عالم الطفولة

عشرات الطرق ليصبح طفلك اجتماعياً

الشاهين الاخباري

كثير من الأطفال يتصفون بالخجل وبأنهم أطفال غير اجتماعيين في علاقاتهم، ويظهر ذلك من خلال تصرفاتهم؛ فالأطفال الخجولون غير الاجتماعيين لا يقبلون الوجود في مكان دون وجود والديهم، كما أنهم يبتعدون عن الأشخاص الغريبين ولا يقتربون منهم، على عكس الطفل الاجتماعي الذين يُمكنه البقاء وحدَه أو الاقتراب من أشخاص غير معروفين لديه؛ ما يعني أن «الخجل» من الصفات التي تسبب عقبات في حياة الطفل؛ لهذا كان على الآباء تدريب الطفل ليصبح طفلاً اجتماعياً منذ حداثة عمره. اللقاء والدكتورة ماجدة مصطفى، أستاذة التربية بكلية حلوان؛ للشرح والتفصيل.

الطفل في عمر ما قبل المدرسة

الطفل قبل المدرسة يمكن تطوير مهاراته الاجتماعية
  • من الممكن تطوير مهارات الطفل الاجتماعية منذ السنة الأولى من عمره وحتى عمر 6 سنوات؛ بمساعدته على اللَّعب وتكوين الصداقات، إذ يُعد اللَّعب من أفضل الطرق التي تساعد على البدء بتعليمه ذلك.
  • خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل يستطيع الأبوان والإخوة ممارسة ألعاب متنوعة معه، تساعد على تنمية هذه المهارات، مثل اللَّعب معاً بقطع المكعبات أو ركل الكرة.
  • ومن المهم تعليم الطفل أن لكل شخص دوراً في اللعب، وعلى الطفل أن يحترم هذا حتى يستمتع باللعبة، وأن يُعلَّم الطفل أيضاً أنَّ هناك طرفاً آخر مشتركاً في اللعبة، وعليه التواصل معه.
  • يُمكن تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال من خلال تقبُّل الأطفال الآخرين واللَّعب معهم؛ وذلك للمساهمة في تطوير مهاراتهم الاجتماعية.
  • ويتم ذلك بمناقشة الطفل في الألعاب التي يُسمح للأطفال الآخرين بالتشارك معه في لعبها، وهنا على الوالدين إبلاغ طفلهم أنه لن يسمح للآخرين باللعب بألعابه لمدة طويلة، وأنهم سيلعبون بها فترة ثم يتركونها.
  • تعليم الطفل قواعد المُشاركة في الألعاب التي لا يملكها، بعمل أنشطة ممتعة تتضمن الحركة على أغنية ما، أو تجميع الكرات متشابهة اللون بشكلٍ جماعيٍّ، مع ضرورة عدم إهمال أي طفل ومشاركة الجميع.
  • تساعد الألعاب على بناء علاقاتٍ اجتماعية إيجابية للأطفال مع أصدقائهم، وهذا يُعتبر من الأمور المهم إكسابها لهم في مرحلة ما قبل المدرسة؛ من أجل تنمية مهاراتهم الاجتماعية.

التدريب على اللعب فرصة لاكتساب الصداقات

اللعب الجماعي يحفز قدرات الطفل الاجتماعية

نعم، بتنويع اللعب يستطيع الآباء اكتشاف اهتمامات وميول طفلهم، وتطوير قدراته على الانضباط الذاتي والتحكم بمشاعره، وتحفيز قدرته على التعبير عن مشاعره، ومن ثَم يكسب المزيد من الأصدقاء.
باللعب في الحضانة، يمكن توفير فرص للأطفال لإجراء محادثات مع غيرهم؛ ما يزيد من زيادة ثقة الطفل الخجول بنفسه وتشجيعه على الجرأة، مع اللعب وسط الأصدقاء يمكن للطفل التَّكلم عن نفسه ودعمه وتشجيعه.
وهنا ينصح بعدم إجبار الطفل على الذهاب لشخص لا يعرفه بشكلٍ مفاجئ، بل بشكلٍ تدريجي؛ ما يُساعد الطفل على الذهاب وحدَه إلى ذلك الشخص .
وفي المنزل يمكن للآباء مُشاركة الطفل الخجول الألعاب الاجتماعية في بداية اللعبة، ثم الانسحاب تدريجياً مع تشجيع الطفل على السيطرة على مشاعره، والتوضيح له أن شعوره بالخوف أو الخجل هو شعور طبيعي ويستطيع التَّغلب عليه.
تجنُّب المبالغة في الاهتمام بمشاعر الطفل الخجول، وعدم البقاء معه بشكلٍ دائم، بهذه الطريقة لا يستطيع التغلُّب على خجله، وعليك بتعزيز الطفل وتشجيعه عند تواصله مع الآخرين.
إدراك الوالدين بأنهما قُدوة للطفل، الطفل يشاهد ما يحدث أمامه ويستوعب ثم يقلد، وسلوك الوالدين الاجتماعي يشجعه على تجاوز الموقف، وأن الحال سيصبح أفضل وأكثر راحة.

