فلسطين

عبد القادر : العام 2018 كان صعبا على القدس ونأمل بلورة استراتيجية جديدة لتعزيز صمود المقدسيين

 

الشاهين نيوز

اكد عضو المجلس الثوري لحركة (فتح) ووزير شؤون القدس الاسبق، حاتم عبد القادر، ان العام 2018 كان الاسواء منذ عدة سنوات بالنسبة لمدينة القدس على اكثر من صعيد، فقد شهد هذا العام كارثة سياسية تمثلت في اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها، وهو ما اعطى إسرائيل مزيدا من الأضواء الخضراء لكي توغل في تهويد المدينة وفي تسريع وتيرة مشروعها الذي يهدف الى خلق أمر واقع إسرائيلي جديد في المدينة المقدسة.

وأشار عبد القادر الى ان هذا الاعتراف جعل إسرائيل تتمادى بشكل غير مسبوق على المسجد الأقصى عبر محاولة فرض وقائع جديدة داخل المسجد ، ما يشكل بداية لنقل الصراع من بعده السياسي الى الديني.

واكد عبد القادر في حديث لـ “القدس” ان العام 2018 شهد تسارعا في عمليات البناء الاستيطاني بالقدس، حيث تم بناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وذلك بالتزامن مع توسيع عمليات هدم المنازل الفلسطينية، حيث هدمت سلطات الاحتلال عشرات المنازل والمنشآت الفلسطينية في داخل القدس، في حين تم تقليص حجم التراخيص الممنوحة للمواطنين الفلسطينيين هذا العام قياسا بالأعوام السابقة، فيما اضطرت عشرات العائلات لهدم منازلها ذاتيا بحجة عدم الترخيص تفاديا لدفع غرامات الهدم الباهظة.

كساد تجاري

وعلى الصعيد الاقتصادي كان الوضع سيئا للغاية، حيث شهدت القدس كسادا تجاريا ترافق مع فرض ضرائب باهظة على تجار المدينة وسط استمرار السلطات الاسرائيلية في اغلاق البلدة القديمة بذريعة الاجراءات الامنية

وقال عبد القادر ان إسرائيل تحاول خلق تجمعات اسرائيلية بديلة للتجمعات الفلسطينية مثل إقامة مجمع (رامي ليفي) في شمال القدس وهو على وشك الافتتاح ، ما يشكل ضربة قاسمة لتجار المدينة.

استهداف وكالة الغوث

واكد عبد القادر ان العام 2018 شهد ايضا استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) ومحاولة انهاء خدماتها واستبدالها بخدمات بلدية القدس سواء على صعيد التعليم او الصحة او البيئة، وهو ما تجلى بشكل واضح في محاولة التوغل لمخيم شعفاط ومصادرة دور وكالة الغوث واحلال مؤسسات إسرائيلية مكانها، وهذا ينطوي على مخاطر كبيرة وهو يندرج ضمن مخطط اسرائيلي اشمل يستهدف شطب قضية اللاجئين وبالتالي تصفية المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها مخيم شعفاط.

هجمة على المنظومة التعليمية

وعلى الصعيد التعليمي شهد العام 2018 كما يقول عبد القادر الهجمة الأكبر على المنظومة التعليمية الفلسطينية داخل القدس، حيث حاولت السلطات الاسرائيلية بعد تولي نفتالي بينت حقيبة التربية والتعليم فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية في القدس واستخدام سياسة العصا والجزرة من اجل تمرير هذا المنهاج في محاولة لتهشيم الرواية الفلسطينية وتقديم رواية إسرائيلية مزيفة للقدس وفلسطين.

واعرب عبد القادر عن أمله في ان يكون العام الجديد 2019 بداية لإعادة النظر في كيفية التعاطي مع التحديات التي تواجه اهالي مدينة القدس وبداية لصياغة خطاب جديد وبلورة استراتيجية فلسطينية وعربية وإسلامية من اجل دعم صمود المقدسيين والدفاع عن عروبة القدس وهويتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى