أقلام حرة

وقفات مسائية في زمن الكورونا

داود شاهين

على مدار سنين مضت من الوقفات الاحتجاجية في جميع محافظات المملكة والعدد الكبير لهذه الوقفات والمسيرات والضغط الذي شكلت والنتائج التي حصدت إلا انها لم تكن تشكل في يوم من الأيام خطر مباشر على بيوت كثير من الأردنيين وعلى صحتهم وسلامتهم .

منذ ثلاث أيام شهدت شوارع المدن الأردنية والعاصمة عمان مجموعة لا يستهان بها من الوقفات الاحتجاجية التي نظمت على ضوء احداث وتطورات جديدة شهدتها الساحة الأردنية إختلط حابلها بنابلها ولمنظميها اهداف وغايات منها المعلن ومنها غير المعلن كما يقولون ( المعنى في بطن الشاعر ) وقد إمتلأت البطون بالكثير من الأهداف والغايات لست بصدد الحديث عنها مؤيدا أو معارض .

لقد منحني الدستور وكمواطن أتمتع بكامل حقوقي الدستورية الحق بالتعبير و إبداء الرأي لكنه لم يمنحني الحق بتعريض سلامة الأخرين وسلامة المجتمع بشكل عام للخطر بل واعتقد أنه جرم هذا التصرف في كثير من المواضع وتعريض سلامة المجتمع للخطر يكون على عدة أشكال منها المساعدة على إنتشار الوباء من خلال تجمعات لم ولن يكون إتخاذ إجراءات السلامة والحفاظ على التباعد الإجتماعي بين المتواجدين في أي وقفة إحتجاجية شيء سهل أو ممكن .

المحزن جدا في هذه التجمعات أن المنظمين ينادون بها إنصاف للوطن والمواطن على مسؤول قصر أو تغول على ابناء الشعب ليغيب عن بال المنظمين أن المتواجدين في هذه الوقفة من محتجين وأجهزة أمنية هم معرضين لخطر الإصابة بالوباء في وقت لا زال المسؤول المحتج ضده جالس خلف مكتبه محمي آمن من تعريض نفسه لخطر الإصابة والعدوى ليقع المحتجون ومن حولهم فريسة للإصابة أو خطر الإصابة بالعدوى مما يؤدي الى إنتشار الوباء بصورة اكبر و أسرع .

ختاماً أقول : إن كانت تجمعاتكم وإعتصاماتكم و وقفاتكم الإحتجاجية لنصرة الوطن والمواطن فانتصروا لأنفسكم ومن حولكم محافظين على حمايتكم وإياهم من خطر الإصابة والعدوى

حمى الله الوطن والمواطن

زر الذهاب إلى الأعلى