أقلام حرة

عن الصحفيين وانتخاباتهم

بلال حسن التل

ايام قليلة تفصلنا عن انتخابات الصحفيين لمجلس جديد لنقابتهم ، وهي انتخابات تجري هذهِ المرة في ظروف ومناخات غير مسبوقة، ليس من حيث تداعيات أزمة كورونا التي اجلت موعد الإنتخابات طويلاً، في اطار ما اجلته من استحقاقات وطنية كثيرة،لكن ماهو امر وأخطر من كورونا هي المناخات آلتي تجري بها هذه الانتخابات ،فهي مناخات موبؤة بالكثير من الفيروسات الفتاكة بنقابة الصحفيين ومن ثم بالمنظومة الإعلامية الاردنية،من اخطرها فيروس الاهمال وإدارة الظهر للمنظومة الإعلامية الاردنية، وهو إهمال تمارسه جميع الاطراف ذات العلاقة بهذه المنظومة، (الدولة والجمهور والصحفيين والاعلاميين) ،غير ان اهمال اهمال الصحفيين والاعلاميين هو الأخطر، لأنهم اهل البيت الذين فرطوا بحرماته فاستباحه الجميع.

كثيرة هي مظاهر اهمال الصحفيون لمهنتهم وبيتهم، اولها واهمها أدارة الظهر لنقابتهم ونسيانها وعدم تذكرها الا قبل الانتخابات باسابيع قليلة ،فتنشط الإجتماعات واللقاءات وتكثر الاحاديث عن ضرورة الالتفاف حول النقابة واخراجها من حالة الضعف واستعادة القها،فتكثر الاجتماعات، وتشكل اللجان، وتكتب الوثائق، حتى اذا ماانتهى يوم الاقتراع انفض الجمع ،وصار كل ماقيل كلام ليل يمحوه النهار،، بانتظار ليل سمر اخر يأتي على نقابة الصحفيين مرة كل ثلاثة سنوات، وهذا سيناريو يتكرر مع كل انتخابات للصحفيين،ومابين الانتخابات والأخرى يظل الإهمال يفعل فعله في جسم النقابة على وحه الخصوص وفي الجسم الإعلامي على بالعموم لذلك ا صار جسماخائر القوة.

في ظل هذا الاهمال الذي يمارسه الصحفيون بحق نقابتهم فقدت النقابة دورها وحضورها،ومع هذا الفقدان فقد الصحفيون الجزء الأعظم من دورهم وحضورهم،ومصدر قوتهم ،ومن ثم فقدت الدولةالاردنية واحد من اهم أسلحتها وادواتها ،مما افقدها الرأي العام الذي صار يعبئ ضدها.لذلك كله وهم من يعتقد ان ازمة الاعلام الاردني عموماً والصحافة الورقية على وجه الخصوص هي ازمة مالية،فنقص المال والتمويل هو افراز للأزمة الحقيقية، الممثلة بعدم ايمان الكثير من المسؤولين بالأعلام الاردني دوره، وبالتالي تتم أدارة الظهر له مما أدى الى تنامي ازماته، ولذلك يكمن الحل باستعادة الصحفيين لدورهم ومكانتهم وقبل ذلك نقابتهم،وعندهاسيتدفق المال خوفا وطمعا.

زر الذهاب إلى الأعلى