إجراءات إسرائيلية مشددة بالقدس تُقيد حركة المقدسيين
الشاهين الاخباري
شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بفرض إجراءات أمنية مشددة في مدينة القدس المحتلة، وتضييق خناقها على المقدسيين، وتقييد حركتهم، استعدادًا للاحتفال بعيد “الغفران” العبري الذي يبدأ يوم الأربعاء المقبل، ويستمر ليومين.ووضعت قوات الاحتلال المكعبات الإسمنتية عند مفارق الطرقات والشوارع في مدينة القدس والبلدة القديمة، ونصب الحواجز العسكرية على مداخلها، وسط استعدادات لما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال العيد العبري.
وخلال العيد تتحول المدينة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية جراء الانتشار المكثف لعناصر شرطة الاحتلال والقوات الخاصة و”حرس الحدود”، في المقابل فرض تسهيلات على حركة المستوطنين واستباحتهم للمسجد الأقصى.
وقال المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي إن اعتداءات الاحتلال وإجراءاته تزداد شراسة بحق المقدسيين خلال الأعياد اليهودية، بحيث يتخللها إغلاقات لبعض الطرق والشوارع في القدس، ومنع المقدسيين من التحرك بحرية في مقابل السماح للمستوطنين بالتنقل والتحرك في شوارع المدينة وأزقتها دون أي قيود.
وأضاف الهدمي لوكالة “صفا” أن شرطة الاحتلال بدأت بوضع المكعبات الإسمنتية على مداخل الشوارع في المدينة، مثل “تل بيوت، بار ليف”، والشارع السريع الذي يصل ما بين البلدة القديمة وشعفاط وبيت حنينا، بحيث يتم إغلاقها أمام حركة مرور المقدسيين، ما يضطرون إلى اجتياز مسافات أبعد لأجل تلبية احتياجاتهم.
وأوضح أن الأحياء المقدسية تتحول خلال عيد “الغفران” إلى كارثة وأشبه بسجون كبيرة، مبينًا أن الاحتلال يستغل أعياده لتهويد القدس، ولتكريس سيطرته عليها وجعلها مدينة يهودية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تحرص على أن يؤثر العيد على حياة المقدسيين بشكل كامل، ومنعهم من فتح محالهم التجارية في البلدة القديمة، وذلك من باب التعدي والسيطرة على حياتهم.وبين أن الحركة التجارية في المدينة تكون بطيئة جدًا، ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المقدسي، ويزيد الضغط على السكان.
وأكد الهدمي أن سلطات الاحتلال تتنكر لحقوق المقدسيين وتعمل للسيطرة على حياتهم وفرض الأجندة اليهودية خلال أعيادها على المدينة المقدسة.وخلال الأعياد اليهودية، تكثف قوات الاحتلال من استهدافها للمقدسيين وموظفي الأوقاف الإسلامية من خلال حملات الاعتقال والإبعاد عن باحات الأقصى لفترات متفاوتة، بهدف إتاحة المجال للمستوطنين لتدنيسه وتحقيق أطماعهم الاستيطانية فيه.
وفي إطار استعدادها لـ”عيد الغفران” الذي يعتبره اليهود “أقدس أيام السنة العبرية”، أعلنت جماعة “أدلاء جبل الهيكل” المتطرفة عن تنظيم محاضرة للحاخام المتطرف فنحاس ابراموفتش داخل المسجد الأقصى.وسيتم خلال الاقتحام عرض أحكام يوم “الغفران” وتدريب المشاركين على أداء طقوسه، في محاولة لحث اليهود على الاقتحام وأداء الطقوس داخل المسجد الأقصى في “عيد العفران”.
وبالأمس، نظم المستوطنون احتفالات في منطقة القصور الأموية قرب السور الجنوبي للمسجد الأقصى وتم رفع عشرات الأعلام لعدة دول في المكان.
وخلال ما يسمى “رأس السنة العبرية” الذي استمر ليومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، اقتحم المسجد الأقصى 572 مستوطنًا بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.