قادة الانقلاب في غينيا يعلنون فرض حظر تجول في جميع أنحاء البلاد
الشاهين الاخباري
أعلن ضباط القوات الخاصة الذين استولوا على السلطة في غينيا، الأحد، واعتقلوا الرئيس ألفا كوندي فرض حظر تجول في كل أنحاء البلاد “حتى إشعار آخر” واستبدال حكام المناطق بعسكريين.
وقال الضباط أيضا في بيان ثانٍ بثه التلفزيون الوطني إنه سيتم عقد اجتماع لوزراء حكومة كوندي ومسؤولين آخرين كبار عند الساعة 11:00 صباحا بتوقيت غرينتش من يوم الاثنين في العاصمة كوناكري.
وأضافت مجموعة الضباط أنّ “أيّ رفض للحضور، سيُعد تمردا” على المجلس الذي شكله الانقلابيون لحكم البلاد.
وأشارت المجموعة إلى أن “حظر التجول يبدأ اعتبارا من الساعة 20:00 على كامل أنحاء التراب الوطني وحتى إشعار آخر”، لكنهم دعوا الموظفين للحضور إلى العمل يوم الاثنين.
وحضّ الضباط “جميع الوحدات (العسكرية) في الداخل على التزام الهدوء وتجنب التحركات نحو كوناكري”.
كما قالوا إنهم يريدون “طمأنة المجتمع الوطني والدولي بأن السلامة الجسدية والمعنوية للرئيس السابق ليست بخطر. اتخذنا كل التدابير لضمان حصوله على رعاية صحية”.
تنديد دولي
وأدانت الولايات المتحدة الأحداث التي وقعت في العاصمة الغينية كوناكري، وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن العنف وأي إجراءات خارجة عن الدستور لن تؤدي إلا إلى تراجع فرص غينيا في السلام والاستقرار والازدهار.
وجاء في البيان أن “الولايات المتحدة تدين أحداث اليوم (الأحد) في كوناكري”.
ونددت باريس مساء الأحد بـ”محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة” في غينيا، داعية إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس (ألفا) كوندي”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية.
وجاء في البيان أن باريس “تنضم إلى دعوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لإدانة محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة” الأحد و”للمطالبة بالعودة إلى النظام الدستوري”.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” في تغريدة الأحد بـ”أي استيلاء على السلطة بقوة السلاح” في غينيا. ودعا غوتيريش إلى “الإفراج الفوري عن الرئيس ألفا كوندي”، موضحا أنه يراقب “من كثب” الوضع في هذا البلد.
وقال قائد القوات الخاصة اللفتانت كولونيل مامادي دومبويا وهو إلى جانب الانقلابيين الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية ويحملون السلاح، في فيديو وجه إلى مراسل فرانس برس “لقد قررنا بعد القبض على الرئيس الذي بات حاليا في أيدينا، حل الدستور الساري وحل المؤسسات وقررنا أيضا حل الحكومة وإغلاق الحدود البرية والجوية”.
وبعد أن ندد بـ “سوء الإدارة”، وعد ببدء “مشاورات وطنية لبدء انتقال جامع وهادىء” وذلك في نداء عبر التلفزيون الوطني الذي قطع برامجه الاعتيادية.
وبثّ الانقلابيون فيديو للرئيس كوندي مقبوضا عليه فيما رفض الفا كوندي وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصا، الإجابة حين سئل إن كان قد تعرّض لسوء معاملة.
وقال اللفتانت كولونيل دومبويا الذي لم يكن معروفا كثيرا حتى الآن لتلفزيون فرانس-24 “نحن نسيطر على كل كوناكري ونحن مع كل قوات الدفاع والأمن لكي ننهي أخيرا الشر الغيني”.
“الكثير من القتلى بدون جدوى”
وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ الحرس الرئاسي “صد المتمردين” حين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي. لكن السلطات التي كانت قائمة حتى ذلك الحين، لزمت منذ ذلك الحين الصمت.
نزل مئات من سكان كوناكري لا سيما في الضواحي المعروفة بأنها مؤيدة للمعارضة، إلى الشوارع للترحيب بالعسكريين من القوات الخاصة كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وقال أحدهم رافضا الكشف عن اسمه “نحن فخورون بقواتنا الخاصة، عار على الشرطة وعار على ميليشيا الرئيس السابق ألفا كوندي، الموت لجلادي وقتلة شبابنا”.
وقال ماديو سو وهو سائق “لم أكن أتخيل أن ألفا كوندي سيترك السلطة في حياتي، لقد أساء إلي كثيرا” مضيفا “قتل خلال التظاهرات شقيقتي ماريانا، وابني أخي بيسيريو وابن عمي الفاديو ولم يحظ أي منهم بتعاطف السلطة”.
وكان يشير إلى القمع الدموي لتظاهرات المعارضة والتعبئة ضد اعتماد دستور جديد في استفتاء عام 2020 والذي استخدمه كوندي للترشح والفوز بولاية ثالثة.
وأكد زعيم الانقلابيين “سنعيد صوغ دستور جديد معا، هذه المرة، كل غينيا”، معربا عن أسفه “لسقوط كثير من القتلى بدون جدوى، كثير من الجرحى وكثير من الدموع”.
ولم يشأ أبرز قادة المعارضة التحدث في اتصال مع وكالة فرانس برس.
لكن الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، وهي تحالف حركات سياسية وأخرى من المجتمع المدني، نظمت الاحتجاج ضد ولاية ثالثة لكوندي قالت إنها أخذت علما “باعتقال الديكتاتور” وبتصريحات العسكريين حول الدستور.
جنود متحمسون
سمع صباحا إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط عاصمة غينيا كوناكري، في منطقة كالوم، حيث مقر الرئاسة والمؤسسات والأعمال في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والتي تشهد أزمة اقتصادية وسياسية منذ أشهر.
وقالت إحدى قاطنات حي تومبو القريب من وسط العاصمة لوكالة فرانس برس “لقد رأيت رتلا من الآليات العسكرية على متنها جنود متحمسون يطلقون النار في الهواء ويرددون هتافات عسكرية”.
منذ أشهر، تشهد هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا وتعد بين الأفقر في العالم رغم مواردها المنجمية والمائية الكبرى، أزمة سياسية واقتصادية عميقة تفاقمت من جراء كورونا.
وتسبب ترشح كوندي لولاية ثالثة عام 2020 بتوتر استمر لأشهر وخلف عشرات القتلى في بلد معتاد على المواجهات السياسية الدامية. واعتقل عشرات المعارضين قبل وبعد الانتخابات.
بدأ كوندي (83 عاما) ولايته الثالثة في كانون الأول/ ديسمبر 2020 رغم طعون من منافسه الرئيسي سيلو دالين ديالو وثلاثة مرشحين آخرين نددوا “بحشو صناديق” وتجاوزات من كل الأنواع.
أصبح كوندي وهو معارض سابق تاريخيا، عام 2010 أول رئيس ينتخب ديمقراطيا في غينيا بعد عقود من أنظمة سلطوية.
ويندد مدافعون عن حقوق الإنسان بنزعة سلطوية سجلت خلال رئاسته على مر السنوات والتي أدت إلى التشكيك في المكتسبات التي تحققت في بداية عهده.
وكان كوندي يفاخر بانه دفع بحقوق الإنسان قدما وبالنهوض بالبلاد.
أ ف ب