أم ابراهيم طبيية الطفيلة وبلداتها في ذمة الله
هي طبيبة شعبية يعرفها الناس في مدينة الطفيلة وبلداتها، وبخاصة في بلدة بصيرا، ويذكرونها بإعجاب وإكبار، لم تبذل وقتها وجهدها لعلاجهم مدة سنة، أو سنتين، وإنما تطوعت لمداواتهم أكثر من خمسين سنة!
عيادتها بيتها، وفي عيادتها لا توجد لوحة تحمل اسمها، ولا سكرتيرة تأخذ الكشفية من المراجعين، ولا قائمة بأسماء شركات التأمين، ولا شهادات، ولا أوسمة معلقة على الجدران، ولا مواعيد، ولا وصفات تكتب عليها الدواء؛ ليصرف من الصيدليات!
وإنما عيادتها مفتوحة أربعا وعشرين ساعة، والدواء مهما يكلف فهو هدية منها، وأجرة يدها أن يدعو لها المراجع دعوة بظهر الغيب!
وصلتها بالناس لا تنقطع، فما أكثر من يزورها في بيتها، حتى لا يكاد يوم يمر دون أن يأتيها من يطلب الاستشفاء من الملع، وعرق النساء، وربط اللسان، والتهاب اللوز.
وقد استقر لها في الذاكرة الشعبية، والمعاينة الواقعية، أنها قابلة ماهرة، ولها خبرة في علاج العقم، وتأخر الحمل، وأمراض النساء.
إذا زرتها في بيتها تجد امرأة وقورة، دافئة اللسان، كثيرة الأذكار، كريمة النفس واليد، تعاملك كأنك ابنها، حتى إذا فَرَغَتْ من علاجك رفعت يديها تدعو لك بالشفاء، والصحة، والعافية!
اليوم رَحَلَتْ إلى جوار الله تعالى هذه الطبيبة الشعبية الحاجة هنية أم إبراهيم بعد سنين طويلة من العطاء الوفير، فقد كانت تعطي بلا من، ولا أذى، و”أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”!
رحمها الله رحمة واسعة، وغفر لها، ونور عليها قبرها، وأسكنها فسيح جناته.
وأعظم الله أجر ذويها، ومحبيها، وجيرانها.
إنا لله وإنا إليه راجعون