .

الغريب في الأمر أن الأستاذ علي القرارعة لا يعلم لغاية هذه اللحظة أنه كان معلمي للتربية الرياضية ومسؤول الرحلات المدرسية في مدرسة الطفيلة الثانوية في عام ( ١٩٩٢) ، فقد كنت أحد طلبة الصف الثامن الأساسي وقتها كان الأستاذ القرارعة معلما للتربية الرياضية و كان يفعل نفس الشيء لا بل يزيد على ذلك خلسة بإعطاء الطلبة الفقراء بعض الطعام وأنا واحد منهم ، فقد كان الطلبة قديما لا يدركون المصروف اليومي عكس طلبة اليوم ، أذكر أنه كان يوزع علينا الحلوى في الحافلة وطعام يحضره معه من البيت ، كما أنه يختار حافلة رخيصة الأجرة حتى لو كانت قديمة ، فقد رافقنا في رحلة مدرسية إلى العقبة في حافلة كانت قديمة جدا لها أصوات مزعجة ، وعندما ينتقده البعض يقول :” وفرنا مبلغ من المال لكي نشتري للطلبة بشكل جماعي ما بدنا نكلف الأسر مصروف زيادة ” بعض الأحيان يقوم بإرجاع جزء من أجرة الحافلة إلى الطلبة بعدما يشتري وجبة فطور و غداء ونزهة في القارب تستغرب بعد كل هذه المصاريف ونحن لم ندفع في ذلك الوقت ما عدا (٣ )دنانير شاملة الأجرة والفطور والغذاء والنزهة في القارب وهذا ما يثير الحيرة و الإعجاب .

كان لديه فراسة في معرفة جيوب الفقر في المنطقة والمدرسة التي كان فيها معلما قبل زهاء (٣٠ ) عاما .

والغريب حقا أن الرجل الذي استلم قبل ( ٣ ) سنوات منصب مدير مديرية الرياضة المدرسية في وزارة التربية والتعليم لم تواكبه تغطية إعلامية خلال إشرافه على تنظيم الفعاليات والمسابقات التي كانت وزارة التربية والتعليم تقيمها في مديريات قصبات محافظات المملكة رغم أنه أوجد حالة من التنافس الرياضي الشريف بين مديريات وزارة التربية والتعليم والمشاركة في المسابقات التي تنظمها الوزارة ، مما حقق نجاحا منقطع النظير في إبراز الطلبة المبدعين وأعمالهم المبتكرة ، والكثير من الأعمال التي لا نستطيع ذكرها في هذه العجالة .

في المقابل شهدت الفعاليات والنشاطات التي كان يشرف عليها في تربية منطقة الطفيلة والمدارس إبان كان رئيسا لقسم الرياضة المدرسية وقسم النشاطات سابقا تغطية إعلامية غير مسبوقة وهذا الشيء الغريب حقا ، حيث نال خلالها عشرات الجوائز والدروع وكثير من الشهادات من تربية الطفيلة ومؤسسات المجتمع المدني لدوره الفعال في إبراز كافة النشاطات والفعاليات الرياضية و المشاركة في المؤتمرات والدورات، التي أشرف على تنظيمها خلال مسيرته في تربية الطفيلة ، ولدوره في دعم المجتمع وتقديم الخدمة له .

بصراحة لم أكن أتوقع أن يكون الرجل الذي كان يمضي سحابة يومه في متابعة النشاطات والفعاليات الوزارية مؤخرا أن يُهمش بصورة غير طبيعية رغم أنه كان بارعا متقنا في عمله وإشرافه وطريقة تعامله مع القطاع التربوي في المديريات ، حيث كان له الفضل في نجاح الفعاليات والنشاطات الرياضية التي كان يشرف على تنظيمها في الوزارة والمحافظات وعمل من خلال على إظهار التنافس بين المدارس قاطبة ، وهذا الشيء لا يختلف عليه أحد من أبناء محافظة الطفيلة، وممن خدموا في وزارة التربية والتعليم .