الطفل في عمر المدرسة

تنمية وضبط عواطف الطفل تجاه الآخرين
  • متابعة الآباء للأنشطة والممارسات الاجتماعية لطفلهم، بالإشراف عليه وعلى أنشطته، دون التدخُّل المباشر في اختياراته.
  • من المهم تدخُّلهما في حالة ممارسة الطفل لسلوك اجتماعي سيئ؛ حتى لا يتطوَّر هذا السلوك، ما يؤثر في تفاعله اجتماعياً.
  • تدريب الطفل على ضبط عواطفه، ولتحقيق ذلك على الوالدين السيطرة على عواطفهم عند صدور فعل سيئ من الطفل.
  • على الوالدين تدريب طفلهم على فهم تعبيرات الوجه وعلى ماذا تدل؛ ما يساعده على تطوير علاقاته الاجتماعية.
  • تنمية الجانب العاطفي للطفل سواءً الشخصي أو عواطفه تجاه الآخرين، من قِبل الوالدين أو المشرفين عليه بوسائل بسيطة.
  • الاهتمام بالتواصل العائلي من خلال إشراكه بالحوار والنقاشات العائلية، كما يُمكن إجراء نقاشات وحوارات معه حول كيفية اختياره لأصدقائه بشكلٍ صحيح.
  • وضع أوقات محددة للعب سواءً في البيت أو مع الأصدقاء في منازلهم، وتوثيق هذه المواعيد، وعند دعوة هذا الطفل للعب في منزل صديقه فمن الجيد الذهاب معه أول مرة للتغلب على شعور الخوف والرَّهبة.
  • مساعدة الطفل على كيفية شرح المواضيع بثقة أمام طلاب صفه، من خلال تدريبه على مهارات الإلقاء والعرض، وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة المدرسية كالمسابقات الرياضية ونشاط الكشَّافة.

ناقشي طفلك في ما يفعل

  • أنصتي إلى أطفالك في أثناء كلامهم، ولا تقومي بمقاطعتهم، خصوصاً وسط الاجتماعات العائلية، وتجنَّبي مُقارنة الطفل مع الآخرين خصوصاً مع الأطفال الواثقين بأنفسهم.
  • التشجيع المستمر للأطفال من أجل زيادة ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم، من خلال سؤاله عن المدرسة أو الأصدقاء، إضافةً لمناقشة الأمور التي قد يتعرَّض لها بشكلٍ شخصي.
  • كما تمكن تنمية مهارات الطفل اجتماعياً من خلال السماح له بدعوة أصدقائه إلى المنزل، وإتاحة الفرصة له للاهتمام بهم والحِرص على راحتهم؛ فهذا يزيد قدرته على التواصل الاجتماعي.
  • كما أن مناقشة الطفل بالأخطاء الاجتماعية التي من الممكن أن يقع بها، وإعطاءه أمثلة من أخطاء الأب نفسه وما ترتَّب عليها من آثار غير مُرضية؛ سيساعده على تجاوز هذه الأخطاء وتطوير سلوكيات اجتماعية أفضل.

أسباب وراء الطفل غير الاجتماعي

حب الطفل الزائد لنفسه يبعده عن الأصدقاء
  1. كثرة تعرُّض الطفل لمواقف يشعر فيها بالفشل أو بعدم الارتياح، قد تدفعه لعدم وضع نفسه في مواقف مستقبلية بسبب شعوره بالخجل من الفشل.
  2. خجل بسبب العلاقات الأسرية السيئة أو التي لا يوجد فيها ترابط، أو إن كان فيها خوف زائد على أطفالها وعدم تعريضهم لمواقف وخبرات.
  3. كما يُمكن أن يكون سبب الخجل عند الفرد هو دلاله الزائد وحبه لنفسه، أو وراثة هذه الصفة من أحد الوالدين أو الأقارب؛ فالوراثة لها دور .
  4. إن الخجل صفة يُمكن اكتسابها، خصوصاً إذا كانت قدوة الطفل أو أحد والديه شخص خجول، كما أن الأطفال الذين يتعرضون لانتقادات مستمرة وللتخويف من كل شيء من قِبل أسرهم فإنهم يميلون إلى الخجل.
  5. قِلَّة التفاعل الاجتماعي بين الأسرة وغيرها؛ تعني عدم إتاحة الفرصة للطفل للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ما قد تُكسبه صفة الخجل، ومن ثَم عدم التفاعل الاجتماعي.
  6. إذا كان الطفل ذا شخصية حسَّاسة وعاطفية؛ فمن المُحتمل أن يكون خجولاً في المستقبل، ومن ثَم لا يستطيع تكوين صداقات؛ فيصبح طفلاً غير اجتماعي، ما يؤثر فيه مستقبلاً.
زر الذهاب إلى الأعلى