مختصون: اختيار مأدبا عاصمة للسياحة العربية يدل على تميز القطاع بالأردن
الشاهين الاخباري
قال خبراء وعاملون بالقطاع السياحي، إن اختيار مأدبا عاصمة للسياحة العربية لعام 2022، له دلالة واضحة على التميز والتفرد الذي يتمتع به قطاع السياحة في مأدبا بشكل خاص والأردن بشكل عام.
وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن فوز مأدبا باللقب جاء لما تتمتع به المملكة من مزايا تتعلق بدرجة الأمن والاستقرار، وتسهيلات الدخول وتنامي مؤشرات حركة السياحة العربية والدولية إليها.
واشار عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة، الدكتور ابراهيم بظاظو، الى انه بعد اختيار مدينة مأدبا عاصمة للسياحة العربية، سيترك للقطاع الخاص تقديم التسهيلات والتخفيضات للسياح العرب في أسعار الفنادق والمنتجعات، وفي أسعار النقل إلى المدينة وفي داخلها، وكذلك تخفيض رسوم الدخول للمواقع السياحية والأثرية في المدينة.
وأشار الى ضرورة اختيار شعار الترويج السياحي لعاصمة السياحة العربية بحيث يعبر عن ما تزخر به المدينة، وخاصة الفسيفساء والحرف اليدوية، لترسيخ ذلك الشعار في ذاكرة الأشخاص داخل وخارج الوطن العربي، بحيث يبقى كشعار ترويجي ثابت لتلك المدينة، الى جانب تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات بمناسبة اختيار مأدبا عاصمة السياحة العربية.
ودعا الدكتور بظاظو الجهات المعنية، الى إقامة معلم بارز في مأدبا ليكون ذكرى لهذه المناسبة، وبالتالي يصبح أحد المزارات السياحية، إضافة الى تخصيص صفحة خاصة للمعالم السياحية والأثرية بالمحافظة والترويج لها في الموقع الإلكتروني للمجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة.
وأكد أهمية إعداد الأدلة الإجرائية للاستثمار السياحي في مدينة مأدبا، وإنشاء شركات تنمية سياحية عربية مشتركة، والتنسيق مع المؤسسات المالية لتمويل المشاريع السياحية، وإعداد قاعدة بيانات للمواقع القابلة للنمو السياحي والشركات الاستثمارية بالمنشآت السياحية، إضافة الى إقامة منتديات ومعارض مختصة بالاستثمار السياحي والمقومات السياحية في المدينة، مع إعادة النظر في التشريعات الضريبية المفروضة على النشاط السياحي فيها.
وبين دور وزارة السياحة والآثار في تفعيل المشاركة بالقنوات الفضائية المتخصصة بالترويج السياحي العربي، والعمل على إعطاء صورة متكاملة عن البرامج والخطط الإقليمية عن أماكن الجذب السياحي، اضافة الى وضع خطة ترويجية للمدينة، وتشجيع الشركات العربية على تنظيم المعارض السياحية، وتسهيل تمويل الحملات الاعلامية وإصدار دليل سياحي للمدينة، وتفعيل برامج سياحية وفعاليات مشتركة بين الدول العربية للتسويق السياحي، ومعرفة كيفية عرض المنتجات والأنماط السياحية العربية.
ودعا الدكتور بظاظو الى العمل على تطوير منصة رقمية خاصة وشاملة لترويج المنتج السياحي في مدينة مأدبا وبعدة لغات بهدف تمكين القطاع السياحي الخاص من التعاون والعمل سوياً مع كافة الجهات الحكومية والمعنية، لتوفير مظلة يتم من خلالها توفير معلومات منسجمة ومتناسقة عن ميزات المنتج السياحي والخدمات والمقومات المتوفر فيه للوصول إلى الأسواق السياحية الدولية، وإيجاد شبكات تسويق وترويج لتسويق المنتج السياحي في المدينة عبر مكاتب السياحة العربية المتواجدة في الخارج.