من المعلوم أن الرجل رغم تهميشه لم يصدر منه أي تلميح أو إشارة لذلك ، كان عندما تلتقيه يخفي السلبيات و يعظم إيجابيات ومحاسن الآخرين ويقوم بواجبه على أكمل وجه وإخلاص وتفاني حتى أنه أختتم مسيرته في وزارة التريية والتعليم كمدير لمديرية الرياضة المدرسية يوم صدور كتاب تقاعده وهو لا يعلم به مؤخرا بإشرافه على تنظيم عمل إنساني يتعلق بأصحاب الاحتياجات الخاصة في عمان ، للأمانة كان حكيما وصاحب بصيرة تجاه تهميشه ، وكان يخفي ذلك الأمر ولكنني اقرأ ما بين السطور وكنت أتابع من بعيد كوني إعلامي تقارير تعدها الوزارة ومواقع إخبارية يغيب فيها أسم الرجل من التقرير ولا ذكر له بينما يحظى آخرون على شاكلته في المنصب بتغطية إعلامية .

لقد استندت على مسوغات كثيرة لا نستطيع تجاهلها للكتابة عن القائد والخبير الرياضي الأستاذ علي القرارعة في قطاع التربية ومجتمع المحافظة يعرفونها جيدا ؛ كونه بارزا في مجالين : المجال الرياضي المدرسي والتحكيم الرياضي، والمجال التطوعي (نادي معلمي الطفيلة ) ورئاسته للهيئة الإدارية لدورات عديدة وما قدمه من إنجازات على صعيد عمله في وزارة التربية والتعليم مؤخرا في الوزارة .

أعتب على وزارة التربية والتعليم كثيرا و بعض الجهات الحكومية ، لعدم تقديرهم أعلام ورموز محافظة الطفيلة في قطاع التربية والتعليم الذين تركوا تاريخًا عريقًا مشرفًا سواء باللقاءات أو الاجتماعات أو حتى المناسبات والفعاليات ، و تقليدهم المناصب العليا في وزارة التربية والتعليم خاصة أصحاب الكفاءة أو حتى القيام بتكريمهم بعد التقاعد وأخبارهم بموعد التقاعد وأن لا يكون فجأة مما يثير الريبة وعلامات الإستفهام ؛ مما ساهم بتواريهم عن الأنظار فأنا لا أتفهم ذلك التهميش لأعلام ورموز المحافظة الذين تركوا أثرا طيبا في نفوس الناس والمجتمع برمته .

ولد القرارعة عام ١٩٦٧ في الطفيلة وينحدر من عشيرة القرارعة أحد العشائر المعروفة في بني حميدة في عين البيضاء – الطفيلة – درس القرارعة المرحلة الإبتدائية و الإعدادية في مدرسة السلع، حيث تناوب على إدارة المدرسة الأساتذة الأفاضل : الراحل عطالله البداينة، وخليف العودات، ومحمد خلف القرارعة ، ويوسف الرفوع .

درس المرحلة الثانوية في مدرسة عين البيضاء الثانوية وكان مدير المدرسة الأستاذ عطالله البداينة رحمه الله .

حصل على الثانوية العامة الفرع الأدبي عام (١٩٨٦ )في مدرسة الطفيلة الثانوية( مدرسة بلاط الشهداء الأساسية ) حاليا ، بعدها في نفس العام درس في الجامعة الأردنية على حساب التعليم العالي تخصص تربية رياضية وعلوم سياسية ، حيث تخرج من الجامعة عام (١٩٩٠) ، حيث نزل لانتخابات نادي إتحاد الطلبة في الجامعة الأردنية لمرتين وحالفه النجاح ، أعوام (١٩٨٧ – ١٩٨٨) .

في عام (١٩٩٢ ) عين معلما للتربية الرياضية في مدرسة الطفيلة الثانوية ، حيث أمضى فيها ( ١٣) سنة ، بعدها انتقل عضوا في قسم النشاطات عام (٢٠٠٤ )، ثم عين رئيسا لقسم الرياضة المدرسية في تربية منطقة الطفيلة عام (٢٠١٠) حيث أمضى (٨) سنوات في رئاسة القسم ، ثم عين بعدها رئيسا لقسم النشاطات عام (٢٠١٨) بعدها عين في وزارة التربية والتعليم في عمان مدير مديرية الرياضة المدرسية ، حيث أمضى في إدارتها ( ٣) سنوات إلى أن أحيل على التقاعد فجأة عام (٢٠٢٢) .

