تصفير العدّاد
طلعت شناعة
لم أعشق بحياتي «مهنة» كما عشقتُ «الصحافة»: كتابة وتحريرا و»سنكحة» في الشوارع و»مغامرات» و»مناكفات». وجلَب لي هذا « «الحب» الكثير الكثير من « التهديدات» و» المتاعب» و»شلالات» من «الحقد «و»الكراهية» من بعض الكائنات،تارة بسبب» الغيرة» وتارات لاسباب «مجهولة».
رغم مرور أكثر من 30 سنة على ” احترافي العمل الصحفي ” ، قبلها كنت اكتب في الصحف ، من بعيد …
أشعر الآن ،أنني بدأتُ من « الصفر». وانني سوف افعل كما «سائق التكسي» (أصفّر العدّاد) وأبدأ من جديد.
اكثر من 30 سنة مرّ على «اعتمادي» عضوا في نقابة الصحفيين .. ومازلتُ اعتبر الصحافة «هواية» أُمارسها بحب وشوق وجنون. تماما مثل اي «حب».
هي « حكاية حب» قد ترونها طويلة واراها «قصيرة».وكأن ما حدث قبل 30 سنة ،كان بالامس.
وهو ما يؤكّد مقولة ” الصحفي لا يتقاعد»،ومثل « الزمّار» تظل يده «تلعب» حتى النهاية.
ومثل أي «قصة حب»، فيها المتعة وفيها المتاعب. أعطتني الكثير وبسببها وبفضلها نلتُ « قسطا» من «الشهرة» و» الكثير» من الاحترام وهذا الاهم.
سافرتُ لمعظم قارات العالم باستثناء» امريكا الجنوبية واستراليا» وبالطبع «القارّتين القطبيتين /الشمالية والجنوبية». ولم اتشرف بمشاهدة « الدّبّ القطبي»،وان كان قد مرّ عليّ خلال المهنة، الكثير من « الدببة» و» التماسيح» و»الاخطبوطات» و» الحيتان» و»الطواويس» و» السحليات» و»الحربايات». وتلقيتُ «طعنات» وقُدّ « قميصي» من «أمام» ومن « خِلاف» ومن شتّى الاجناب والاطراف… وتابعتُ رحلتي.
إنه الحب.. الممتدّ.
وكما يقول الشيخ « ابن عربي»:
« الحب .. موتٌ صغير». وانا .. أحيا بالحب وبالحبّ أحيا !!