الشاهين الاخباري – عدلة جابر
كثيراً ما نرى إعلانات مختلفة لجولات سياحية ممتعة إلى البحر الميت للاستجمام والاهتمام بالبشرة وعلاج بعض الامراض المزمنة، حيث تتمتع هذه المنطقة بميزات فريدة وحصرية، ولا يشبهها أي مكان في العالم سواء من ناحية جمالية أو من ناحية خصائصها الجيولوجية، نظراً لشدة ملوحة المياه وتركيبتها الكيميائية الخاصة وتنوعها البيولوجي وجمال طبيعتها الاستثنائي.
ومن المؤسف والمحزن أن تبدأ مياه هذا البحر بالجفاف مع العقود القادمة, حيث أنه حذر خبراء بيئيون من أن السياسات والمشاريع الاستثمارية ستؤدي إلى جفاف البحر الميت، في ظل انخفاض منسوب مياه البحر الميت بمعدل متر ونصف المتر سنوياً، وتقلص مساحته بنسبه 35 في المائة خلال أربعة عقود.
ولقد بدأ هذا الانحسار منذ السبعينيات بسبب عوامل بشرية وطبيعية، مثل شح الأمطار وتغير المناخ الذي قلب النظام البيئي وأخرجه عن وضعه الطبيعي، ومع ذلك يرى الخبراء أن التطفل البشري كان أكثر تأثيراً، وهنا يعد الاحتلال الإسرائيلي لاعب أساسي.
وتُساهم المشاريع الاستثمارية ومصانع منتجات البحر الميت في تدمير الموارد الطبيعية، عدا عن الأضرار التي تسببها للنظام البيئي والحيوانات, و يشار إلى أن البحر الميت هو أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، ويبلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر.
وبالغت المنشآت الإسرائيلية القريبة من البحر الميت في الخراب حين تسببت بوقوع حوادث تسرب مواد ملوثة وسامة إلى المياه والجو، ما دفع الحكومة الأردنية إلى مطالبة دولة الاحتلال باجراء التدابير اللازمة لمنع هذه التسريبات وخاصة من مصانع الأسمدة الكيمائية لما فيها من أضرار بيئية كارثية على المياه وسكان المنطقة ذاتهم.
ويكمن عنصر الجذب الرئيسي للبحر الميت في مياه البحر الساخنة والمالحة جداً والتي تعتبر أملح من مياه البحر العادية بأربع مرات، وهي غنية بأملاح كلوريد المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والبرومين وغيرها.