انتخب رئيسا للهيئة الإدارية لمعلمي الطفيلة عام (٢٠١٠ ) ولعدة دورات ، حيث يترأس الهيئة الإدارية لمعلمي الطفيلة حاليا ، وهو عضو فعال في أكثر من نادي رياضي في الأردن كإتحاد البلياردوا ، واتحاد الريشة الطائرة ، و آمين سر الرياضة المدرسية ، وحكم تنس أرضي منذ عقود .

عين في عام (٢٠١٥ ) منسقا لأقليم الجنوب لجائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .

ترأس وفد المنتخب الوطني لريشة الطائرة لأكثر من مرة في العراق وسوريا والبحرين أعوام (٢٠٠٩ – ٢٠١١- ٢٠١٢) .

اعتبره البعض أحد ألمع الشخصيات الرياضية على مستوى الطفيلة، فقد نشطت خلال رئاسته لقسم الرياضة المدرسية إبداعات المدارس الرياضية والنشاطات التربوية وجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية ، فقد كان يشجع المدارس على الإبداع والتميز ، ويحضر كافة الفعاليات التي تنظم في المدارس من خلال جعل الفعاليات متوزعة خلال أوقات اليوم الواحد ،و ألا تتزامن في وقت واحد حتى تحظى المدرسة بحضور المجتمع التربوي وفعاليات المجتمع المحلي ، وحتى تحظى بالتغطية الإعلامية كل منها على انفراد .

يصنفه البعض كقائد وخبير واسع الإطلاع في مجال الرياضة و أحد القامات الرياضية الشابة ، وأحد أعلام الرياضة الشباب المعاصرين في الطفيلة ، فيما يعتبره آخرون أحد أبرز رؤساء الرياضة المدرسية على مستوى الطفيلة في الآونة الأخيرة .

كان رئيسا بارعا وذكيا للرياضة المدرسية في تربية منطقة الطفيلة ، علاوة على تمتعه بخبرة كبيرة في مجال العمل الإداري وثقافة واسعة الإطلاع نتيجة علاقته الوطيدة بالمجتمع المحلي والمدني في محافظة الطفيلة .

عرف عنه إخلاصه وحيادته ، فهو يقف مع الجميع على مسافة واحدة، فلا ينحاز لعشيرة أو لمدرسة بعينها أو لأي طرف أو أي اتجاه ، بل كان منفتح على كافة فئات المجتمع بما فيها الفئات والأحزاب المعارضة رغم أنه مستقل وطني من طراز رفيع ومقرب من الجهات الحكومية والأمنية وهذا ساهم في شهرة الرجل وزيادة شعبيته في قطاع التربية والتعليم والمحافظة ، ونشاطه في مجال الرياضة والعمل التطوعي من خلال النادي الذي سوف نتحدث عن دوره ضمن فقرات المقالة .

ظهرت على الرجل صفات القائد و أظهر شجاعة في اتخاذ القرار ، حيث وصفه البعض بأنه صاحب شخصية قوية في إتخاذ القرارات لمصلحة المعلم والطالب .

كان يستأنس برأيه في كل شاردة وواردة من قبل أصحاب القرار ؛ لما يتمتع به من ذكاء فطري في إتخاذ القرار وخبرة كبيرة في مجال العمل الإداري والرياضي .

لفت الأنظار بدءً من عام (٢٠١٣) ولغاية (٢٠٢٢) عندما كان رئيسا للهيئة الإدارية لمعلمي نادي الطفيلة و سوف أتطرق لذلك الجانب ضمن سياق المقالة ، حيث كنت اتابع نشاط الرجل بشكل مستمر بحكم أنني كاتب و إعلامي في مواقع أخبارية عديدة ومسؤول الإعلام في التربية ايضا زمن مدير التربية والتعليم الأستاذ صالح الحجاج ، فقد كان يمضي معظم وقته في متابعة النشاطات والفعاليات الرياضية التي تقيمها الوزارة على مستوى المديرية والإقليم والمملكة ، وتارة أخرى في نادي معلمي الطفيلة ، كونه رئيسا للهيئة الإدارية لمعلمي الطفيلة لدورات عديدة والدورة الحالية ايضا .

