الملك والملكة وجائزة زايد
د.حازم قشوع
عن جدارة واهلية استحقاق حصل الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله على جائزة زايد للاخوة الانسانية وهى الجائزة التى تمنح للقيادات الريادية تقديرا لجهودهم المبذولة فى تعزيز روابط الاخوة الانسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي وتثمن الدور البناء فى اعلاء قيم الكرامة الانسانية وبما يعزز من عنوان التسامح الذى ميز جلالة الملك عن غيره من القادة كما امتازت جلالة الملكة بدورها الفاعل فى الدفاع عن قضايا اللاجئين والعناية بالاطفال وتمكين دور المرأة والدفاع عن حقوقها وعندما عملت جلالتها على تعزيز محتوى التسامح لتشكل هذه القيم العلامة الفارقة التى ميزت عهد الملك عبدالله الثاني كما امتازت بها جلالة الملكة رانيا العبدالله بحسن التجسيد وبروعة التقديم فى كل المحافل العربية والدولية حتى غدت قيمة التسامح تشكل العنوان والارضية التى تميز جلالة الملك بعهده.
جائزة زايد التى يتم اختيار ابطالها من قبل لجنة دولية تضم صناع قرار سياسي واقتصادي وديني وازن كانت قد اطلقت وثيقة الاخوة الانسانية بابوظبي عام 2019 تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد ولى عهد ابوظبي حيث حرص على توقيعها فضلية امام الازهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس راعى الكنيسة الكاثولوكية وهى الوثيقة التى تمثل حجر الاساس التى تقوم عليها الجائزة باعتبارها مرجعية اخلاقية عالمية تقوم على تعزيز الروابط الانسانية والقيم الدينية .
ان نموذج التسامح الذى جعله جلالة الملك عبدالله الثاني يكون جزءا من الثقافة المجتمعية وبات نموذجا للدولة الاردنية هو التسامح الذى يقوم على العفو عن المقدرة واللين فى تعامل القيادة مع العامة والحلم فى ايقاع العقوبة وهو التسامح الذى جسده جلالة الملك من نظرية فلسفية الى منهجية عمل تقوم على اعتبار التسامح قيمة من اجل العطاء والبذل المتفضل الذى لا اجبار فيه ولا واجب كما يمثل السهولة فى التعامل وحسن فى المعاملة وانفاذ الامور وتيسيرها فى لين وتلطف كما يشكل الكرم الذى يظهره صاحب السلطة بحق الضعيف المتكفل باداء الحق والملزم فيه مع قدرة صاحب الشأن على تحصيل حقه ثم يتركه ويصغح ويعفو عنه.
وهذا ما يمكن رؤيته فى عادات الأردنيين وثقافتهم فى جاهاتهم وفى عطواتهم وكما فى انماط تعاملهم مع بعضهم البعض كما مع ضيوفهم الذين يمتلكون حق اضافى ياتي من الاستجارة ويلزم المضيف اخلاقيا حسن التعامل وحماية ضيفه وهذا ايضا ما يمكن مشاهدته اثناء استقبال الاردنيين لموجات اللجوء التى جاءت على تواتر متصل غير منقطع وباتوا يشكلون جزءا اساسا من النسيج الاجتماعي الاردني على مدى مائة عام وما واكبها فى مراحل الانشاء والتاسيس والبناء والتعزيز كان اخرها استقبال الاردنيين لاكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين والذين باتوا يشكلون احد مكونات المجتمع الاردني الذى يقوم عدد سكانه على 12مليون نسمة نصفها مواطنون والنصف الاخر ساكنون على الرغم من شح الموارد الطبيعية لكن كان ارادة القيادة وحكمتها حاضرة عندما عملت على هضم هذا المحتوى نيابة عن الاسرة الدولية فكان ان استحقت بذلك الثناء والتقدير والاشادة وجائزة زايد لهذا العام عن استحقاق وجدارة .