العنف الموجه ضد المرأة العاملة في بيئة العمل
الشاهين الاخباري _نانسي كنعان
تحظى ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة باهتمام عالمي، اذ نهضت الدول بالعديد من المواثيق والعهود الدولية لمجابهة هذه الظاهرة التي بنوعها أصبحت عالمية فان العديد من الدولة النامية والمتقدمة تجابه ظاهرة العنف المتجذرة في مجتمعاتها وضمن محيط الأسرة الى العنف الممارس ضد المرأة في بيئة العمل .
ترتقي الدول وتحاول زيادة نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة التي بدورها تساعد على تحقيق اهداف التنمية المستدامة، الا انا هذه النسبة لم ترتفع بنسبة عالية وذلك يعود الى العديد من الاسباب والتي تعد أهمها عدم توفير بيئة عمل مناسبة ومحببة ومستقطبة للنساء. فالثقافة السائدة والعنف الممارس ضد المرأة في بيئة العمل تقلل من نسبة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل يعد العنف ضد المرأة من أهم أنواع العنف، إذ تعد المرأة نصف المجتمع وهي أساس الاسرة وعمادها، ويمارس هذا العنف في جميع مراحل عمرها من الطفولة حتى المراهقة ثم الشباب والشيخوخة .وقد يخلق هذا العنف فجوة كبيرة بينها وبين الشخص الذي يمارس العنف، ويؤدي ذلك إلى تنامي الكره والبغض في نفس المرأة تجاه من يقوم بممارسة العنف عليها، ويولد اثارا نفسية تجعلها عنيفة متوترة يتسم أسلوبها بالخشونة في التعامل مع الاخرين.
عند التفكير في كيفية زيادة النمو الاقتصادي لدولة ما يجب النظر الى المستهلكين، فتعتبر المرأة هي من نصف السكان وتمثل النسبة الأكبر للمستهلكين في الأردن الا انهم لم يستغلوا نصف السكان، بل مارس المجتمع والاسرة والدولة وبيئة العمل جميع اشكال العنف ضد المرأة لتنسحب من سوق العمل. فظاهرة العنف الممارس ضد المرأة في بيئة العمل هي ظاهرة منتشرة وهي ظاهرة عالمية كذلك يجب البدء بالعمل على هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول لها .
ويعد العنف ضد المرأة في مكان العمل أحد أشكال العنف ومظاهره التي كان لابد من البحث فيه، وفي مدى انتشاره في المؤسسات الخاصة والحكومية، ومعرفة أسبابه ومظاهره وأشكاله، الأمر الذي قد يجعل المرأة تترك العمل أو أن تعاني العديد من الآثار المترتبة عليه، كالقلق أو الإحباط ، مما يؤدي ذلك إلى تدن ملحوظ في الإنتاج ،كما يؤثر سلباً على الاقتصاد والتنمية ، فضلاً عن التأثير العميق في نفسية المرأة وعلاقتها الأجتماعية .
وعلى الرغم من مساهمة المرأة في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية، ودخولها سوق العمل، ووجود القوانين والتشريعات التي تكفل حرية العمل للمرأة، فإنها ما تزال تعاني الظلم وهيمنة المجتمع الذكوري والتمييز النوعي، خصوصا في سوق العمل، لذلك سوف اتطرق في تقريري إلى العنف ضد المرأة في مكان العمل والذي يُعرف على انه فعل عدواني ضد الموظف يخلق بيئة عدائية ولا يقتصر على الايذاء البدني أو النفسي، بل يشمل التهديد والتحقير.
تعد مشكلة العنف الموجه ضد المرأة في بيئة العمل (العنف الوظيفي) من المشكلات العالمية التي تعاني منها اغلب بلدان العالم والبلاد العربية والشرق الأوسط بشكل أكبر، فيجب الوقوف عند هذه المشكلة ومعرفة أنواع العنف الموجه ضد المرأة العاملة ومعرفة كل انواع العنف والتعرف الى نسب انتشار هذه الانواع في بيئة العمل .
العنف الموجه ضد النساء :
فقد عرفه الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الصادرة في 1993\11\20 على انه أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة .
