أقلام حرة

هل تنتهي أخطاء القطاع الصحي بعد كارثة السلط …؟؟

داود شاهين

أتمنى كما يتمنى الكثيرين أن تنتهي أخطاء القطاع الصحي بعد حادثة مستشفى السلط الحكومي والذي ادى الى تدخل مباشر من جلالة الملك للوقوف على أسباب هذا الخطأ والتقصير ومحاسبة السؤولين والمتسببين بالكارثة .

إن كانت حادثة السلط هي أخر أخطاء القطاع الصحي وأن ما حدث هو درس يستفاد منه للعاملين في القطاع وخصوصا العام منه فأنا أشكر الله وأنا له شاكر وأحمده وأنا له حامد وقوع هذا الخطأ ليٌعلق الجرس ويٌدق ناقوس الخطر فبدأ بالعمل على إستئصال الخطأ وتصحيح المسار .

منذ وقوع كارثة السلط والأنباء تتوالى عن وجود مشاكل في كثير من مستشفيات القطاع العام في المملكة يعمل المسؤولين بجهد على حلها وخصوصا انها تتعلق بالوضع الراهن و وباء كورونا وجائحة كورونا إلا أن أي منهم لم يلتفت الى ما هو أبعد من هذا وما يقف خلف حدوث هذه الأخطاء وكأن الحال إذا انتهت الجائحة عشنا في رغد وهناء وتحولت مستشفياتنا ومراكزنا الصحية الى جنات وحدائق غناء .

معتذرا اقول ان من يعتقد ذلك فهو مخطئ جدا كون الترهل و سوء الخدمة واللامسؤولية في القطاع الصحي العام تحديدا ترهل متأصل في الجذور . وأن القطاع الصحي بحاجة الى إعادة هيكلة وتشكيل جديد من قاعدته ( موظف الاستقبال والمواعيد) صعودا حتى نصل الى قمة الهرم ….. واستند في هذا الوصف الى حادثتين في ال 48 ساعة الماضية أولى الحادثتين كان خطأ في التشخيص أودى بحياة رب أسرة لا حول لها ولا قوة لتمسك طبيب برئيه رافضا أي إقتراح من مرافقيه بإجراء تخطيط للقلب أو أي نوع من الفحوصات لتأكد من عدم حدوث جلطة ( لا تفاول عليه أنت شو بفهمك ) وليتضح بعد 12 ساعة أن المرافق قد أصاب بإقتراحه وأن الطبيب قد أخطأ فالمريض توفي بجلطة حادة ……… ولا يختلف القطاع الخاص هنا سوى أن الإقتراح سيكون مبلغ إضافي على فاتورة المريض فيعمل الطبيب على إجرائه دون تأخير .

المريض وعند دخوله الى غرفة الطبيب ممنوع من مناقشة الطبيب أو أبداء أي رأي أو إقتراح فكلام الطبيب من السلمات ولا يحتمل أي جزء من الخطأ … الطبيب يسمح له أن يناقش ويتحدث بالسياسة والدين والتاريخ وجميع الشؤون فهو صاحب عقل نير منحه الله ما منح من العلم والذكاء والمعرف حرم منها المريض فلا يحق له أبداء الرأي حتى في حالته وألمه .

قبل الطبيب ياتي العاملين في الدوائر الأمامية من موظفي إستقبال وكتبة مواعيد ومنظمي الدور والمهن الطبية المساعدة هؤلاء ومع شديد الإحترام والتقدير مجموعة من الموظفين يتعاملون مع المواطنين والمراجعين لمستشفياتهم ومراكزهم الصحية بطريقة لا أستطيع وصفها سوى بدرجة عالية من المهنية والإحتراف المغلف بالذوق الرفيع والأدب. طريقة يرفضها أي منهم لو تمت معاملته بها و كأن من يراجعهم في المستشفيات والمراكز الصحية يستعطي الخدمة ويستجديها إستجداء أو كأنها تقدم للمواطن من حسابتهم الخاصة وهذه الحالة وطريقة التعامل متكررة وشبه دائمة .

إن كنا نريد النهوض بالقطاع الصحي الأردني بشكل عام فعلينا البدء بثورة إعادة هيكلة للقطاع تبدأ من القاعدة لتصل رأس الهرم كون القاعدة المتهالكة ستؤدي يوما الى إنهيار الهرم .

زر الذهاب إلى الأعلى