عالم الطفولة

أعراض الإهمال العاطفي للأطفال والتغلب عليها

الشاهين الاخباري

يتكرر مشهد طفل صغير يجلس بمفرده في النافذة ورأسه لأسفل، غالباً ما يكون صامتاً وغير مرئي. هذه الصورة تعبير عن الإهمال العاطفي للطفولة، وهو إلى حد كبير ظاهرة يتم التغاضي عنها في علم النفس. على عكس الإهمال الجسدي أو الإساءة، الذي تدل عليه العلامات والكدمات أو نقص التغذية؛ يصعب تحديد الإهمال العاطفي، حيث لا توجد في كثير من الأحيان علامات تمكن ملاحظتها، التي غالباً ما تظهر في مرحلة البلوغ، وحينها يفطن الأبوان أنهما لم يكونا على انسجام عاطفي كامل مع طفلهما. الخبراء والاختصاصيون في هذا الموضوع يساعدونهم في إيجاد الحلول.

أعراض الإهمال العاطفي عند الأطفال

أعراض الإهمال العاطفي عند الأطفال
  • عدم القدرة على إبراز المشاعر، أو ما يُسمى بـ«التخدير».
  • الشعور بأن هناك شيئاً مفقوداً، ولكن لا يدرك الطفل ما هو.
  • الشعور بالفراغ والوحدة من الداخل.
  • الشعور بالإرهاق أو الإحباط بسهولة.
  • عدم احترام الذات.
  • البحث دائماً عن الكمالية.
  • الحساسية المفرطة، وعدم التمكن من الرفض.

إن وجود هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أن الطفل قد تعرض للإهمال العاطفي، لكن إذا كان يعاني من أكثر من عرض واحد؛ فقد يكون من المفيد التحدث مع طبيب نفسي حول هذا الاحتمال.

ما أنواع الآباء الذين يميلون إلى إهمال أطفالهم عاطفياً؟

ما أنواع الآباء الذين يميلون إلى إهمال أطفالهم عاطفياً؟

الآباء الذين عانوا من الإهمال العاطفي

بالتأكيد أن معظم الآباء لا يحملون الضغينة لأطفالهم، ويتصرفون بحسن نية، ويبذلون عموماً قصارى جهدهم، لكن قد لا يكون لديهم الكثير من العاطفة ليقدموه لأطفالهم؛ لأنهم هم أنفسهم عانوا من الإهمال العاطفي، وهم أيضاً لا يتمكنون من التعبير عن ذلك، إلا ربما في أحاديث متفرقة.

الآباء المستبدون

وهم الذين يريدون أن يتبع أطفالهم القواعد، من دون أن يكون لديهم القليل من الوقت أو الميل للاستماع إلى مشاعر واحتياجات الطفل. وفي هذه الحالات غالباً ما يتمرد الأطفال على أحد الوالدين الذي يفرض سلطته، أو ربما يصبحون خاضعين.

الآباء المتساهلون

هؤلاء يتبعون قاعدة عدم التدخل في ما يتعلق بتربية الأطفال، وقد يسمحون لهم باتخاذ قراراتهم والاعتناء بأنفسهم. وفي هذه الحالات غالباً ما يواجه الأطفال الذين تتم تربيتهم من قبل الآباء المتسامحين صعوبة في وضع حدود لأنفسهم في مرحلة البلوغ.

الآباء ذوو الصفات النرجسية

وهؤلاء يشعرون أن العالم يدور حولهم، وأولويتهم احتياجاتهم بدلاً من احتياجات الطفل. وعندما يبلغ أطفالهم سن البلوغ عادة ما يجدون صعوبة في تحديد احتياجاتهم والتأكد من تلبيتها، حتى إنهم قد يشعرون أنهم لا يستحقون تلبية احتياجاتهم.

الآباء المثاليون

يميل هؤلاء الآباء إلى الاعتقاد بأنه بإمكان أطفالهم دائماً فعل المزيد أو الأفضل، ويتوقعون دائماً أن يحقق الطفل درجات عالية في مدرسته، وقد يكبر أطفالهم ليصبحوا مثاليين مثل آبائهم، وهم أنفسهم يضعون توقعات عالية غير واقعية لأنفسهم؛ ما يؤدي إلى شعورهم بالقلق الدائم.

الآباء الغائبون

قد يكون ابتعاد الآباء عن أطفالهم لعدة أسباب، مثل: الوفاة أو المرض، أو الطلاق، أو العمل لساعات طويلة، أو السفر المتكرر للعمل. وينتهي الأمر بأطفال الوالدين الغائبين بتربية أنفسهم إلى حد كبير، وإذا كانوا أكبر أطفالهم فقد يقومون أيضاً بتربية أشقائهم الصغار. يميل هؤلاء الأطفال إلى الإفراط في المسؤولية؛ ليصبح صغار البالغين مثقلين بالقلق على أسرهم.

نصائح للتخلص من الإهمال العاطفي

نصائح للتخلص من الإهمال العاطفي

1. كوني على دراية بالمشاعر الإيجابية والسلبية عندما يمر الطفل بها

إذا كنتِ قد أمضيتِ حياتك البالغة بعيدة عن كشف مشاعرك؛ فأنت تدركين هذا حقاً، وما عليك إلاً أن تتقربي من ابنك وتتعرفي إلى مشاعره الإيجابية والسلبية وغير المريحة. ثم يمكنك التركيز وملاحظة الفروق الدقيقة بين مشاعرك التي كُبتت ومشاعره التي عليكِ محاولة التعامل معها، قد لا تكون لديكِ كلمات تعبر عما تشعرين به، وهو أمر طبيعي تماماً إذا لم تكبري في منزل يتحدث فيه الناس عن مشاعرهم، لكن عليكِ المحاولة.

2. حددي احتياجات طفلك واتخذي الخطوات اللازمة لتلبيتها قدر الإمكان

غالباً ما يكون العديد من البالغين الذين عانوا من الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة غير مدركين لما يحتاجون إليه، ولا يشعرون عادةً أنهم يستحقون تلبية احتياجاتهم، ومن ثَمَّ يُسْقِطُون هذه الحالة على أطفالهم، فإذا كنتِ قادرة حاولي كشف احتياجات أطفالك؛ فربما كانت بمقدورك، وربما كانت عاطفية، فحاولي امتلاكها.

سيدتي

زر الذهاب إلى الأعلى