أقلام حرة

في استدراك المتغير

د.حازم قشوع

فى الذكرى العشرين لاحداث الحادى عشر من سبتمبر ظهر علينا الظواهرى بعد غياب طويل وتحدث عن تغيير باستراتيجية عمل القاعدة عما كان عليه الامر باستهداف للولايات المتحدة والمنظومة الاممية الى ما سيصبح عليه الامر من اشتباك مع العقدة المركزية الامنية بشكل مباشر واستهداف للمنظومة الامنية العربية بطريقة متضادة عبر معركة استنزاف طويلة مع المنطقة وانظمتها ستكون تحت عنوان (القدس لن تهود ابدا).
وهذا ما يعد متغيرا يستوجب استدراكه لا سيما بعدما تمكنت حركة طالبان من السيطرة على افغانستان وتنامي مد حركة خرسان فيما اخذت داعش تتحرك بالعمق السوري وبدات تعيد تمركز وجودها ما بين ادلب والرقة وهذا ما قد يشير الى اعادة تنظيم واقع الحركات الاصولية فى الاجنحة العسكرية ومناهج العمل عندها الى حين استكمال بناء مركز الانطلاق الذى لم يتضح مكانة او مقرة الرئيس بعد وهذا ما يعد متغيرا مهما يجب ان يخذ بمحمل من جد بعد ما تم تحديد شبة الجزيرة العربية بطريقة مباشرة لتكون نقطة استهداف لداعش واعوانها فان امن الجزيرة العربية هو خط احمر لا يجوز تجاوزه كونه يشكل العمق الاستراتيجي العربي كما دأب جلالة الملك على القول.
لكن هذا المتغير من المفترض ان يواجه بمتغير حتى تتشكل حالة التضاد القادرة على فرض منظومة معايير الضوابط النسبية والا فان المنطقة ستتعرض الى رياح متغيرة افقية من الصعب مواجهتها فى ظل الحاله الانية التى تقف عليها المنطقة وانظمتها دون اطار ناظم يوضح التوجه ويؤطر عناوين المشهد العام وحتى يتسنى ترسيمه ووضع محدداته فان على الحكومة الاسرائيلية تحقيق عناصر الاستجابة وتغيير سياساتها لا سيما وهى الحكومة التى تحرص الولايات المتحدة على وجودها فى بيت القرار الاسرائيلي بتركيبتها المقبولة بزعامة نفتالى بينت على ان يتم مخاطبتها بمنطق جملة المتغيرات الموضوعية الواقعة والتى باتت بحاجة لاستدراك.
فان عقلية القلعة لن تحمي اسرائيل ولا القوة الاستراتيجية التى تمتلكها ستحقق لها عنصر المنعة وان مسالة قبول وجودها فى المنطقة لحماية امنها بات يتطلب منها وقف جميع اشكل الاستفزاز لا سيما المتعلقة منها بقضية الاسرى ذات البعد الانساني على ان يتم ذلك بشكل فورى فلا يعقل ان تبقى اسرائيل تعاقب من اراد الحرية وتقدم ذاتها بانها تضحية تاريخية للاضطهاد العنصرى فان مسالة الاسرى مسالة يجب علاجها عبر عودتهم فلقد زالت اسباب حكمهم ضمن المتغيرات الناشئة فان هنالك مصلحة سياسية للحكومة الاسرائيلية بعلاج اوضاع الاسرى ذلك لان موضوع الاسرى خرج على السطح من اجل الحلحلة ولم يخرج على السطح من اجل اعادة الجملة الخبرية الى حالة مبتدا فان هنالك رسالة ضمنية يجب توخيها عند تحليل واستخلاص النتائج فان حدث حادث تصعيدي للاسرى فان الوضع الفلسطيني سيصعب تهدئته وهذا ما سيحرج الجميع بما فى ذلك الرئيس بايدن.
وكما ان العمل للبدء بتتفيذ اجراءات ميدانية تطال الحالة المعيشية الفلسطينية وتقوم بوضع جدول زمنى للانسحاب من اراضي ج عبر صيغ امنية من شانه ان يجعل اسرائيل تدخل طور المصالحة مع المنطقة وانظتها السياسية وهو العامل المستهدف الذى سيمكنها من تحقيق عوامل المنعة للمنطقة ومجتمعاتها ومناخات من الحصانة والتحصين جراء متغير ناشىء لا يستبعد عليه التحالف مع مراكز اقليمية اخرى بعد ما بدات بعض القوى الاقليمية تقيم تحالفات مع الاطراف المناوئة للولايات المتحدة وهذا ما يجب ياخذ من واقع تقدير متغير.
واما المتغير الاخر فهو متغير متعلق بدرجة ربط المحتوى بمركز التوجية اذ لم يعد بمقدور الاعلام المركزي لانظمة المنطقة من تغيير منظور الرؤية لانسان هذه المنطقة فى ظل وجود شبكات للتواصل الاجتماعي التى باتت وحدها قادرة على صناعة المحتوى فما يتخذ من قرار على المستوى السياسي بحاجةالى حاضنة شعبية تجعل من مقرراته مقبولة وهذا ما يتطلب من اسرائيل المصالحة مع واقع المنطقة وليس مع اهواء صناديق الاقتراع فى اسرائيل وحدها هذا اذا ارادت حماية لذاتية وجودها بشكل استراتيجي وليس وفق تقديرات انية وهى مضمون الجملة الخبرية التى سمعها نفتالى بينت من الرئيس السيسي وهو ما كان بينه جلالة الملك للقيادة الامريكية فى واشنطن بضرورة العمل لاستدراك المتغير.

زر الذهاب إلى الأعلى