رافقت الرجل عندما كان يشرف على سباقات الضاحية للذكور والإناث ابتداءً من عام (٢٠١٣) ولغاية (٢٠١٨) ، حيث كان يتفقد الطريق الذي يسلكه الطلبة خلال السباق قبل الفعالية بيوم واحد وقبل انطلاقها بساعات في الصباح وقبل انطلاقها بنصف ساعة، حيث كان يتركنا على قارعة الطريق ويذهب يتفقد الطريق، علاوة على أنه كان يقوم بمرافقة إنطلاق الطلبة بسيارته الخاصة وتارة أخرى مشيا على الأقدام .

أسس القرارعة لنواة الرياضة المدرسية في تربية منطقة الطفيلة وعمل على تفعيل النشاطات والمسابقات، حيث كان يعمل ليلا ونهارا في متابعة الفعاليات قبل وعند انطلاقها على حساب وقته وظروف بيته ، مما جعل البعض يعتبره أيقونة الرياضة في تربية منطقة الطفيلة .

كان يعتبر النادي بيته الثاني الذي يمضي فيه ساعات طويلة خارج الدوام الرسمي ، متنقلا بين المديرية حتى نهاية الدوام الساعة الثالثة مساء و من ثم مباشرة إلى النادي الذي كان يعج في النشاطات واللقاءات وخدمة المجتمع المحلي .

عرف بابتسامته التي لازمته طيلة خدمته في التربية والوزارة و النادي و على مدار خدمته في وزارة التربية والتعليم ، تميز الرجل بمشاركته الأخوية لزملائه وقربه منهم في السراء والضراء، فهو اجتماعي فوق العادة ، حيث يشارك الناس أفراحهم و أتراحهم ، علاوة على حضوره المستمر للمناسبات سواء كان فرحا أم ترحا ، فما أكتبه عن القرارعة هو بحكم عملي في التربية واجتهادي وخبرتي في وزارة التربية والتعليم ومجال الإعلام التربوي والإعلام الرسمي .

نجح القرارعة بمهنيته العالية وشخصيته الرائعة إظهار نادي معلمي الطفيلة في حلة رائعة في غاية الروعة منذ تسلمه رئاسة الهيئة الإدارية لمعلمي الطفيلة ، فقد كنت أشاهده يتردد كثيرا على النادي و صالته و مرافقه التي تزدحم بالفعاليات والأنشطة و المناسبات التي ينظمها النادي والهيئة الإدارية و مديرية التربية والتعليم و المدارس و مؤسسات المجتمع المدني ، حيث بهرت بإنجازات الزملاء الأفاضل في الهيئة الإدارية عندما اقوم بتغطية تلك الفعاليات التي لفتت الأنظار مؤخرا لما احتوت عليه من حسن و تنظيم و تنوع في الفقرات، علاوة على ما تحتويه من ثقافة وازدحام فقراتها ، ناهيك عن الإجتماعات المستمرة و الندوات و اللقاءات التي كانت تعقد في النادي من قبل مديريتي تربية الطفيلة و بصيرا بين الحينة و الأخرى حتى زمننا هذا ، فقد كانت صالة النادي ملتقى لكافة اجتماعات و لقاءات المعلمين والمعلمات في كلتا المديريتين واستعداد مديرية تربية منطقة الطفيلة في كل عام لامتحان الثانوية العامة وما تحتويه من إجراءات تتعلق بالامتحان من إجراء القسم وغير ذلك.

