أقلام حرة

مشاهير ليسوا بمؤثرين، ومؤثرين ليسوا بمشاهير

  • غياب القيادات المؤثرة فتح الباب لـ سخافة سلوكيات المشاهير
  • غياب الرقابة على المشاهير فتح الباب لهم للعبث بصورة الأردن والمجتمع
  • الذائقة العامة لـ الرأي العام في أدنى مستوياتها الثقافية والفكرية
  • الرأي العام يقدم الشاورما على البطالة، ومشهور يموت ويعاد بعثه بساعات

خليل النظامي

وبحسب مفهوم الرأي العام التطبيقي، نجد وبحسب الرصد أن معظم القضايا التي يتعاطى معها الرأي العام ويشكل من خلالها ثقل متعلقة بـ قضايا إنسانية وإجتماعية وقضايا الجرائم والعنف، في وقت غاب الرأي العام الجمعي عن القضايا المفصلية المرتبطة إرتباط مباشر بطبيعة حياة المواطن اليومية مثل مشكلتي الفقر والبطالة، ومشكلة التعليم والبنى التحتية وإرتفاع أسعار البنزين واختلالات القطاع الصحيوقطاع النقل، وهذا مؤشر نستطيع من خلاله معرفة طبيعة القضايا التي يهتم بها الرأي العام الأمر الذي نستدل به على أن هناك خلل عام في أذهان المواطنين من ناحية الذائقة والإهتمام.

وفي ذات السياق يجب الإشارة إلى أن عدم وجود قيادات لـ الرأي العام أمر فيه خطورة بالغة على منظومة الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأكاديمي في الأردن، خاصة في وقت تمر فيه الأردن بـ فراغ سياسي وفجوات أكاديمية وعشوائية في مخرجات وسائل الاعلام وعبثية في تعاطي “مشاهير التواصل الاجتماعي” مع بعضهم البعض ومع الجماهير المتابعة لهم، وتزايد مفتعلي الأزمات وإستغلال الكثير من الشخصيات النخبوية والسياسية المناطق الخصبة لإعادة إنتاجهم سياسيا وإعلاميا.

ويبدو أن السواد الأعظم من جماهير منصات التواصل الاجتماعي ليس لديهم القدرة والمهارة على التفرقة ما بين الشخص المؤثر والشخص المشهور، الأمر الذي كان له نتائج غير صحية وغير سليمة نراها ونلمسها بشكل يومي على طبيعة القضايا التي ينشغل بها الرأي العام المحلي، في ظل غياب كامل لـ قيادات حقيقية ومؤثرة تصنع وتقود توجهات الرأي العام إزاء القضايا الهامة.

وقد رأينا ما حدث مؤخرا في عدد من القضايا كان أبطالها ممن يطلق عليهم إسم “مشاهير التواصل الإجتماعي” والتي شكلت رأيا عام عشوائي ومبعثر إجتماعيا، وأحدثت إرباكا لـ العديد من مؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام أيضا، ناهيكم عن قضايا مفتعله لم تثبت صحتها عملت على أزعاج السلطات المحلية وسلطات عدد من الدول العربية المجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى