الخرطوم ترسخ شراكتها مع الرياض وأبوظبي
الشاهين نيوز
سلط اختيار رأسي السلطة السيادية والتنفيذية في السودان، للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في أول زيارة خارجية مشتركة لهما، الضوء على الأهمية الاستراتيجية لعلاقات السودان مع البلدين، وهو ما يؤكد الاتجاه نحو تأسيس نهج أكثر واقعية لتعزيز العلاقة، خصوصا في الجوانب الاقتصادية والسياسية.
وأصبح واضحا من خلال المباحثات التي أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك، في كل من الرياض وأبوظبي، أن السودان بات مدركا أكثر من أي وقت مضى أهمية تطوير التعاون الاستراتيجي مع السعودية والإمارات بالشكل الذي يمكن أن يخدم المصالح المشتركة.
دعم مطلوب
والمؤكد أن السودان يحتاج للدعم العربي والخليجي لتعزيز جهوده الرامية إلى شطب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن أدخله نظام الإخوان في عزلة دولية استمرت 30 عاما.
وطالت هذه العزلة بتأثيراتها العديد من الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقدرت كلفتها بأكثر من 200 مليار دولار، بما في ذلك الخسائر المباشرة وغير المباشرة.
وعلى الرغم من أن ربط اسم السودان بالإرهاب لا يتصل أصلا بسلوكيات الشعب السوداني المتسامحة والعقلانية، فإن نظام الإخوان أوجد كل الأسباب، التي مهدت لعزلة السودان.
وكان ذلك من خلال استضافته المريبة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وما تبع ذلك من خطاب إعلامي معاد كانت تديره الأجهزة الرسمية المسيطر عليها من جماعة الإخوان. فضلا محاولات ضرب الأمن والسلم الإقليميين، وهو أمر لم يكن يصب لا في مصلحة السودان ولا دول المنطقة.
وفي الجانب الآخر تدرك الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات أهمية التغيير الذي حدث في السودان بعد الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر، والذي يعكس إرادة السودانيين الرامية إلى تصحيح الأوضاع المعوجة، التي أدخل الإخوان البلاد فيها من دون أدنى مراعاة لمصلحة الوطن أو الشعب السوداني أو حتى دول المنطقة
أجواء إيجابية
ومهدت الأجواء الإيجابية، التي سادت عقب عزل عمر البشير وتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، الأرضية لإقامة علاقات متوازنة ومتسقة مع مفهوم صيانة المصالح المشتركة بين السودان وكل من المملكة العربية السعودية والإمارات، وهذا ما أكده كل من وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، خلال مشاركته في حفل توقيع اتفاق الحكم الانتقالي في 17 أغسطس في الخرطوم، وما جاء على لسان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيرته السودانية أسماء عبدالله.
فرص اقتصادية
وفي الجانب الاقتصادي، هناك العديد من الفرص المواتية لتوسيع التبادل التجاري بين السودان وكل من الإمارات والسعودية، والبالغ نحو 3.5 و1.3 مليار دولار على التوالي.
كما تكتسب التبادلات الاستثمارية أهمية كبيرة في ظل التحولات الجديدة التي يشهدها السودان، حيث يمتلك السودان أكثر من 80 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي تعادل نحو 40 بالمئة من مجمل الأراضي الزراعية في العالم العربي.
ويرى مراقبون أن الفرصة باتت سانحة أكثر من أي وقت مضى لرفع الاستثمارات السعودية والإماراتية في السودان، والبالغة مجتمعة أكثر من 28 مليار دولار.
ولن تتوقف فوائد رفع الاستثمارات المشتركة عند حدود البلدان الثلاثة فقط، بل ستتعداها لتشمل كافة البلدان العربية، حيث يمكن أن تسهم بشكل مباشر في سد الفجوة الغذائية في العالم العربي والمقدرة بنحو 33 مليار دولار.
مصلحة مشتركة
ولدى كل من السودان والسعودية والإمارات مصلحة مشتركة في القضاء على التبعات والتأثيرات السلبية، التي أوجدها نظام الإخوان خلال الأعوام الثلاثين الماضية، والعمل معا على محاربة الإرهاب والتطرف الديني وإرساء أسس التسامح والتعايش.
كما أن إيجاد أرضية مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي من الأمور الملحة، والتي ستنعكس نتائجها في تذليل الكثير من المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها السودان من جهة، وإيجاد منافذ ذات عوائد أفضل لرؤوس الأموال السعودية والإماراتية في الجانب الآخر.
سكاي نيوز عربية