html>عنوان الصفحة ...
أقلام حرة

نتائج انتخابات المستعمرة فلسطينياً

حمادرة فراعنة

بدون مزايدة من احد على احد، لعل مجموع القوى السياسية الفلسطينية الفاعلة، سواء احزابها العاملة في مناطق 48، أو الفصائل العاملة في مناطق 67، لعلها تدرك وتفهم وتتصرف على أساس أن: 1-الكفاح المسلح، 2-الانتفاضة الشعبية، 3-المفاوضات، 4-الانتخابات، هي وسائل الوصول إلى الهدف المرجو، وأدوات لتحقيق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني في استعادة كامل حقوقه في وطنه.

الأدوات والوسائل المذكورة ليست عناوين مبدئية للتمسك بهذه الوسيلة أو تلك، بهذه الأداة أو غيرها، باعتبارها جزءًا من الحقوق الفلسطينية، هي ليست مبدئية وليست جزءاً من الحقوق، بل مكرسة وفق المعطيات المتوفرة لإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني واستعادتها، خلال المرحلة الانتقالية، والبرمجة التدريجية التراكمية المتمثلة مرحلياً من أجل تحقيق : 1-المساواة في مناطق 48، 2-الاستقلال لمناطق 67، 3-العودة للاجئين.

وما دام كذلك فالمطلوب من القادة الفلسطينيين تعلم الدرس، وفهم الأرقام ودلالاتها، والخطايا التي وقعوا بها أخيراً في مناطق 48، وادت إلى هذه النتائج التي عززت من دور اليمين الإسرائيلي وزيادة قيمته وتأثيره على القرار السياسي والعملي لدى المستعمرة، وانعكاساته السلبية على الوضع الفلسطيني، فقد أعطت الأخطاء التي وقعت بها الحركة السياسية الفلسطينية، وكسّبت اليمين الإسرائيلي المتطرف المواقع التي وصلها، وأحد أسبابها غياب الحس بالمسؤولية لدى قادة القوائم الفلسطينية الثلاثة، التي ادت الى هزيمة التجمع الوطني الديمقراطي وإخفاقه في تجاوز نسبة الحسم، وعدم نجاحه في الوصول إلى البرلمان.

لقد حصل التجمع على 138 الف صوت، تم ضياعها بالكامل لأنه لم يصل إلى نسبة الحسم وهي 3.25 بالمائة من عدد الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع البالغ عددهم 4,436,365 صوتاً مما يعني أن تجاوز نسبة الحسم تحتاج إلى 154 الف صوت، وأن المقعد الواحد يحتاج إلى 36 الف صوت.

تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير، حصل على 179 الف صوت، ونجح بخمسة مقاعد، ولو بقي التحالف بين الأحزاب الثلاثة كما كان في الدورة السابقة 24 عام 2021، وكانوا قد حصلوا مجتمعين في حينه على 212 الف صوت، بينما في هذه الدورة بلغ مجموع أصوات الأحزاب الثلاثة 317 الف صوت، وهذا العدد يعطيهم 9 مقاعد في البرلمان بدلاً من 5 حصلوا عليها بغياب التحالف وبسبب الانقسام الذي وقع بينهم.

الحركة الإسلامية – القائمة الموحدة وحدها حصلت على 194 الف صوت في هذه الدورة، ولو بقي التحالف بين الأحزاب الأربعة لحصلوا على 511 الف صوت، كما حصل معهم ولهم في دورة الكنيست 23 في شهر آذار 2020، مما يعطيهم مرة أخرى 15 مقعداً بدلاً من عشرة مقاعد حصلوا عليها في هذه الدورة، ولو كانت النتيجة كذلك لما وصل تحالف اليمين واليمين الديني الإسرائيلي المتطرف برئاسة نتنياهو إلى ما وصل إليه، فهل يُدرك أصحاب العقول النيرة من قادة الاحزاب الفلسطينية الأربعة في مناطق 48، الخطيئة التي وقعوا بها، ولن أكون متطرفاً، قاسياً معهم، بسبب مودتي الشخصية لكافة قياداتهم، وتقديري لدورهم السياسي الكفاحي، ولولا ذلك لقلت لعلهم يدركون حجم الجريمة التي قارفوها بحق أنفسهم وشعبهم. 

زر الذهاب إلى الأعلى