أقلام حرةصيد الشاهين

سكت دهراً ونطق كفراً

داود شاهين

تابعت قبل قليل مقطع فيديو لأحد الزملاء المحترمين الذي يقدم أحد البرامج الصباحية في إحدى الإذاعات الاردنية التي نحترمها و نقدرها حيث من المقروض على هذه البرامج وكما تعودنا أن تنقل هموم الوطن والمواطن و منصة يطرح من خلالها مشاكل المواطن الاردني أما ان تتحول هذه الإذاعة الى منصة لتوجيه الإتهامات الزائفة والكلام غير اللائق للأردنيين وإتهامات بالسرقة والهمجية فهذا كلام مرفوض شكلاً و مضموناً وعلى الزميل المحترم والذي يمثل محطة إذاعية محترمة الاعتذار رسمياً للشعب الاردني كما أنه على السيد المدير في الشركة التي إدعى الزميل المحترم أنه أبلغه بتلك المعلومات الإعتذار رسمياً أيضاً عن هذا الإدعاء وهذه الإسائة .

لقد نسي الكل من الزميل المحترم وحضرة المدير الفاضل أنهم أبناء هذا الوطن وأن إسائتهم قد مست جميع أبناء هذا الشعب الكريم المعطاء.

لقد نسي الزميل الفاضل وصديقه المدير المحترم أن بيوت الأردنيين على مختلف طبقاتها وفي جميع حالاتها من ترف وفقر وغناء فاحش كانت ولا زالت وستبقى مفتوحة للضيوف وأن كل فرد من أفراد الأسرة الأردنية يجسد حاتم الطائي في كرمه و جوده وشهامته .

لقد أساء الفاضلان للشعب الأردني عندما نشر الأول ” زميلنا الفاضل “ما جاء من إدعاء على لسان الثاني من أن رواد مطعم مؤسسته يقومون بسرقة الشوك والمعالق والسكاكين .. وأن عائلة أردنية مكونة من خمسة أفراد تزور المطعم فيشرب جميع أفرادها من نفس الكأس بهدف عدم دفع ثمن المشروب وإستغلال التعبئة المجانية في المطعم .

الأخ الزميل الفاضل وحضرة المدير المحترم وللتوضيح فقط … إن رواد مطعم مؤسستكم وزبائنكم هم من طبقة من طبقات مجتمعنا الأردني الذي اتوقع أن زميلنا الفاضل ينتمي اليها أو يحاول الوصول الى درجتهم من الغنى والترف والرفاهية بحيث أن ملاعقكم و سكاكينكم وشوككم لا تعني شيء بالنسبة لهم .. ولعلمكم أيضا فإن شعبنا الكريم وبأشد درجات فقره فهو على درجة عالية من عفة النفس التي لا تسمح له بأن يدني مستواه الى سرقة شوك ومعالق وسكاكين .. لهذا فأنا اعتقد جازما أن ما إدعى الثاني ونشر الأول ما هو إلا إدعاء باطل إستوجب الإعتذار الرسمي من الزميل ورأس هرم إدارته الكريمة ومن المدير الفاضل و رأس هرم أدارته ببيان رسمي مشترك يخرج عن مؤسستيهما متوجهين بالإعتذار للشعب الاردني .

من المعروف لدى جميع العاملين في مجال الإعلام أن الإتيان على ذكر أي مؤسسة أو شركة خلال برنامج يبث على الهواء يعتبر نوع من أنواع الدعاية ويتم إحتساب ثمن هذه الدعاية بحسب المدة التي استخدمت للحديث عنها من هنا أتوجه للزميل الفاضل بالسؤال عن مجموع المبالغ التني تقاضاها مقابل الإسائة لكرامة الاردن والاردنيين .

تمنيت أني لم أشاهد هذا المقطع وتمنيت على الزميل انه لم ينسب هذه السلوكيات الخاطئة للأردنيين بهدف التندر والضحك .. كما تمنيت عليه أنه لم يتحدث بهذا الحديث الذي هز صورته أمام الجميع. ليته بقي صامتاً لأنه بعد أن سكت دهراً نطق كفراً

زر الذهاب إلى الأعلى