أقلام حرة

لا تجعلوا من الحمقى مشاهير وصحفيين….

سلمان الحنيفات

لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لمن لا منبر له من خلال بث هرطقات ولقاءات ومنشورات باهتة لا لون لها ولا طعم، بحيث تجعل الجماهير تتابعهم وتعلق على محتوياتهم الفارغة من النسيج الاجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا التي هي من صلب ديننا الحنيف.
من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي أصبح من خلالها الفرد يلعب دوراً مهماً في نقل الأخبار وصناعتها وتحريرها، فضلاً عن التأثير في تكوين القناعات حول بعض القضايا، وأسهمت هذه الوسائل في ظهور ما يطلق عليه “صحافة المواطن”، التي تتيح لأي فرد أن يمتلك حساباً على موقع التواصل الاجتماعي، ولديه قدر من المهارات والمعرفة أن يصيغ مواد خبرية، تقارير أو مقالات أو تحقيقات تعبر عن وجهة نظره إزاء مختلف القضايا، لكن المشكلة هنا أن هذا النوع من الصحافة يفتقر أحياناً إلى الدقة والمصداقية، حينما يقوم الفرد بالمزج بين رأيه وبين الخبر أو الحدث الذي ينشره على صفحته الخاصة أو يرسله إلى وسائل الإعلام الأخرى،
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نشاهد اشخاص يؤثرون بالرأي العام بدرجة كبيره من خلال متابعينهم الذين يتجاوزون مئات الالوف ويصل بعضهم الى الملايين ،فنشاهد أن المنشورات الغير مفيدة والتي تسيء لاشخاص او دول او حكام هذه الدول تصل مشاهداتها ارقام غير متوقعة ؟ولكن عندما يكون هناك منشور عن اي عمل ذو طابع ايجابي لا تجد من يتابعه ، وأن كان له متابعين نشاهد التعليقات السلبية والهجوم على هذا المنشور ، فوسائل التواصل الاجتماعي زادت من التأثيرات الاجتماعية على الفرد والمجتمع فأصبح يتابع كل ما هو سلبي .
الخلاصة : الخدمة التي قدمها عادل إمام لصاحب محل بيع عصير القصب في مسرحية “شاهد ما شفش حاجة” عندما سأل القاضي ؟ هل تعرف مكان محل بياع القصب في آخر نفق العباسية فأجاب القاضي نعم ورد عليه عادل إمام بأنه عصيره سيء وما تشتري من عنده ، ومع انه بالفعل كان مضاقة سيء للغاية إلا انه اصبح مشهوراً وتأتيه الناس من كل انحاء مصر لتجربة عصيره السيء ،الخدمة هي نفس الخدمة التي نقدمها نحن لجموع الحمقى والجهلة في وسائل التواصل واليوتيوب بمشاهدة هرطقاتهم و التعليق على تفاهاتهم

..فلا تجعلوا من الحمقى مشاهير وصحفيين

زر الذهاب إلى الأعلى