شعوب محرومة من التطعيم ضد كورونا
الشاهين الاخباري
لا تزال السلطات في بعض الدول تحاول تحفيز مواطنيها لحماية أنفسهم من فيروس كورونا المستجد من خلال التسجيل لأخذ اللقاحات، ولكن الحال في دول أخرى تختلف تماما، فاللقاحات ليست متوفرة بالأصل هناك.
وبينما يتاح لبعض مواطني الدول الاختيار ما بين لقاحات متعددة متوفرة في منشآتهم الطبية، فإن هذا الأمر يعتبر رفاهية عالية في بعض الدول، مثل تشاد والتي لم تحصل على أي نوع أو كميات من لقاحات كورونا، بحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس حمل عنوان “صحارى اللقاح”.
الطبيبة أميمة جورما، والتي تعمل في مستشفى في العاصمة التشادية، نجامينا، قالت إن النقاش حول أي لقاح أفضل أو متاح لفيروس كورونا غير موجود على الإطلاق، فببساطة، “لا توجد لقاحات”.
تشاد حيث تغمر الصحراء ثلث البلاد، حتى الطواقم الطبية من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات، لا لقاحات متوفرة لهم.
منظمة الصحة العالمة، قالت في تصريحاتها الأخيرة، إن 12 دولة لم تحصل على لقاح كورونا حتى الآن، وهي تضم إلى جانب تشاد كلا من بوركينا فاسو وبوروندي وإريتريا وتنزانيا.
جيان غاندي، منسق قسم الإمدادات في يونيسيف لآلية كوفاكس، حذر من أنه في الأماكن التي لا توجد فيها لقاحات، قد نواجه أيضا فرصا لظهور متغيرات جديدة ومقلقة.
وأشار إلى أن الجميع حول العالم يجب أن يشعر بالمسؤولية، وعلى الدول ذات الدخل المرتفع التبرع بجرعات للدول التي لا تزال تنتظر اللقاح.
وحذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، الخميس، من خطر حدوث موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا في القارة بسبب التأخير المتزايد في حملات التطعيم بالمقارنة مع بقية العالم، وفق وكالة فرانس برس.
وحذر المكتب ومقره برازافيل في بيان من أنه “بسبب تأجيل تسليم جرعات لقاحات كوفيد-19 التي يصنعها معهد سيروم في الهند لإفريقيا، وبطء نشر اللقاحات وظهور متحورات جديدة، ما زال خطر حدوث موجة جديدة من العدوى مرتفعا في إفريقيا”.
ويتخوف مسؤولو الصحة العامة، من أن تفاقم الأعداد في الدول الإفريقية خاصة مع الأنظمة الصحية الهشة، والتي يرجح أنها لا يوجد لديها أنظمة لتتبع العدوى.
حتى اللحظة أعلنت تشاد عن 170 حالة وفاة منذ بداية جائحة كورونا، وهي تعتبر منخفضة جدا إذا ما تم مقارنتها في دول تتشابه معها بالأحوال الجوية وأنظمة الرعاية الصحية.
وبعد أشهر على ظهور اللقاحات، يتوقع أن تتلقى تشاد أول جرعاتها من لقاحات فايزر الشهر المقبل، هي ما ستشكل تحديا كبيرا لهم، حيث ترتفع درجات الحرارة في هذا البلد عن 43 مئوية، فيما يتطلب تخزين لقاحات فايزر درجات حرارة منخفضة جدا.
حالة انعدام اللقاحات ليست في إفريقيا فقط، فعلى سبيل المثال في هايتي أكثر من 11 مليون شخص يعيشون في أفقر بلد في نصف الكرة الغربي لم يتم تطعيمهم حتى.
ورغم وعدهم من آلية كوفاكس بتوصيل 750 ألف جرعة لقاح أسترازينيكا إلا أن السلطات المحلية هناك تتخوف من عدم توفر البنية التحتية لديهم لحفظها، وأعرب مسؤولون عن رغبتهم لو كان هناك لقاح أحادي الجرعة، بدلا من لقاحات الجرعتين.