قراءة لتحرك الأردن بقيادة الملك للدفاع عن فلسطين
الشاهين الاخباري
يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تحركاته الدبلوماسية على مختلف الأصعدة والمحافل، للتأكيد على حماية الشعب الفلسطيني والمحافظة على التهدئة في قطاع غزة بعد التصعيد الأخير.
هذه التحركات تنشط حالياً بين الأردن وفلسطين ومصر، عبر غرفة عمليات مشتركة من أجل تواصل التنسيق السياسي للدفاع عن القضية الفلسطينية في مقدمتها وقف الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك ومنع تهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتثبيت الهدنة في قطاع غزة، من أجل ضمان استمرارية وصول المساعدات الانسانية وإعادة الإعمار.
الملك
ولم يألوا جلالة الملك أي جهد للدفاع عن القضية الفلسطينية، وإبراز حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة، في كافة المحافل والمؤتمرات الدولية التي عقدت مؤخراً.
لقد بقي المسجد الأقصى في قلب ووجدان جلالة الملك كما كان في قلوب الهاشميين، فقد ظهرت عناية الهاشميين بالمقدسات الإسلامية عبر تاريخهم المشرف الطويل منذ مطلع القرن الماضي، وإلى يومنا هذا وما تزال قرة عين الهاشميين، إذ أنها تحظى باهتمام جلالة الملك رعاية ودعم، فكان الإعمار الهاشمي للمقدسات بما شمل ترميم المدينة والمقدسات وإعادة بناء منبر صلاح الدين، وكذلك صيانة قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وتعزيز صمود الفلسطينين، بما يضمن المحافظة على هوية المدينة المقدسة عربية إسلامية.
كما وجه جلالته الشهر الماضي، بترميم ومعالجة كافة الأضرار التي لحقت بالمسجد الأقصى نتيجة اعتداءات الاحتلال.
وأصدر جلالته توجيهات سامية للحكومة بتنفيذ حزمة إجراءات إضافية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في القدس الشريف وقطاع غزة ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم، في أعقاب الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم والعدوان على غزة.
وشملت التوجيهات تجهيز مركز في غزة لإجراء فحوصات الكشف عن كورونا، وإعطاء اللقاحات ضد الفيروس، بعد تدمير المختبر المركزي الخاص بفحوصات كورونا في القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي وتوقفه عن العمل بشكل كامل.
وفي تصريحات له مؤخراً، قال جلالة الملك، إن الأردن يضع كل إمكانياته وعلاقاته الدبلوماسية في خدمة القضية الفلسطينية”، مضيفاً أنه لا بديل عن حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل.
التحركات الدبلوماسية
ومؤخراً، بحث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع نظراءه الأمريكي والمصري والفلسطيني، في العاصمة عمان، أهمية دفع عملية السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد التصعيد الأخير في قطاع غزة.
وواصل الصفدي، في جولاته الخارجية، تعزيز سبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس المحتلة.
وأكد الصفدي مراراً، أن ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح سيشكل جريمة حرب لا يمكن أن يسمح بها المجتمع الدولي وسيعيد تفجير الوضع، داعيا إلى معالجة الأسباب التي فجرت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وشدد على أن التصعيد الخطير الذي شهدته القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان على غزة يؤكد استحالة استمرار غياب آفاق زوال الاحتلال، وأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع الذي لن تنعم المنطقة بالسلام العادل من دون حلها على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو للعام 1967.
ويؤكد خبراء أن الأردن يشكل شريان حياة للشعب الفلسطيني، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك والقدس في أعماق وجداننا، وهو يرفض كل الخطوات الاحادية الجانب التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أخلت ببوصلة السلم والأمن الدولي ومقاييس العدالة.
وشددوا على أن مواقف جلالته الحازمة والجريئة من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس عطلت الكثير من المخططات الاسرائيلية في التغول على حق الشعب الفلسطيني، واعاد البوصلة العالمية لقضية الشعب الفلسطيني عبر الزخم الذي حققه في العديد من لقاءاته مع زعماء وقادة العالم وفي المحافل المحلية والإقليمية والدولية، حاملا معه القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
العناني: لا أحد يستطيع منافسة الأردن على دوره في الضفة الغربية والقدس
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق الدكتور جواد العناني قال إن جلالة الملك يقود حملة للدفاع عن فلسطين كون الأردن المعني الأول بها وخاصة في الجانب المتعلق بالضفة الغربية والقدس.
وشدد في حديث لـ”هلا أخبار” الخميس، أن “لا أحد يستطيع منافسة الأردن على دوره في الضفة الغربية والقدس”، مستشهدا بنصوص معاهدة وادي عربه.
