تأثير الصراخ في وجه الطفل على صحته
الشاهين الاخباري
في بعض الأحيان، يضطر الآباء للصراخ في وجه الأطفال عند ارتكابهم الأخطاء، وقد يكون هذا انعكاس للضغوط النفسية والإجهاد العصبي لدى الأب أو الأم، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في ردود الأفعال. ولكن يجب على الآباء أن يتمتعوا بالهدوء عند التعامل مع الأطفال، ويتجنبوا أسلوب الصراخ في وجههم، فهذا ليس الحل الأمثل لعلاج المشكلات، بل يمكن أن يسبب أضرار صحية ونفسية على الطفل.
تأثير الصراخ في وجه الطفل على صحته
ما يلي أبرز الأضرار الصحية والنفسية التي يمكن أن تحدث للطفل عند الصراخ في وجهه.
تغير طريقة تطور الدماغ نتيجة الصراخ في وجه الطفل
إن الاحترام يؤدي إلى الثقة، والثقة تساعد على إطلاق العنان في الإبداع وزيادة القدرة العقلية، ولهذا فإن الصراخ بوجه الطفل قد يؤدي إلى تغيير طريقة نمو دماغ الطفل، إذ أنه يفكر طوال الوقت في ردود أفعال الآباء طوال الوقت وليس في تصرفاته، وبالتالي لن يتطور الدماغ بشكل طبيعي، وسوف يصاحب الطفل بمشاكل في قدراته العقلية، والتي تستمر حتى مع تقدم العمر، فيمكن أن يكون الطفل على دراية بالأفعال الصحيحة، ولكنه لا يقوم بها خوفاً من والديه، ويضطر لاخفاء مواهبة ومهاراته التي تميزه عن غيره لأنه لا يعرف هل ستنال إعجاب الأهل أم سوف تجعلهم يصرخون في وجهه.
إصابة الطفل بالاكتئاب نتيجة الصراخ في وجه الطفل
بالإضافة إلى شعور الأطفال بالأذى أو الخوف أو الحزن، فإن الصراخ في وجه الطفل يمكن أن يسبب مشاكل نفسية أكثر عمقاً، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب وخاصة مع تقدم عمره واقتراب مرحلة البلوغ، ويؤدي هذا إلى تغيرات سلوك الطفل ودخوله في حالة من العزلة والانطواء، ومحاولة للهروب من مواجهة الوالدين والأشخاص الآخرين طوال الوقت.
الآلام المزمنة في الجسم نتيجة الصراخ في وجه الطفل
هناك العديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تلحق بجسم الطفل عند تعرضه للصراخ الدائم من قبل الوالدين، مثل التهاب المفاصل والصداع الشديد، ومشاكل الظهر والرقبة، والآلام المزمنة الأخرى، كما أن شعور الطفل بالخوف يؤثر على نبضات القلب ويؤدي إلى صعوبة التنفس.
بناء شخصية غير سوية نتيجة الصراخ في وجه الطفل
مع الاعتياد على الصراخ في وجه الطفل، سوف تتكون شخصيته وفقاً لطريقة التعامل معه، حيث يمكن أن يقوم ببعض السلوكيات الخاطئة في محاولة للتمرد على ما يحدث معه، ويمكن أن يصاب بالرهاب الاجتماعي وعدم الثقة في النفس، وزيادة العدوانية، والتعامل بنفس الأسلوب مع الأشخاص خارج المنزل، كما أنه يمكن أن يصبح شخص كاذب، إذ يخاف أن يقول الحقيقة حتى لا يتعرض لعقاب شديد.
اضطرابات النوم نتيجة الصراخ في وجه الطفل
نتيجة شعور الطفل بالخوف طوال الوقت، فإنه يمكن أن يصاب بالقلق والتوتر الدائم، مما يصعب عليه الاستغراق في النوم ليلاً، ويصاب بالأرق وكذلك يمكن أن يواجه الكوابيس المزعجة أثناء النوم، وبالتالي يستيقظ عدة مرات نتيجة شعوره بالخوف، ولا يجد من يسانده أو يطمئنه لأنها يخاف دوماً من ردود الأفعال.
عدم إدراك الطفل للأخطاء نتيجة الصراخ في وجه الطفل
غالباً ما تكون نتيجة الصراخ عكس توقعات الأهل، فبمجرد رفع الصوت، سوف تصبح المعلومات مشوشة لديه، ولن يدرك ما يقوله الأب أو الأم، بقدر أنه يريد أن يتخلص من هذا الصراخ في أسرع وقت، وبالتالي لا يصبح للصراخ أي قيمة له، بل سوف يزداد الأمر سوءاً فيما بعد، ويقوم الطفل بتكرار الأخطاء بدلاً من التوقف عن القيام بها.
محاكاة الطفل على اتباع نفس السلوك نتيجة الصراخ في وجهه
في حالة اعتياد الطفل على أسلوب الصراخ من قبل الوالدين، فسوف يحاكي هذا الأسلوب مع الوقت، ليصبح الصراخ هو وسيلته للتعبير عن ذاته ومتطلباته، وحينها لن يتقبل الأب والأم هذا السلوك، مما يزيد الأمر سوءاً، ليبدأ كلاهما في البحث عن أساليب أخرى ربما تكون أكثر أذى لمعاقبة الطفل على الصراخ في وجههم.