لفت انتباهي عطاء الرجل و تفانيه في إظهار الصورة المشرقة لنادي معلمي الطفيلة، رغم حجم ضغوطات العمل الكبيرة التي كانت ملقاة عليه ، حيث كان يسعى دائما نحو الإنجاز المثمر في العمل وحسن التنظيم ، فقد كان يقوم بعمله كرئيسا للهيئة الإدارية لنادي معلمي محافظة الطفيلة بكل جدارة و اقتدار متحملاً زخم العمل و الفعاليات التربوية التي تنظم كل فترة ، ناهيك عن خدمة المجتمع المحلي ، فعلى سبيل المثال كانت صالة النادي مسرحا لكل حفلة و خطوبة و عقد زواج يتم في محافظة الطفيلة ، خاصة أنه يقدم اسعارا رمزية لمنتسبي وزارة التربية والتعليم من المعلمين والمعلمات ، فضلاً عن قيامه بتكريم القامات التربوية والمتقاعدين خلال الأعوام الماضية و تكريمه لأبناء المعلمين والمعلمات الناجحين في الثانويةالعامة في كل عام وآخرها التكريم الأخير قبل شهر ، حيث ازدحمت صالة النادي بالحضور قبل ساعة من إنطلاق الفعالية .

كان قريبا جدا من الأسرة التربوية ، فقد كان زميلا و أخا فاضلا لكل من عرفه ، فهو لا يفوت أي نشاط و لا فعالية في النادي إلا كان أول الحاضرين ، يساعد في التنظيم و الإعداد لأي نشاط كانت الهيئة العامة لنادي المعلمين تنظمها في النادي فهو مازال رئيسا فاعلا للهيئة الإدارية رغم عمله في وزارة التربية مديرا لمديرية الرياضة المدرسية مؤخرا ، فقد كان الرجل يثير الدهشة في نشاطه وحيويته ، حيث يتصيد الفرصة تلو الفرصة لخدمة الأسرة التربوية و المجتمع المحلي و تقديم الأفضل لهم لا سيما قضاؤه معظم وقته في النادي ، حيث كنت أشاهده في كل مرة أذهب فيها إلى النادي والبسمة تعلو محياه .

عرف عنه حبه لخدمة زملائه في قطاع التربية لا سيما رئاسته للهيئة الإدارية لعدة دورات متتالية ؛ و مما آثار دهشتي أن الرجل الذي انتقل قبل سنتين في وزارة التربية والتعليم في عمان بقي أيقونة النادي في النشاط و الحيوية ، فقد لمست تأثير الرجل على زملائه في النادي و تارة أخرى تضامنه معهم في كل شاردة وواردة نقابة المعلمين ، فهو يشكل إلهامًا لزملائه في العطاء و الجهد والعمل المتواصل ، و هذا الشيء لا يختلف عليه أحد من أبناء محافظة الطفيلة، وممن خدموا معه في النادي ، فقد ساعده في ذلك خبرته الكبيرة في النادي وثقافته الواسعة وعلاقته الوطيدة بالمجتمع المحلي الذي يكن له كل الإحترام والتقدير.

لاحظت خلال مرافقتي للرجل خلال تغطية النشاطات الرياضية بأنه يمتلك الحكمة و البصيرة ،حيث كان يمتنع عن دعوتي لحضور أي فعالية رياضية تتزامن مع تغطيتي لنشاطات الحراك والمعارضة والحركة الإسلامية و للحق يقال أن الرجل لم يسبق له أن تدخل في توجهاتي السياسية أو وجهني لتغير مواقفي السياسية ، ولم يكن يعلق على أي نشاط سياسي أقوم به رغم أنني كنت مسؤولا للإعلام التربوي زمن مدير التربية والتعليم عطوفة الأستاذ صالح الحجاج .

نستذكر تلك المحطات لهذه الشخصية المتدفقة بالنشاط، عرفانًا منا لجهودك المقدرة في قطاع التربية والرياضة المدرسية و إدارة الهيئة الإدارية لنادي معلمي الطفيلة لتكون مثالاً للرئيس الطموح المثابر .

و ستبقى جهودك مثالا يحتذى في العمل و الجهد الدؤوب حتى بعد تقاعدك قبل أيام ؛ لتكون محط أنظار زملائك الذين يقدرون لك هذا المشوار الموسوم بالنجاح في العمل والّتميّز ، متمنيًا لك مزيدًا من التقدم والنجاح مع زملائك في الهيئة الإدارية ؛ للاستمرار في تقديم الخدمة الأفضل لكافة شرائح المجتمع في محافظة الطفيلة بما فيهم الأسرة التربوية ومنتسبي النادي في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة المظفرة .

زر الذهاب إلى الأعلى