وأشار إلى أن للأردن مصالح استراتيجية عليا للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يعطي الشعب حق إقامة دولة وعاصمتها القدس الشرقية واسترجاع الأراضي التي سلبت منه.
وتابع ” اتفاقية السلام نصت على حل قضية اللاجئين والحدود مع الضفة الغربية والتي للشعب الفلسطيني الحق بأن تكون طرفا فيها والأمن الحدودي والمياه المشتركة والموارد الطبيعية والتي للفلسطينيين حصة فيها، فضلا عن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس”.
وأرجع أسباب التعلق الأردني بالضفة الغربية والقدس للعلاقة التاريخية والوصاية الهاشمية في القدس والتحام الشعبين الأردني والفلسطيني مع بعضهما على قلب واحد وروح واحدة والذي أثبتته الأحداث الأخيرة.
وبين أن الالتحام الشعبي انعكاس لموقف القيادة الأردنية والدور المتقدم الشعبي في الانسجام مع نفسه وتاريخه وعلاقاته بإخوته الفلسطينيين، وتأييد القيادة ودعمها ومؤازتها بقوة.
وأكد أن لغزّة مكانة مرموقة في نفوس الأردنيين قيادة وشعبا، فمن ناحية القيادة فيها قبر جد الهاشميين والذي ينتسبون إليه، أما الشعب فيلتحم قلبا وقالبا مع شعب غزة.
ولفت إلى اهتمام الأردن بقطاع غزة من خلال إرسال قوافل مساعدات بشكل متواصل إلى القطاع، إضافة إلى المستشفيات الميدانية وعلاج المصابين في الأردن.
أبو البصل: الأردن ينوب عن المسلمين في حماية الأقصى
وقال وزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبدالناصر أبو البصل إن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة مبدأ أردني يمثل جزءًا من الثقافة والهوية والعقيدة.
وأكد في حديث لـ”هلا أخبار” الخميس، أنه لولا الوصاية الهاشمية على مقدسات بيت المقدس والتحركات الدبلوماسية بقيادة جلالة الملك لكان وضع المسجد الأقصى في موضع يندم عليه العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الأردن هو البلد الوحيد الذي يقوم بهذا الدور.
وأشار إلى أن الدعم الملكي المستمر للمسجد الأقصى بصيانته وإعادة ترميمه استكمال بديهي للمسيرة الهاشمية في المحافظة عليه، حيث قام “بأعمال عظيمة في الأوقات السابقة”.
وأوضح أن الأردن تاريخيا وثقافيا يعتبر حماية مقدسات القدس واجبا من الواجبات الملقاة عليه نيابة عن مليار و800 مليون مسلم حول العالم.
ولفت إلى أن الأردن يعتقد أن مقتضيات الواجب تجاه المقدسات أن لا يتخلى أحد عنها، لوعيه بأهميتها للعالم الإسلامي، ولذلك فهو يقود العالم في الدفاع عنها والمحافظة عليها.
قضماني: الأردن نجح بإعادة ملف حل الدولتين
واعتبر الكاتب الصحفي عصام قضماني أن القضية الفلسطينية قضية أردنية بامتياز بما أنها تهم كل أردني، موضحا أن المملكة أولت قضية حي الشيخ جراح، التي اشعلت فتيل النزاع في فلسطين، أهمية بالغة.
وأكد في حديث لـ”هلا أخبار” الخميس، على المواقف الثابتة للمملكة في تعاطيها مع مستجدات القضية الفلسطينية؛ إذ بقي على دعم حل الدولتين على خطوط الرابع من حزيران عام1967.
وشدد على أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قد نجح بالتعاون مع مجموعة من الدول الأوروبية بإعادة ملف حل الدولتين بعد أن كان على شفير الاختفاء بسبب صفقة القرن؛ وذلك بفضل التحركات الأردنية والدبلوماسية على الساحة الإقليمية والدولية.
وقال، إن القضية الفلسطينية تعتبر في مقدمة اجندة جلالة الملك في كافة المنابر الدولية خلال جولاته وخطاباته ومباحثاته في كافة دول العالم.
ووصف قضماني الأداء الدبلوماسي للمملكة خلال الأزمة الأخيرة بالجيد والصلب، لافتا إلى أن الأداء كان يتسم بالرفيع ويعكس أهمية القضية بالنسبة للأردن.
وأضاف أن أهم ما يميز الأداء الدبلوماسي خلال الآونة الأخيرة الوضوح وعدم وجود أي غموض خلال المباحثات مع الدول.
وأشار إلى أن الأردن على الدوام ينادي بالحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ إذ أنه يشدد دوما على أنه لا حل للقضية الفلسطينية ألا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية؛ وذلك وفق رؤية جلالة الملك.