حلول بديلة لتقويم سلوك الطفل عن الصراخ في وجهه
فيما يلي مجموعة من الحلول البديلة التي تساعد على تقويم سلوك الطفل دون الصراخ في وجهه.
- التعامل مع الطفل على أنه شخص واعي
عادة ما يتعامل الأب والأم مع الطفل على أنه صغير ولا يفهم، وهو ما يجعلهم يتبعون أسلوب الصراخ في وجهه ظناً منهم أنه لن يدرك ما يقال إليه إلا بهذه الطريقة، ولكن هذا أمر خاطئ، فيجب أن يتعامل الأب والأم مع الطفل على أنه شخص واعي ويفهم، ويتحدثون معه في مختلف الأمور بطريقة هادئة مع توضيح كافة التفاصيل، ويساعد هذا الأسلوب في زيادة ثقة الطفل في نفسه واحترامه لذاته، كما يسهل عليه فهم المعلومات والأخطاء التي يقوم بها ليتداركها فيما بعد.
- الإنتظار قليلاً قبل مواجهة الطفل
في حالة قيام الطفل بسلوك خاطئ يستدعي العقاب، فيجب الإنتظار قليلاً قبل التحدث معه لينخفض مستوى العصبية والتوتر، وبعد ذلك يمكن التحدث مع الطفل بهدوء دون الحاجة إلى الصراخ، حيث أن مواجهة الطفل فور قيامه بأمر خاطئ سوف يساعد على تفاقم المشكلة والتحدث معه بأسلوب حاد، أما عند الإنتظار لوقت قليل، فسوف تعطي نفسك وقتاً لاستعادة الهدوء والحكمة في مواجهة الموقف.
كما أن الإنتظار قليلاً سوف يساعد الطفل على مراجعة ما قام به والتفكير فيه، وربما يأتي ليبادر بالتحدث مع أهله حول ما حدث ويعترف بأخطائه دون الحاجة إلى صراخ أو لوم من قبل الأهل.
- الإستماع إلى الطفل أولاً
من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الوالدين هو التسرع في الحكم على الطفل دون الإستماع إلى وجهة نظره، ففي بعض الأحيان يقوم الطفل بسلوك خاطئ وهو لا يعلم أنه خاطئ، أو يكن لديه سبب للقيام بهذا الإجراء، ويساعد الإستماع إلى الطفل في طمأنته وإدراكه لخطئه بصورة أفضل، كما أن هذا الفعل سوف يجعل الطفل صادقاً ولا يخاف من قول الحقيقة، وبالتالي لن يعتاد على الكذب. كما أن الإستماع إلى الطفل يساعده في تعلم مهارة الإستماع للآخرين عند تحدثهم.
- اتباع أسلوب المكافأة من العقاب
حينما يقوم الطفل بخطأ، فيمكن أن يقوم الوالدين بمعاقبته بدلاً من الصراخ في وجهه، ويكون اختيار العقاب وفقاً للأشياء المفضلة للطفل، وذلك بحرمانه منها، فهذا يمكن أن يساعد الطفل بصورة أفضل أن يتوقف عن هذا الخطأ بدلاً من اتباع أسلوب الصراخ، وفي المقابل، يجب مكافأة الطفل بما يحبه عند قيامه بتصرف أو سلوك صحيح ليعتاد على تكرار هذه التصرفات الصحيحة فيما بعد.
- جعل الطفل يقوم بإصلاح خطؤه
إذا قام الطفل بتصرف خاطئ، فيمكن أن يطلب منه الوالدين أن يقوم بإصلاح هذا الخطأ بدلاً من الصراخ في وجهه، فمثلاً إذا قام الطفل بالتحدث بطريقة غير لائقة مع أحدث الأشخاص، فيجب أن يقوم بالإعتذار له، وإذا قام بعمل فوضى في غرفته، فينبغي أن يقوم بترتيبها مرة أخرى، وهذا الأسلوب يساعد على تقويم سلوكيات الطفل بشكل جيد وتوجيهه إلى الصواب.
- التعامل مع الأمور ببساطة
في بعض الأحيان، لا يتطلب خطأ الطفل الصراخ في وجهه ومعاقبته، حيث أن هناك بعض الأمور البسيطة التي يمكن التحدث مع الطفل حولها دون الحاجة إلى إرهاب الطفل، ولذلك يجب على الأهل التمييز بين المواقف المختلفة، وعدم التسرع في القيام بردود الأفعال غير المناسبة، فهذا يخلق علاقة جيدة بين الطفل والوالدين.
فعلى سبيل المثال، يجب عدم الصراخ في وجه الطفل إذا لم يعرف كيف يحل واجباته المدرسية، والأفضل هنا هو مساعدة الطفل وليس الصراخ في وجهه، لأن هذا سيتسبب في خوفه من الذهاب إلى المدرسة لأنه لا يجد حلاً لهذه المشكلة.