«منين اجيب احساس»
طلعت شناعة
اغلب مشاكلنا ،كما اتخيلها، ناتجة عن عدم وجود « إحساس» يجعل كل منا «يستوعب الآخر». سواء أكان « زميلا او مسؤولا او مرؤوسا». وحتى بين الازواج، حيث» الاحتكاك المباشر»،تحدث الكوارث ويشتدّ الخصام بسبب عدم مراعاة كل منا لمشاعر الآخر.
الفنان كاظم الساهر، قالها قبل سنوات وغنّاها «منين اجيب احساس للي ما يحسّ/ قضى عمره ويّاي يمشي بالعكس».
وقبل « القيصر» كان الفيلسوف اليوناني «ديوجين» يحمل قنديلا في وضح النهار. وعندما كان الناس يسألونه:» لماذا القنديل والشمس مشرقة؟
كان يقول: إنّي أبحثُ عن رجل شريف honest man «!
وفي الستينيات من القرن الماضي، كتب الشاعر المصري»نجيب سرور» مسرحيته الشهيرة «منين اجيب ناس». حيث تجسد المسرحية بعض الفترات السياسية ونضال الشعب المصري، بحثًا عن الخلاص من الظلم والفساد، وتكشف عن مسار التحولات السياسية بالمجتمع المصري».
مشكلة الناس» الحسّاسين» مع الناس « اللي مش حسّاسين». والذين يعيشون في الحياة مثل» البِغال»،يأكلون ويشربون ولا همّ لهم سوى « الحراث» والاساءة للآخرين.
هؤلاء،يفتقدون الى « الإحساس» الذي يميّز الكائنات الحية عن « الجمادات» و» الحيطان» و» الدواب». مع الاعتذار لبعض الحيوانات التي تملك»حسّا» وصفات جميلة مثل» الوفاء» عند الكلاب والقطط.
وعادة ما ينتهي النقاش مع « عديمي الإحساس»، دون جدوى، وبلا نتيجة، فنردد عبارة:
« منين اجيب احساس للي ما يحسّ»؟
منين..؟