رئيس التحرير

(حظر) ما اقبحها من كلمة

نظيرة السيد

اعتدت وقبل الكورونا والحظر الذي ارهقنا، ان اخرج يوم الجمعة ومنذ الصباح الباكر، اتجول فى عمان، من منطقة ماركا إلى طبربور باتجاه االمدينة الرياضية (صرح الشهيد) اعرج على مخابز بسمان اشتري المعجنات والخبز والكعك الطازج واكمل طريقي إلى السيفوي المول الذي اعتدت على التبضع منه منذ أن بدأت عملي في صحيفة اخبار الاسبوع في منطقة الشميساني، بعدها اكمل طريقي الى العبدلي اجلس في مسجد الملك المؤسس حتى موعد خطبة وصلاة الجمعة وبعد الصلاة اتابع مسيري إلى وسط البلد، اركن مركبتي في شارع السلط، اسعد لان جوانب الشارع متاحة ولن يخالفني رجل السير يوم الجمعة وقبل الساعة الواحدة، عندها (وان كنت لوحدي) ، اذهب الى احد مطاعم الوجبة السريعة المقابل لمطعم هاشم (هذا المطعم الذي افتتح في عمان في الخمسينات ومازال) ، اشتري السندويش حسب الرغبة واجلس في مركبتي اتناول فطوري وانا استمتع في مراقبة المارة في وسط البلد، وعندما انتهي اتابع طريقي مشيا”على الأقدام، لأمر على سوق الشعلان واتجول به لعلي أجد مااحتاجه اويعجبني(اذا كان هناك متاجرتفتح أبوابها قبل الصلاة يوم الجمعة) ثم اخرج إلى الشارع لاستعراض البسطات المنتشرة على جنبات الطريق او أمام المحلات، وطبعاً لا أقدر أن اتغاضى عن دعوة اصحابها للشراء ولا بد أن اشتري، ثم اصعد الى شارع بسمان لشراء المكسرات الطازجة والساخنة من محمص بسمان الذي اعتدت على الشراء منه لسنوات ثم اصل الى عصائر رمضان مقابل سرفيس جبل عمان، اتناول السوس شرابي المفضل (الذي لا يعترف به الشباب ولايستسيغونه) اكمل طريقي إلى شارع طلال اتأمل المسجد الحسيني (واتمنى ان اصلي فيه، ولكن الصلاة وقتها لم تكن متاحة للنساء) ولا بد أن أدخل سوق السكر لا يهمني الزحام ولا اخشاه ولا احد يستطيع أن يحرمني متعة التسوق وشراء مااحتاجه من مالذ وطاب وبأسعار مناسبة لنا أصحاب الدخل المحدود، ثم اتابع طريقي إلى المدرج الروماني، لاجلس وارتاح قليلا واستمتع بالمنظر الجميل لاعود بعدها واسلك يمين الشارع المزدحم بالمحلات والتحف القديمة التي تجبرك على الوقوف والتأمل وهذا ياخذ وقتا”وجهدا لكنك لن تشعر، وهكذا إلى أن اصل كشك ابا علي، اسلم عليه واسمع تعليقاتة حول الصحافة والصحفيين وماأل اليه الوضع في الآونة الأخيرة، ولا أنسى كنافة حبيبة وهذا ليس لزاما” فأنا احاول عدم الإكثار من الحلويات، وهنا تنتهي الجولة وأعود إلى مركبتي وقد هدني التعب ورغم ذلك أشعر انني قد كسرت الروتين والملل اليومي في حياتي وعدت اكثر انتعاشا” ورغبة في العمل، وكانت هذة الجولة تعني لي الكثير وتريح اعصابي وتساعدني على بدا يوم جديد ولكن هيهات، فأنا الان اجلس وافكر بهذا الوباء الذي سيطر على حياتنا وحرمنا من أبسط المتع وانتزع منا أغلى واقدس يوم في حياتنا وارغمنا على المكوث في بيوتنا مقهورين مجبرين على نظام حياة لم نعتده ولايشبهنا اويليق بنا تحت مسمى الحظر، فما اقبحها من كلمة كم اكرهها واتمنى الخلاص منها،لكن هيهات فهاهي الحكومة تعلن عن بقاء الحظر والتجول يوم الجمعة فقط على الأقدام، فكيف نصل الى وسط البلد؟ سؤال لا نملك له اجابة، لكننا في هذا اليوم المبارك نتوجه بقلب صادق و ندعوك ياالله ياارحم الراحمين ان ترفع غضبك ومقتك عنا، وتعود حياتنا وجمعتنا( التي سلبت منا) إلى سابق عهدها دون خوف او وجل، قادر كريم ياارحم الراحمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى