عودة سوريا إلى حضنها العربي
حمادة فراعنة
ليست بريئة تحركات قادة المستعمرة على خلفية الاجتياح الروسي إلى أوكرانيا، ولا تعكس غباء عندهم أو عدم وفاء لتحالفاتهم مع واشنطن، أو عدم إنحيازهم لخيار الولايات المتحدة، بل هي تحركات تعكس القلق والخشية من الانتصار الروسي، وتحقيق هدف شطب القطب الواحد، وإلغاء التفرد الأميركي، والعودة إلى التوازن.
المستعمرة تخشى الأهداف الروسية، لأن نتائجها ستنعكس على مكانة المستعمرة وتبجحها، وعودتها إلى حجمها الطبيعي، بل إلى انتصار موسكو في برنامجها وتطلعاتها سيغلق الأجواء السورية أمام التمادي الإسرائيلي على سيادة دمشق وتماديها العدواني على الأجواء وقصف مواقع البلد العربي.
قبل أيام قليلة تمادت المستعمرة وقصفت وسقط ضحايا سوريين، ومع ذلك لم يملك أحد ممن ينددون وينتقدون القصف الروسي لأوكرانيا، لم تظهر أي ردود منددة وشاجبة للقصف الإسرائيلي لمواقع سوريا وسقوط ضحايا نتيجة ذلك.
هزيمة أميركا وحلف الأطلسي في شرق أوروبا، سيؤدي إلى عودة سوريا لاستعادة مكانتها التي تستحقها، وعودتها إلى حضنها العربي كأحد المؤسسين للجامعة العربية.
لقد صمدت سوريا، وفشل برنامج إسقاط نظامها، على يد التحالف الأميركي الأوروبي الإسرائيلي الإقليمي، وهو أوسع تحالف تم تشكيله، ويفوق حتى التحالف الثلاثيني الذي نال من العراق وأدى إلى دماره وهزيمته واحتلاله ونقله إلى قائمة الدول الفاشلة.
صمدت سوريا بفعل القرار الروسي، الذي قال على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف «لقد خطفت واشنطن العراق وليبيا في غفلة من الموقف الروسي، ولكنها لن تتمكن من سوريا»، كان ذلك عام 2012، وفي وقت مبكر وهو ما تحقق فعلاً على الأرض وفي الواقع بفضل التدخل الروسي، ودعمه لسوريا.
تمادت المستعمرة علناً، على الأرض السورية وعلى سيادتها، ولكنها لن تتمكن من مواصلة الأذى للشعب السوري بالقصف، وبقاء الاحتلال للجولان، وستستعيد دمشق سيادتها تدريجياً وأرضها كجزء من خارطة الوطن السوري، وما يجري في أوكرانيا، هو المقدمة الضرورية لإزالة حالة القفز والعجز والتمادي الإسرائيلي على العرب كل العرب.
هزيمة الناتو، والتمادي الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة مكشوفة، أمام الشعوب مهما بلغ تضليلها وكذبها وافتراءاتها.