مع القائد محمود العارضة بطل نفق الحرية
حمادة فراعنة
هل أتخلى عن موقعي اليوم، بعد استئذان رئيس التحرير، الذي وافق ورحب بالفكرة؟؟ هل أتخلى عن مساحتي لصالح ما نقله المحامي رسلان محاجنة عن الفدائي الأسير، صاحب المبادرة، مبادرة الخروج عُنوة من الاعتقال القسري المفروض على أحد عناوين الشعب الفلسطيني، ممثل قطاع الأسرى، الذين يصنعون مع الشهداء والجرحى، ومع الولّادة لإنجاب الاستمرار الكفاحي من أجل مستقبل فلسطين.
لم أتخلَّ عن موقعي، إلا لأننا كأردنيين، أبناء الريف والبادية والمدن والمخيمات، لا نستطيع ولا خيار لنا سوى أن نكون في الموقع المتقدم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، واستعادة حقوقه وممتلكاته في وطنه الذي لا وطن له غيره.
أترك الموقع لما نقله المحامي عن المناضل محمود العارضة لكشف الحقائق والتوضيح بقوله:
«قابلت قائداً حقيقيا واعيا مثقفاً، موسوعة مطلعة، معنوياته عالية، فخور بنفسه وبما فعل وواثق وقوي مدرك لأبعاد ما يجري ولأساليب الاحتلال في التحقيق لإحباطه نفسياً».
أما تفاصيل عملية النفق بدءاً من الفكرة وصولاً إلى التنفيذ يرويها صاحب القرار محمود العارضة لمحامي هيئة الأسرى:
«أبلغت المحققين أنني الوحيد المسؤول عن عملية النفق، لم يساعدني أحد من زملائي الأسرى كما يدعي الاحتلال، أنا فقط من خطط ونفذ».
«عملية الحفر بدأت في شهر 12 من عام 2020 وانتهت في شهر الهروب أيلول 2021 حيث استغرقت قرابة 10 أشهر، كان الأسير زكريا الزبيدي شريكاً لنا في الشهر الأخير من التجهيز للهروب عبر النفق»، مشيرا الى أنه حقق نجاحا يفتخر به من خلال ردة الفعل الشعبية تجاه عملية نفق الحرية التي حركت قضية الأسرى.
أما عن التحقيق فروى العارضة: «خلال التحقيق لم أتعرض للتعذيب، التحقيق يومي ويستمر لثماني ساعات وأنام عند التاسعة ليلا بعد انتهاء آخر جولة تحقيق».
«ارتفعت معنوياتي للسماء حين سمعت صوت المتظاهرين في الناصرة لدى وصولنا للمحكمة يهتفون لنا» بهذه الكلمات عبر الأسير العارضة عن الوقفة الداعمة لهم أمام المحكمة من قبل أهل الناصرة.
كيف تواصلوا بالعالم بعد الخروج
يقول الأسير العارضة «كنا نتابع الاخبار من خلال راديو أخرجناه معنا من النفق وحاولنا دخول الضفة الفلسطينية وتفاجأنا بالحشود التي نشرتها قوات الاحتلال في محيطها»، مما تعذر عليهم الوصول إلى أي من مناطق الضفة الفلسطينية.
وعن تجنب الأذى لأي فلسطيني في مناطق 48، يقول الأسير محمود العارضة كما يروي محاميه:
«كنا مترددين بدخول الناصرة وكل البلدات والمدن العربية حتى لا يتورط أي شخص من ابناء شعبنا مع الاحتلال، وقضينا وقت طويل في أودية القرى وأطرافها لكننا كنا قريبين من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة حين تم اعتقالنا من حي الفاخورة».
وعن حقيقة الاعتقال يوضح العارضة عن كيفية الاعتقال:
«تجنبنا دخول منطقتي اكسال والناصرة كثيرا ولكن حين أصبحنا في حي الفاخورة تعرف علينا عناصر شرطة الاحتلال بالصدفة لدى مرورهم بسيارة من جوارنا» ونفى العارضة شائعة التبليغ عنهم قائلا: «ليس صحيحا أننا طلبنا الطعام من أحد وقام بالتبليغ عنا، اعتقالنا تم بالصدفة البحته».
وعندما سأل المحامي المناضل العارضة عن مظهرهم المرتب لحظة الاعتقال كما ظهروا في فيديو الاعتقال قال الأسير محمود العارضة: «أخرجنا من السجن مستلزمات ضرورية وملابس عبر النفق أما ذقوننا فحلقناها قبل الاعتقال بحوالي ساعتين».
القائد المناضل محمود العارضة وجه رسالة لوالدته طمأنها عن صحته «أنا بصحة جيدة ومعنوياتي عالية» و لشقيقته في غزة» أخذت معي من السجن هدية من ابنك محمود وجرابات استخدمتها خلال الهروب».
كما وجه تحيه لرفاقه المحررين وفرح كثيراً بسلامتهم التي بلغه عنها المحامي ولأبناء شعبه الفلسطيني ولهيئة الأسرى وما تبذله من جهود حول قضية الأسرى.