وقد عرفت منظمة الصحة العالمية العنف المجتمعي بانه الذي يقع بين افراد ال قرابة بينهم، وقد
يعرفون بعضهم بعضا او لايعرفون ويقع بشكل عام خارج المنزل في مواقع المؤسسات مثل المدارس
وأماكن العمل والسجون ومنازل التمريض. (منظمة الصحة العالمية ،2002)
العنف ضد المرأة العاملة (الوظيفي ) :هو العنف الموجه للمرأة العالمة من صاحب العمل ورب الأسرة والمجتمع والذي يقوم على أساس التمييز الجنسي وعدم المساواة والعدل في الحقوق والواجبات ويترتب عليه أذى بدني ونفسي وجنسي وقانوني واقتصادي للمرأة .
أنواع العنف الموجه ضد النساء في بيئة العمل :
من أنواع العنف التي تتعرض له الأنثى في بيئة العمل هي:
يختلف مفهوم العنف بأشكاله وأنواعه في مكان العمل من مجتمع إلى آخر، ومن فرد إلى آخر، ومن
مؤسسة إلى أخرى، فما يفسر على أنه سلوك عنيف في مؤسسة ما، ينظر إليه على أنه سلوك طبيعي في
مؤسسة أخرى. وهنا تكمن الصعوبة في تحديد أشكال العنف أو الحديث عنها في العمل، الإ أنه هناك
اجتماع لدي المنظمات الدولية والحقوقية على مجموعة من النقاط التي تحدد اشكال العنف المختلفة
ومظاهره في العمل، فقد عرفت منظمة العمل الدولية جملة من السلوكيات واعتبرتها شكلاً من أشكال العنف في العمل على الأنحاء الآتية :
العنف الجسدي:
هي نمط سلوكي يتمثل بأحداث المسيء لإصابات عمدية بالمرأة، مثل الصفع، الركل، اللكم، الحرق،
الخنق، الجرح، الطعن .
يتضمن هذا النوع من أنواع العنف التعرض للضرب باليد او باستخدام أي وسيلة أخرى من العملاء او من صاحب العمل نفسه، مما يترتب عليه إيذاء جسد المرأة، فلذلك يعد هذا النوع من أنواع العنف واقل أنواع العنف الممارس ضد المرأة في بيئة العمل لأنه يترتب عليه ايذاء جسدي ظاهر وواضح على جسد المرأة .
العنف النفسي:
يعُرف العنف النفسي بأنه: أي عنف أو سلوك يقوم على الإساءة، من اجل اهانة كرامة المرأة
واضعاف ثقتها بذاتها والإقلال من إحساسها بقدرها، يبدأ من النقد غير المبرر والتهكم والسخرية والاهانة والبذاءة واللغة المهينة والاستخدام الدائم للتهديد ذلك الذي ينفذ في نهاية الأمر، كما أن يعبر عن نفسه
في المجتمعات متماسكة البنيان عبر إثارة الشائعات التي تدمر سمعة المرأة ومصداقيتها في مكان العمل
او العائلة (المعهد الدولي لتضامن النساء ،2003)
يعد هذا النوع من أخطر أنواع العنف الموجه ضد النساء في بيئة العمل، لان هذا العنف يعتبر عنف غير
محسوس أو غير ملموس وليس له إثر واضح للعيان كالعنف الجسدي. حيث يعتبر هذا النوع من العنف
شائع في جميع المجتمعات غنية أو فقيرة، متقدمة او نامية، وله اثار كبيرة على الصحة النفسية للمرأة .
فيكمن خطورة هذا النوع بأن القوانين والتشريعات لاتعترف ولاتعاقب عليه، وذلك لصعوبة اثبات هذا
العنف .
