القوات الأمريكية تخلي أول مستودعاتها شمالي سوريا
الشاهين نيوز –
أفرغت الولايات المتحدة الأمريكية، أحد مستودعاتها العسكرية شمال شرقي سوريا، للمرة الأولى، عقب إعلانها قرار سحب قواتها منها.
وأفادت مصادر محلية موثوقة في محافظة الحسكة، للأناضول، أمس السبت، أن الولايات المتحدة أخلت أحد مستودعاتها في مدينة المالكية التابعة للمحافظة، الجمعة. وأردفت أن المستودع يضم عدة مخازن، ويعمل فيه نحو 50 جندي أمريكي. ولفتت إلى أنه جرى إرسال سيارات مصفحة من نوع «همر» وشاحنات كانت موجودة داخل المستودع، إلى العراق. فيما أكدت مغادرة الجنود الأمريكيين العاملين في المستودع إلى العراق.
ويعد المستودع أحد مراكز توزيع الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى قوات سوريا الديموقراطية «قسد» في سوريا عبر العراق. وتتوزع القوات الأمريكية في سوريا، على 18 قاعدة عسكرية.
من جانبه، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن استعادة دمشق لسيطرتها على الحدود السورية العراقية سيساهم في الحد من تهديدات تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال نيبينزيا في حديثه لوكالة «نوفوستي» الروسية: «إننا مقتنعون أيضا بأن استعادة دمشق السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية ستساعد في القضاء الكامل على التهديد الناجم عن تنظيم داعش بمساعدة الأعمال المنسقة للقوات المسلحة السورية والعراقية». وأشار إلى أنه قد تم تنظيم هذا التنسيق في إطار عمل المركز الرباعي في بغداد.
وفي تعليقه على قرار السلطات الأمريكية حول سحب قواتها من سوريا قال: «إن سحب الوحدات الأجنبية، المتواجدة على الأراضي السورية بدون موافقة السلطات السورية الشرعية، هو خطوة في الاتجاه الصحيح». كما قال نيبينزيا إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيساعد في تسوية الوضع حول مخيم الركبان للاجئين السوريين.
وأضاف: «سيسمح انسحاب الوحدات الأمريكية، بالإضافة إلى استعادة القوانين الدولية وسيادة سوريا، بالمضي قدما إلى الأمام في بعض الاتجاهات، وقبل كل شيء – وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة – في حل المأزق حول مخيم الركبان لللاجئين». وتابع أن إزالة الاحتلال عن المناطق حول التنف وانتقالها إلى سيطرة الحكومة سيجعلان إيصال المساعدة الإنسانية إلى المخيم المذكور ممكنا دون عواقب، وتوطين سكانه الراغبين في العودة إلى أماكن إقامتهم الدائمة».
من جهته، حذر المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من إمكانية تعزيز تنظيم داعش لمواقعه، بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا.
وقال دي مستورا في تصريحات صحفية، إن «سحب القوات الأمريكية سيوجه ضربة إلى الأكراد بالدرجة الأولى»، مضيفاَ أن الأكراد «مكون مهم جداً في سوريا، ولا يجب أن نتجاهله في أي حال من الأحوال».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستطيع أن «تواصل مشاركتها في تسوية الأزمة السورية من خلال العمل الدبلوماسي». ويأتي هذا التصريح للمبعوث الأممي الذي سيغادر منصبه بداية العام المقبل، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي سحب قوات بلاده من سوريا.
في السياق، أكدت رئاسة الأركان الفرنسية، بشكل غير مباشر وجود قوات عسكرية تابعة لها على الأراضي السورية، بعد سنوات من الإنكار، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول» التركية.
في موضوع آخر، نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر عسكري دبلوماسي قوله إن أجهزة المراقبة رصدت دخانا كثيفا بالقرب من مخيم الركبان في سوريا، وأن الحديث هنا قد يدور عن إحراق جثث للاجئين.
وقال المصدر إن الوضع الذي نشأ في منطقة التنف المحتلة بشكل غير شرعي من قبل القوات الأمريكية والتي يقع فيها مخيم الركبان، صعب للغاية. وأشار إلى أنه تلاحظ محاولات لخروج مقاتلين من تلك المنطقة إلى الأراضي السورية كل يوم تقريبا منذ تصريح ترامب حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وأضاف: «رصدت أجهزة المراقبة دخانا كثيفا بالقرب من مخيم الركبان حيث يقع أيضا مخيم للمقاتلين. ويقومون حاليا بإزالة شيء ما بشكل نشيط. وهناك شبهات مبررة أن الحديث قد يدور عن لاجئي مخيم الركبان الذين لقوا مصرعهم نتيجة الجوع والأمراض وبسبب عدم حصولهم على أي مساعدات من القافلة الإنسانية الأخيرة». وعبر أيضا عن اعتقاده بأن ما سماه بـ «تراث» التواجد الأمريكي في سوريا سيقوم بتوضيحه وإزالته ليست الحكومة السورية فحسب، بل والمنظمات الدولية والحقوقية، لمدة طويلة.
وأكدت روسيا، أمس السبت، سيطرة الجيش السوري على مدينة منبج، الجمعة. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن المعلومات حول سيطرة الجيش السوري على مدينة منبج «صحيحة».
وأوضح بيسكوف بعد طلب الصحفيين توضيح ما يحدث في منبج: «يجب توجيه هذا السؤال لوزارة الدفاع. لكنكم تعلمون من خلال المعلومات الواردة أن الجيش السوري يسيطر على منبج. وفيما يتعلق بذلك، يمكنكم توجيه الأسئلة التكتيكية لوزارة الدفاع». وكان الجيش السوري قد أعلن، الجمعة، دخوله إلى مدينة منبج في ريف حلب، ورفع العلم الوطني على أرضها.(وكالات)