“الطويل” يُقاتل بأمعائه لتحرير ابنته-فيديو
الشاهين الاخباري
لا يكاد يخرج القيادي في حركة “حماس” جمال الطويل من سجون الاحتلال إلا ويدخلها مجددًا، لكن اعتقاله الأخير فرض عليه أن يدخل معركة من أجل إنقاذ حياة ابنته “بشرى”.
ويعتبر الشيخ الطويل (59 عاما) أحد أبرز قيادات حماس بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وشرع القيادي بحماس بإضراب مفتوح عن الطعام منذ (14 يومًا)، رفضا لاستمرار الاحتلال باعتقاله ابنته بشرى (27 عاما) منذ ثمانية أشهر.
وأمضى الطويل (17 عامًا) في سجون الاحتلال في أكثر من عشر اعتقالات، معظمها في الحبس الإداري، ويقبع الآن مضربًا عن الطعام في عزل سجن “الشارون”.
وتقول منتهى الطويل زوجة القيادي إنه “شرع بإضراب مفتوح عن الطعام بعد اعتقاله بيومين، وصدر بحقه قرار إداري لمدة ستة شهور، جرى تثبيتها أمس”.
وتشير زوجته إلى أن قاضي المحكمة أبلغهم أنه مستمر في إضرابه عن الطعام لكسر اعتقال ابنته، وسيضم ملف اعتقاله الإداري لملف ابنته، وسيصعد في الإضراب لفرض شروطه في الحل.
وتضيف الطويل أن زوجها حضر جلسة المحكمة عن بعد من خلال كاميرا، “وأخبر محاميه بأنه يتمتع بمعنويات عالية، وأنه مستمر في إضرابه حتى تحرير ابنته”.
وتلفت أن زوجها رفض وهو خارج السجن إضراب ابنته عن الطعام، بعد اقتراح منها بالشروع بالإضراب في حال جرى تمديدها لمرة ثالثة، “ولكن عندما اعتقل قرر أن يكسر اعتقالها بجوعه وبأمعائه”.
لن أنكسر
هذه المعركة مختلفة عن السابق، فقد تعودت عائلة القيادي الطويل على الاعتقالات بظروفها وزيارات السجون وقرارات التمديد ووقفات التضامن، لكن اليوم ترقب معركة الإضراب عن الطعام.
وتقول الطويل “تعودنا على كل ما يتعلق بأمور الاعتقال، بما فيها اعتقال ابنتي الذي تجاوز الأربعين شهرا في خمسة اعتقالات متفرقة، ولكن قضية الإضراب عن الطعام شيء مختلف، كونه إضرابا فرديا”.
وتوضح أنها تتابع أخبار الإضراب لحظة بلحظة، رغم عدم تجاوب الاحتلال حتى الآن، وتصر على المشاركة في أي فعالية أو نشاط يخص المضربين وتبقى في طليعة من يحملون همهم.
وتتابع في حديثها لوكالة “صفا” ” أنا بزعل وبتألم عشان زوجي وعشان بنتي لكن مشوارنا عارفينه من زمان، واليوم كل الاعتقالات مناكفة، أنا ما بقدر أبكي قدام الناس وأظهر حزني، حتى ما بسمح لنفسي أبكي قدام أبنائي، بعتبر حالي نموذج وقدوة، ما بسمح لنفسي أنكسر أو أنهز”.
وتؤكد الطويل أنها مستمرة في دعم مسيرة زوجها وابنتها حتى الإفراج، “رغم ما ستحمله الأيام القادمة من آلام ومشقة”.
خطوة مهمة
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث في شؤون الأسرى محمد القيق ملف الإضراب في المرحلة الحالية حساسا ومهما ووضعه في قمة الأولوية، لأن ملف الأسرى الآن مطروح على الطاولة.
وأشار القيق إلى أن ملف الاعتقال الإداري هو وسيلة الاحتلال التي استخدمت عقب معركة سيف القدس، “حيث شن الاحتلال حملة انتقامية ازدادت فيها قرارات الاعتقال الإداري ووصلت للقدس والداخل المحتل”.
ويرى القيق أن إضراب الطويل عن ابنته تعد فكرة جديدة في إضرابات السجون، وهي خطوة مهمة كي يرسل رسالة ليست بالبسيطة للاحتلال لأن له رمزية، فهو من الذين أمضوا قرابة العقدين في السجون ويكافح لأجل غيره، ما يفتح الباب أمام إضراب جماعي للمعتقلين قسرًا في الإداري الذي لا بد أن يحدث، وقد يحدث تصعيدًا في السجون يرافقه تصعيد في الشارع.
ويعتبر الكاتب أن فكرة الإضراب الفردي الآن أصبحت تحقق نجاحًا باهرًا بعد أن شهدت معارضة كبيرة في السنوات الماضية، سيما وأنها شكلت حالة انتصار وإنعاش لملف الأسرى
وأكد أن إضراب القيادي الطويل عن ابنته يفتح الباب مجددًا وبقوة لإضرابات جماعية من شأنها تحريك ملف الأسرى ولفت الأنظار لقضيتهم بالتزامن مع المباحثات حول صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.
واعتقلت سلطات الاحتلال 3100 فلسطينيًا عقب الأحداث الأخيرة، فيما وصل عدد المعتقلين الإداريين نحو 520 معتقلًا، وفق مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى.
صفا