العنف المجتمعي :
أشارت النتائج إلى أن العنف المجتمعي من أكثر أشكال العنف الوظيفي انتشاراً ويعود
السبب في انتشار هذا العنف بشكل كبير إلى طبيعة البناء الأجتماعي للمجتمع الأردني والذي أناط
العمل خارج المنزل للذكور دون الأناث ، ومنح المرأة المنجبة والعاملة داخل المنزل مكانة عالية
ومرتفعة فعلى سبيل المثال يرى ممارسو هذا النوع من العنف إن خروج المرأة للعمل ومزاحمتها الرجل في الوظائف ساعد في ارتفاع معدل البطالة في الأردن وحرمان العديد من الشباب من فرص العمل المتوفرة، ولكنهم أغفلوا حقيقة ضرورة توازن البناء الأجتماعي للمجتمع لئلا يحدث الخلل والذي يأتي على شكل تميز وبالتالي عدم العدل والمساواة اللذين يشكالن أصل الحياة الآمنة (العواودة ،2011)
العنف الجنسي :
فالعنف الجنسي هو الاعتداء على جسد المرأة عن طريق لمس أجزاء من جسمها دون إرادتها، ويعد هذا
النوع أكثر انتشاراً في الأماكن التي تقوم بها الموظفة على خدمة العملاء والزبائن، إذ أنها تضطر
للاحتكاك والتعامل المباشر مع الزبائن، ويرتبط حماية الفرد من العنف الجنسي بصورة مباشرة بأنظمة
الدفاع عن حقوق الأنسان التي تكفل حرية الفرد وعدم الاعتداء عليه وعلى خصوصيته، وتزداد فرصة
تعرض المرأة للتحرش الجنسي في حالات العمل والتواصل المباشر مع الجمهور وقطاع الخدمات
(اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة ،2017).
اما التعريف القانوي لمفهوم التحرش فان التشريعات الاردنية لم تضع تعريفا واضحا للتحرش الجنسي، اال
ان قانون العقوبات الأردني جرم اغلب الأفعال والسلوكيات التي تدخل في نطاق التحرش الجنسي في
اخر تعديل له في عام 2017
فقد شددت العقوبة على جريمة المداعبة المنافية للحياء بالحبس مدة لا تقل عن سنة، حيث نصت المادة (305) من قانون العقوبات الأردني يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين كل من داعب بصورة منافية
للحياء
المساواة في الأجور:
غالبا ما تقاس اللامساواة في الأجور بين الجنسين على ضوء مؤشر يعرف بفجوة الأجور بين الجنسين وتلك الفجوة تقيس الفرق بين المكاسب المتوسطة للنساء والرجال، على شكل نسبة مئوية من مكاسب
الرجال. مثال إذا بلغ معدل المكاسب الشھرية للنساء70 في المائة من المكاسب الشھرية للرجال، تبلغ
فجوة الأجور بين الجنسين 30 في المائة (منظمة العمل الدولية ،2013)
قال تقرير صدر مؤًخراً عن منظمة العمل الدولية، إن فجوة الأجور بين الجنسين في الأردن، بلغت 27%، مسجلة ارتفاعا عن المعدل العالمي 20% ، التي وصفتها المنظمة ب “غير مقبولة ” . (السكر، 2018)
حقوق المرأة في قانون العمل الأردني :
قام قانون العمل الأردني في المادة 2 بتعريف العامل على انه كل شخص ذكراً او انثى يؤدي عملاً لقاء اجر ويكون تابعاً لصاحب العمل وتحت إمرته
تحديد ساعات العمل :
لا يجوز تشغيل العامل أكثر من ثماني ساعات يوميا او ثمان واربعين ساعة في الاسبوع الا في الحالات
المنصوص عليها في هذا القانون ولا يحسب منها الوقت المخصص لتناول الطعام والراحة (المادة 56)
الحمل:
مع مراعاة احكام الفقرة (ب) من هذه المادة لا يجوز لصاحب العمل انهاء خدمة العامل او توجية اشعار اليه لانهاء خدمته في اي من الحالتين ( اجازة الأمومة ، ارضاع المولود)
إجازة الام لرعاية اطفالها :
للمرأة التي تعمل في مؤسسة تستخدم عشرة عمال او اكثر الحق في الحصول على اجازة دون اجر
لمدة ال تزيد على سنة للتفرغ لتربية اطفالها، ويحق لها الرجوع الى عملها بعد انتهاء هذه الاجازة على
ان تفقد هذا الحق اذا عملت باجر في اي مؤسسة اخرى خلال تلك المدة (المادة ،67)