كما اكد ضرورة إصدار نشرات إعلامية متخصصة لتطوير التسويق وعرض المنتجات المحلية بين الدول العربية، وإنشاء تحالفات فيما بين شركات ووكالات السفر السياحية العربية، والعمل على تخفيف القيود الأمنية وتسهيل الإجراءات الجمركية بالنقاط الحدودية البرية والبحرية والجوية للسائح العربي، وبناء أنظمة الكترونية للحصول على التأشيرة السياحية وتوحيد آلية الحصول عليها، اضافة الى العمل على تنظيم رحلات تعريفية استطلاعية للصحفيين والإعلاميين العرب ولمنظمي الرحلات السياحية الجماعية، لزيادة التوعية بالمناطق السياحية في مدينة مأدبا.
من جهته، قال الأستاذ في قسم السياحة والسفر بجامعة اليرموك الدكتور سعد السعد، ان اختيار مادبا عاصمة للسياحة العربية يسهم في تسليط الضوء على المدينة باعتبارها النموذج البارز والناجح في احتضان خرائط الفسيفساء والحرف التقليدية وتوظيف التراث الثقافي والطبيعي كمنصة يمكن من خلالها دفع عجلة قطاع السياحة الثقافية والبيئية.
وأشار الى أنه يطلق على مادبا مدينة الفسيفساء لاحتوائها على خرائط نادرة مثل خريطة مادبا الفسيفسائية التي تعد أقدم خريطة فسيفسائية أصلية للأراضي المقدسة والشرق الأوسط الكامل في العصر البيزنطي.
واضاف، ان اختيار مادبا عاصمة للسياحة العربية، سيساهم في تسليط الضوء على الأهمية الثقافية والاجتماعية للمدينة وإبراز هذه القيم عربيا وعالميا ليتم ترشيحها فيما بعد لتصبح سابع المواقع الأردنية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي (اليونيسكو).
وأكد الدكتور السعد، ضرورة استغلال فرصة فوز المدينة بهذا اللقب من خلال العمل على الترويج للأردن كوجهة سياحية تستقبل السياح وتستقطب المستثمرين، مؤكداً أهمية الفوز بهذا اللقب ومساهمته في جذب المشاريع الاستثمارية والتنموية لمحافظة مادبا، وبما ينعكس على زيادة فرص العمل والحد من الفقر والبطالة في المحافظة بشكل خاص والأردن بشكل عام، وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الأردني ودعم الاقتصاد الوطني لتحقيق النمو والازدهار.
ودعا الى وضع خطة تنفيذية تشتمل على العديد من المبادرات التي تتيح للسائح العربي والعالمي التعرف على المزيد من المواقع والزيارات والتسهيلات، وكذلك الأسعار في المنشآت السياحية والفندقية، والبرامج الترفيهية المتنوعة والمتعددة، بالإضافة إلى الأحداث والمناسبات التي يمكن تنفيذها في مختلف المناطق السياحية في الأردن.
بدوره، اشار عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود خصاونة، الى الجهود المبذولة من قبل مكاتب السياحة والسفر في الترويج لمدينة مادبا بشكل اوسع وأشمل بعد اختيارها عاصمة للسياحة العربية، داعيا الى تطوير المنتج السياحي بالمدينة وكذلك البرامج السياحية، وإدراج منتجات جديدة لتعزيز السياحة البينية.
وقال، إن اختيار مادبا سيساهم في زيادة أعداد السياح وإطالة مدة إقامتهم بالمدينة، ما ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على المجتمعات المحلية وأصحاب المحلات التجارية بالمحافظة، وتحريك عجلة الاقتصاد بالمدينة ونمو الاقتصاد الوطني بشكل عام.
يذكر أن مدينة مادبا فازت بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، بعد تحقيقها للمعايير والشروط المرجعية كافة التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة، حيث اشتملت معايير وأسس الاختيار التي ينبغي أن تتوفر في المدينة، على الادارة السياحية والبنية التحتية للسياحة والموارد السياحية وتنوع الانماط والانشطة السياحية والحفاظ على البيئة وحمايتها والاستجابة للمستجدات السياحية والنتائج المرجوة من السياحة بالمدينة والسلامة والأمن والاستقرار السياحي والسلامة الصحية.
(بترا)