أخبار الاردن

واقع المرأة الفقيرة وآليات تكيفها معه _ دراسة بحثية لواقع المرأة الاردنية

“”الأغوار الوسطى أنموذجاً

الشاهين الاخباري _ نانسي كنعان

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والصحية للمرأة الفقيرة في منطقة الأغوار الوسطى، وتبيان المشكلات التي تواجهها والأسباب التي أدت لفقرها من وجهة نظرها؛ والتعرف إلى آليات تكيفها مع الفقر وتلبية احتياجاتها واحتياجات أسرتها حيث تكونت عينة الدراسة من (243) امرأة فقيرة بنسبة (37%)  .

بالرغم من ازدياد الفقر في شتى أنحاء العالم، فإن عدداً كبيراً من الفقراء قد نجح في التكيف والتعايش مع هذه الظروف المعيشية من أجل البقاء، حيث يعتمد هذا التكيف على المعرفة والخبرة التقليدية لهؤلاء الفقراء والتي تساعد على استمرار بقاءهم؛ وآليات التكيف هي طرق مواجهة المرأة الفقيرة للمشكلات طويلة المدى أو المزمنة التي يعانون منها مثل التكيف مع حالة الفقر وتعني التكيف مع انخفاض الدخل بغض النظر عن طبيعة العمل أو نمط الاستهلاك (الجوهري، 2002)

ومن أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة والتي عادةً ما تكون من الأسباب الرئيسية للفقر: 

1. عدم وجود مشاريع تعمل على تشغيلها في مكان إقامتها، حيث أن أغلب المشاريع كانت بعيدة عن مكان السكن و تُعرف المشكلات السكنية بأنها عوائق تعيق الفرد عن ممارسة حياته في المكان الذي يعيش فيه ويوفر له الأمان والراحة اللازمة لنمو واستمرار الحياة الاجتماعية للإنسان بوجه عام، وممارسته لأنشطته المختلفة .

2. مشكلات  تتعلق بعدم وجود رأسمال لبداية مشروع صغير لتستطيع تلبية احتياجاتهم الأساسية مما يجعلها تشعر بالقلق والتوتر الدائم من المستقبل ولا تستطيع التخطيط للمستقبل.

3. تُعاني المرأة الفقيرة من صعوبة في التعرف إلى مؤسسات تقدم الدعم المادي والنفسي لها، وإنها لا تستطيع امتهان مهنة أخرى غير الزراعة حيث تقوم بعمل مكثف لساعات طويلة كجمع الخضار والفاكهة وغيرها، لتوفق بين عملها في الزراعه والأعمال المنزلية ورعاية اسرتها.  

4. تعاني المرأة الفقيرة من مشكلات نفسية تتعلق بمكانتها الاجتماعية فهي تشعر بنظرات الشفقة من الآخرين، وإحساسها بالخجل من وضعها أمام الآخرين بسبب وضعها المعيشي، وإنها تشعر بتعاطف الآخرين معها ورغبتهم بمساعدتها لها 

من هنا نجد أن آليات تكيف المرأة مع فقرها ما هي إلا أسلوب حياتها وطريقة تفكيرها ووعيها بواقع تعيشه وتتكيف معه بكافة الوسائل والطرق، فتلجأ المرأة الفقيرة في الأغوار إلى أساليب متعددة بهدف الحصول على متطلباتهم المعيشية وتحقيق المواءمة بين الانخفاض في الدخل وارتفاع الأسعار.

ومن آليات التكيف التي تلجأ إليها المرأة الفقيرة في منطقة الأغوار  لتتعايش مع فقر دخلها بطريقة تمكنها من البقاء على قد الحياة ما يلي : 

1. التقنيين في الاستهلاك وخفض الإنفاق

2. الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة 

 3. دوام البحث عن بدائل

4.ترتيب الأولويات من الأهم إلى الأقل  أهمية

5. الاستدانة والأقتراض

6. إعداد أنشطة منزلية مدره للدخل

استناداً لما سبق يتبين أن المرأة الفقيرة تنوع من آليات التكيف والتعايش مع الفقر بين آليات تستمد شرعيتها وقبولها الاجتماعي من الأعراف والعادات والتقاليد المستمدة من الثقافة العامة السائدة في المجتمع  تجعلها أكثر قبولاً وانسجاماً مع السياق الاجتماعي العام .

زر الذهاب إلى الأعلى