إنتخابات نقابة الصحفيين ،، حراك إنتخابي فاتر ،،، وزيارات ميدانية وكأنها لـ رفع العتب….
صور وكلاشيهات للفيسبوك،، والبرامج الإنتخابية في غياهب الجب,,,
خليل النظامي
منذ أن منحت حكومة الدكتور بشر الخصاونة الضوء الأخضر لنقابة الصحفيين بالشروع والبدء بالتحضير لإجراء الإنتخابات ونحن نراقب عن كثب تحركات المترشحين لكرسي رئاسة مجلس نقابة الصحفيين، التحركات التي كان معظمها عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال مقالات وإدراجات يقوم المرشحين بطرحها، وبعض الزيارات والاجتماعات التي لو أردنا تصنيفها لما خرجت من دائرة المجاملات.
ومن المعروف أن نقابة الصحفيين في دول العالم تعتبر من أبرز المكونات الرئيسية الهامة في بناء الدولة والمجتمع، وحراكها الإنتخابي يكون عبارة عن ساحة قتال فكرية وعلمية ومهنية لا نظير لها، ولكن الحراك الإنتخابي الذي نراه ونتتبع تحركاته في الأردن راكد لا روح فيه، وكأن إنتخابات نقابة الصحفيين محسومة قبل أن تبدأ وما يحدث الآن مجرد تحركات هنا وهناك لـ رفع العتب وإظهار صورة أن هناك حراك إنتخابي في الوسط الصحفي.
تم هذه المرة التوافق على نظام الكتل الإنتخابية، وقلنا كونها المرة الأولى لربما تكون الدواء الذي سيعالج الورم الذي أصاب كبد المنظومة الصحفية والاعلامية، ولكن ما أن إبتسم كل مترشح مع احترامي لهم جميعا لـ عدسة الكاميرا وأخذ صورة وضعها في قائمة كتلة المترشحين التي ينتمي إليها، حتى أصابه سبات عميق مكتفيا بصورته المزينة ببرنامج الفوتو شوب ينشرها هنا وهناك عبر منصات التواصل الاجتماعي مع جملة اعلانية.
هذا الحراك الإنتخابي الضعيف دعاني لـ الخروج والكتابة والتعليق بشكل ربما يكون قاسي قليلا على البعض، والتساؤل عن برامجهم الإنتخابية التي من خلالها تنبع التنافسية الحقيقية والتي تعتبر نبراس لمشروع اعلامي ديمقراطي حقيقي جديد، لا مشروع اعلامي مفصل تفصيل على مقاس مكون من المكونات الاخرى في الدولة، فهل استكفى المترشحين بصورة تنشر على صفحاتهم ومؤازريهم عبر منصات التواصل الاجتماعي,,؟
البرنامج الإنتخابي لا ينحصر في القضايا والمسائل الفنية والادارية والمالية لأعضاء نقابة الصحفيين من الهيئة العامة فقط، هناك قضايا ومسائل عالقة منذ سنوات طويلة لم يعالجها المجلس السابق ولا الأسبق، قضية خريجين تخصص الصحافة والاعلام المتعطلين عن عمل ومشروعية إنتسابهم لنقابة الصحفيين، ومنهجية التدريب والتأهيل لخريجي الصحافة والاعلام في المؤسسات الاعلامية، وعشوائية وفوضوية مخرجات وسائل الاعلام من الناحية المهنية والقانونية والاخلاقية، ومسألة التمدد والتوسع أفقيا وطوليا في منح التراخيص لكل من رغب بإنشاء وسيلة اعلام دون معايير ورقابة، ومسألة المناهج التي عف عليها الزمان وتدرس في كليات الصحافة والاعلام في الجامعات الاردنية والنقابة لا تحرك ساكنا إزاء هذا، ومسألة دخلاء المهنة وما أحدثوا عليها وعلى شكلها ومضمونها أمام الرأي العام باقي المكونات، ومسألة تعيينات الواسطة والمحسوبية في وسائل الاعلام الحكومية والخاصة تحت تصنيفات خاصة بمهنة الصحافة دون أدنى رقابة من النقابة على هذه التعينات التي شوهت مخجرات وسائل الاعلام، ومسألة قانون حق الصحول على المعلومة، ومسألة القوانين والجهات التي تحاكم وتقاضي وتحقق مع الصحفي، والكثير من القضايا التي لم تعالج لغاية هذه اللحظة فأين هذه القضايا من برامجكم الإنتخابية ..؟
لا أعلم ما سبب هذا الفتور في مشهد الحراك الإنتخابي لـ نقابة الصحفيين، والذي يجب أن يزلزل كافة المكونات الأخرى من شدته، نظرا للثقل والوزن المعروف سياسيا وإجتماعيا لـ نقابة الصحفيين في كافة دول العالم، ولا أعلم لماذا لا يهتم المترشحين بالقضايا الخارجة عن إطار المسائل الفنية والادارية الخاصة بأعضاء الهيئة العامة وكأن النقابة ستبقى حصرية على بعض الشخوص لـ مدى الحياة..؟