يواصل المصري محمد صلاح، هداف الدوري الإنجليزي، ونجم هجوم ليفربول، التألق وكتابة التاريخ في ملاعب كرة القدم الأوروبية.
وسجل محمد صلاح هدفا مذهلا في تعادل ليفربول مع مانشستر سيتي (2-2) في الجولة السابعة من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد مراوغة عدد من لاعبي الفريق السماوي قبل أن يُسكن الكرة في شباك الحارس البرازيلي إيدرسون مورايس.
وبهذا رفع صلاح رصيده في الدوري الإنجليزي إلى 103 أهداف، ليصبح على بعد هدف وحيد من معادلة رقم الإيفواري ديدييه دروجبا، أسطورة تشيلسي وأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلا للأهداف في تاريخ البريميرليج.
تألق صلاح فتح الباب أمام إشادة المشجعين بالنجم المصري، ورشحه بعضهم للفوز بجائزة “بوشكاش” التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” سنويا لأفضل هدف، واعتبروا أنه يستحق أيضا جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة “فرانس فوتبول” لأفضل لاعب في العالم.
“العين الرياضية” تستعرض في السطور التالية 4 أسباب تجعل محمد صلاح هو اللاعب الأفضل في العالم حاليا.
غياب الرمز لسنوات طويلة استمر الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على عرش نجوم كرة القدم، لكن في الوقت الحالي يقترب النجمين من الأفول مع اقترابهما من نهاية المسيرة.
لا يمكن القول إن مقعد “ملك كرة القدم” شاغر في الوقت الحالي، في ظل وجود عدد من المواهب الواعدة واللاعبين المخضرمين، لكن وضع صلاح (29 عاما) كنجم كبير لم يبلغ بعد عامه الـ30، ويملك خبرات كبيرة يجعله في موقف مناسب لوراثة عرش رونالدو وميسي.
ويتنافس صلاح في هذا الشأن مع عدد من النجوم البارزين أمثال إيرلينج هالاند وكيليان مبابي من صغار السن، وكريم بنزيما وروبرت ليفاندوفسكي بين الكبار، لكن عمره المثالي والتزامه وسعيه المستمر للنجاح يضعه في موقف متقدم بينهم.
ضجيج أقل مقارنة بعدد كبير من نجوم كرة القدم، يعمل محمد صلاح في صمت دون إحداث كثير من الضجة، رغم كل ما يتردد بشكل مستمر عن مستقبله، والذي من الممكن أن يضع ضغوطا على كاهله ويؤثر على مستواه.
وكانت عدة تقارير صحفية كشفت مؤخرا عن تعثر مفاوضات ليفربول لتجديد تعاقد محمد صلاح الذي ينتهي في الموسم المقبل، في ظل رغبته في الحصول على راتب أسبوعي قيمته 500 ألف جنيه إسترليني، أي أكثر من ضعف ما يعرضه ليفربول (220 ألفا).
على جانب آخر فإن اسم صلاح اقترن بالرحيل إلى عدة أندية أوروبية كبيرة يأتي على رأسها ريال مدريد وبرشلونة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن صلاح لا يسمح بأن تؤثر تلك التقارير والشائعات على مستواه، ويفضل ترك تلك المعارك لكي يخوضها وكيله، وهو دليل على تركيزه التام في الملعب، ليتجنب الفخ الذي يسقط فيه الكثير من النجوم.
كامل الأوصاف يدور الجدال الأزلي بين عشاق رونالدو وميسي حول القدرات التي يمتلكها أحدهما ولا يتمتع بها الآخر، حيث يرى فريق ليو أنه صاحب موهبة فذة لا يحظى بمثلها كريستيانو، في حين يرد عشاق الأخير بأنه لاعب قيادي وأكثر حسما.
هدف صلاح ضد مانشستر سيتي، وقبله عشرات الأهداف المذهلة، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن النجم المصري بإمكانه الجمع بين الميزتين معا، كما أنه تحسن كثيرا خاصة فيما يتعلق بإنهاء الهجمات مقارنة ببداية مسيرته.
في الوقت الحالي بات محمد صلاح قادرا على المراوغة مثل ميسي، كما أنه لاعب حاسم لا يقل خطورة عن رونالدو، وهو أمر يندر وجوده في لاعب واحد حاليا.
بالإضافة إلى ذلك فإن محمد صلاح يتخطى حدود دوره كجناح هجومي، ويقدم مساهمة دفاعية تجعله قريبا من أن يكون لاعبا مثاليا.
الأرقام لا تكذب دائما تكون الأرقام والإحصائيات هي المقياس الأكثر موضوعية وحيادا لتقييم اللاعبين، وأرقام محمد صلاح في الموسم الحالي، كما في سابقيه، تثبت مكانته كلاعب خرافي.
وسجل صلاح 9 أهداف مع ليفربول هذا الموسم في مختلف المسابقات، فيما قدم 3 تمريرات حاسمة، وهو أحد النجوم القلائل الذين ساهموا في أهداف (12) أكثر من عدد مبارياته (9).
وحسب تقييم موقع “Whoscored” المختص في الإحصائيات، فإن صلاح يحتل المركز الثالث بين أفضل لاعبي العالم حاليا، بتقييم 8.07، خلف كل من هالاند (8.51)، وبنزيما (8.37).