بين الكورونا و حظر الجمعة
داود شاهين
يقف المتتبع للحالة الوبائية في الاردن حائر بين الايجازات اليومية للحكومة والتي تعلن من خلالها الارقام الرسمية لعدد الاصابات بفيروس كورونا ليجد انها تتأرجح بين ارتفاع طفيف وارتفاع حاد لحالات الإصابة ونسب الاصابات الايجابية الامر الذي دفع الحكومة من جديد لإعادة النظر في بعض قراراتها وإعادة الحظر ليوم الجمعة.
هذا الحظر وهذه القرارات التي وجهت بالمعارض والمؤيد لما لها من اثر سلبي على الكثير من نواحي الحياة وبشكل عام وعلى الاقتصاد بشكل خاص لكني لن اخوض بأي من السلبيات اليوم لأسباب عدة لن اتي على ذكرها .
السلبيات وإن تعددت و الأخطاء في إدارة ملف كورونا وإن وجدت جميعها تصغر أمام إيجابية واحدة غفل عنها نسبة لا يستهان بها من أبناء الوطن . فقد إعتبر البعض منهم أن التراجع عن بعض القرارات الحازمة و التشدد في الاجراءات الوقائية يمنحنا الحق بالعودة الى الحياة الطبيعية والممارسات الاجتماعية التي كانت في يوم من الايام السبب الرئيس في انتشار الوباء ليس في الاردن فحسب بل في جميع دول العالم .
السبب الرئيس الذي ادى الى انتشار الوباء في المرحلة الاولى كان مناسبة اجتماعية وعادة من العادات الاجتماعية التي عاد الاردنيون الى سلوكها بعد التخفيف من القيود في مرحلة الجائحة الاولى.
اليوم وبعد ما يقارب العام على اول اغلاق شامل تعود الحكومة الى فرض حظر شامل أيام الجمع لتبعث رسالة واضحة للشعب أن السبب الرئيس وراء ارتفاع الاصابات من جديد هو عودتنا الى ممارسة عادتنا التي أدت الى عودتنا الى المربع الاول من الاجراءات.
حظر الجمعة بسلبياته وايجابياته يقلل الاختلاط لأنه وبكل صراحة يخفف أعداد المتجولين في الاسواق والشوارع دون أي هدف تاركين خلف ظهورهم أهم اجراءات السلامة العامة وهي ارتداء الكمامة معرضين حياتهم وحياة الأخرين الى خطر الاصابة .
وإن كنت لا أتفق مع الحكومة في كثير من إجراءاتها الا أنني اليوم اتفق معها تماماَ على ضرورة الحظر لأيام الجمع كوني على احتكاك مباشر بالناس والشارع وأعلم علم اليقين وشاهدت بأم عيني اعداد من المتجولين في الاسواق والشوارع دون التزامهم بأقل معاير السلامة و إرتداء الكمامة فأنا اتفق مع الحكومة على ضرورة تغليظ العقوبة على المخالفين للحفاظ على سلامة الملتزمين .
حمى الله الوطن والمواطن