إلى من يهمه الأمر …. متسولون أم بائعوا جرائد
داود شاهين
لا ينكر أي منا أن الصحف الورقية في جميع دول العالم هنّ أمهات الإعلام , ولا ينكر أي منا أن هذه الصحف الورقية ضمت وتضم أهم الصحفيين والكتاب وقد كانت وستبقى عنوانا وطنياً ووثيقة وطنية واكبت وتواكب وتؤرخ أهم الأحداث لتاريخ الدولة على مدار السنين .
ما دفعني للكتابة اليوم هو شعور بالحزن والألم وشيء من الإشمئزاز يعتريني كل صباح تقريباً اذا ما توقفت على احدى الاشارات الضوئية لأجد بائع الجرائد يتجه نحوي ونحو جميع المركبات التي توقفت على هذه الإشارة في محاولة لبيع ما تبقى معه من نسخة جريدة اليوم .
المحزن والمؤلم جداً أن تتأكد من أنّ بائع الجرائد هذا يستغل اسم لإحدى أمهات الإعلام في الأردن فهو يرتدي سترة بلون أزرق (كحلي ) مكتوب عليها بحروف كبيرة جداً اسم احدى هذه الصحف اليومية التي كبرنا وترعرعنا على حروفها وأخبارها .
مهنة بائع الجرائد مهنة عريقة معروفة في جميع دول العالم لها احترامها وتقديرها لممتهنيها ترفع القبعات احتراماً وتقديراً لكن أن تتحول مهنة بائع الجرائد اليومية الى وسيلة من وسائل الاستعطاف والتسول فهذا أمر مرفوض رفض قاطع .
بائع الجرائد على إحدى الإشارات يطلب مني أن أقوم بشراء نسخة من الجريدة التي يبيع ومباشرة تحول الموضوع الى شخص يشتكي ظروف الحياة وضنك العيش وشح المورد بطريقة لا تختلف بأي وجه من وجوهها وأشكالها عن من يمتهنون مهنة التسول لكنه هذه المرة بغطاء قانوني لا بل وبحسب المسمى الرسمي للإعلام فهو يقوم بعملية التسول مستغل السلطة الرابعة ( سلطة الإعلام ) فسترته التي يرتدي تمنع أي من موظفي وزارة الشؤون الإجتماعية ومديرية مكافحة التسول من التعامل معه على أساس أنه يمتهن التسول فهو بائع جرائد بامتياز .
الموضوع الذي أقنعني أن بائع الجرائد هذا هو ممتهن للتسول عن طريق بيع الجرائد وكوني أحد الأشخاص العاملين في الوسط الإعلامي وهذا الذي نبهني لهذه القضية وتسليط الضوء عليها أني قرأت عنوان قديم على الجريدة التي يقوم بعرضها علي أو بالأحرى يضعها على تابلو السيارة مما يتيح لي تأملها وأكتشف أنه يقوم ببيع جرائد أو يحمل جرائد بتواريخ قديمة وما هي الا ستار له وسيلة يحمي نفسه بها من الجهات المختصة , ومدخل له ليتمكن من الحديث مع اي كان بحجة بيعه الجريدة اليومية .
ختاماً أقول كان ولا زال وسيبقى للصحف اليومية احترامها ومكانتها التي نقدر ونجل ونحترم كيف لا وهن الحاضنة الأولى والأم الحنون لأغلبية العاملين في الوسط الإعلامي وأكرر ( أن جريدة الرأي والدستور ) جزء لا يتجزأ من تاريخ الدولة الأردنية والإعلام الأردني والعربي ولا يجوز أن تُستغلان بهذه الطريقة القذرة .
لذا يجب أن نبدأ اليوم بالعمل على إزالة هذا الإستغلال وهذا التشوه والعمل على تصحيح هذا الإعوجاج .
لن أوجه رسالتي الى أي من مسؤولي الدولة الأردنية ولن أخص أي منهم بضرورة العمل على إزالة هذا التشوه
فهذه رسالة خاصة الى كل من يهمه الأمر .
ودمتم ودام الأردن بخير