واحة الثقافة

رواية “اللون العاشق” سيرة رائد الفن التشكيلي محمود سعيد

الشاهين نيوز

 اقام منتدى الرواد الكبار مساء الثلاثاء الموافق 2019/9/17 ندوة لمناقشة رواية “اللون العاشق”، الصادرة عن دار “الآن ناشرون وموزعون”، للكاتب والشاعر المصري أحمد فضل شبلول، شارك فيها الناقد والفنان التشكيلي حسين نشوان، سجود العناسوة عن دار النشر، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.

حضر الندوة العديد من الادباء والفنانين التشكيليين الى جانب جمهور رواد المنتدى ومديرته هيفاء البشير التي رحبت بالضيف القادم من المصر الشقيقة والحضور، مشيرة الى ان الرواية تتناول مسيرة رائد من رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر، وتغوص الرواية في عمق اعمال ومفردات هذا الفنان الذي رحل عن عالمنا وترك خلفه ثروة فنية.

من جانبها اشار حسين نشوان الى ان شبلول من خلال هذا العمل اعاد حياة رائد من رواد الفن التشكيلي المصري، وهو محمود سعيد التي كانت مختبئة وراء ظلال، حيث تمتد الرواية نحو ربع قرن من حياة هذا الفنان، ولم تتناول تاريخ الشخص فحسب بل تتسع لتاريخ الفن وتاريخ مصر الثقافي والاجتماعي والسياسي الى حد ما، فالبطل الرواية عاش الفترة التركية والاستعمار البريطاني والملكية والجمهورية، وكان شاهدا عليها وجزءا من تفاصيلها وصناع رؤيتها.

وتحدث نشوان عن جماليات هذه الرواية المتكاملة البناء من جانب الشخوص والزمان والمكان، فهي تقع ضمن ثلاثية تتصل بالعشق “عشق الماء، الحجر، اللون”، مبينا ان المؤلف نجح من خلال سيرة الفنان للانتقال الى سيرة المكان وتحولاته بسرد وقائع وأسماء وأماكن وأزمان حقيقية، القت الضوء على التنوع الغني الذي كانت تعيشه مدينة الاسكندرية مطلع القرن الماضي، والتي كانت تضم الايطاليين والبريطانيين والفرنسيين وتتنوع فيها الديانات في ظل مناخ من التسامح.

واعتبر نشوان ان “اللون العاشق”، هي رواية تاريخية من خلال الاطلال على حقبة من تاريخ مصر، ولم يشأ شبلول ان يتوقف عند التاريخ بما هو ماض متحقق بل كان يركز على رؤية الفنان بما هو متشوف للمستقبل، فالروية تمثل مختبر لقراءة التاريخ وليسر سرده.

اعتمد المؤلف بحسب نشوان ، في كتابة الرواية على فكرة التوزيع السينمائي في “32”، مشهدا، وفي انتقالاته يستعيد ظلال المشهد السابق، واعتمد ايضا على الوصف التصويري السينمائي منوعا بين اللقطات البعيدة للمكان البحر والسماء وأحيانا الاقتراب من التفاصيل عندما يتعلق الامر بقراءة جوانية الإنسان وانعكاساتها على الوجة.

اما في الزمان كما قال نشوان فقد نوع المؤلف بين الزمان الاستراجاعي والمتعرج والماضي والحاضر والمستقبل في مقاربات التاريخ وتحولات المكان، وتاريخ الفن في العالم، وهو التاريخ الذي يمثل شاهدا على الحياة ويخلدها.

ونوه نشوان الى وجود خطان في الرواية ينطويان على رمزية العلاقة بين المرأة والوطن وحال مصر، يتصل الاول بحياة الفنان وأسئلته الفلسفية والوجودية، والآخر بحياة اللوحة وحكايتها، حيث يقول الفنان “إن دراسة الجمال هي مبارزة تحمل الفنان على الصراخ من الذعر قبل ان يستسلم”.

في سياق اخر شكرا مؤلف الرواية احمد شبلول منتدى الرواد الذي قام على استضافت هذه الندوة لمناقشة روايته الصادرة عن دار “الآن ناشرون وموزعون”، ثم قدم استعرض لابرز ملامح الرواية قائلة:
تسجل رواية “اللون العاشق” تأريخا فنيا وجماليا وإنسانيا لسيرة الفن التشكيلى، حيث ينسج الروائى قماشته الفنية من المجتمع السكندرى المترع بأجواء الجمال الطبيعى، والذى يجئ كخلفية تتحرك عليها سيرة الفنان التشكيلى الرائد محمود سعيد مع لوحاته وألوانه وموديلاته وعلاقاته داخل وسطه القضائى والثقافى والسينمائى، وأيضا الأوساط الاجتماعية المختلفة حيث كان يلتقى بموديلاته، فتتشابك وتتداخل حكاياته مع لوحاته، مع الفنون العالمية ورموزها الكبار المؤثرين على المشهد المصرى والعالمى والأجواء الإنسانية داخل المجتمع السكندرى.

وتجسد الرواية ثقافة الفنان محمود سعيد وفلسفته ورؤيته الفنية وأحاسيسه والمؤثرات التى ألقت بظلالها على ريشته وألوانه وشخصياته وعوالمه والتى انعكست فى لوحاته وأحاديثه عن رموز الفن التشكيلى العالمى وشروحاته للوحاتهم الأشهر مثل الفنان الإيطالى جورجو بارباريللى والرسام الانجليزى جوشوا راينولدز والإيطالى أنطونيو جواردى ووليام هوجارث والإيطالى جيمس برادييه والأمريكى إداورد هوبر وغيرهم، ويتكشف ذلك عبر السرد كلوحته “ذات الجدائل الذهبية”، ولوحة “الدراويش” التي رسمها بالألوان الزيتية عام 1929 ولوحة “الجزيرة السعيدة” التي رسمها عام 1927 وصور فيها الريف المصرى.
وتتوقف أحداثها عند العام 1935 وهو العام الذي رسم فيه الفنان محمود سعيد أشهر لوحاته وهي “بنات بحري”.

من جهتها استعرض مندوبة دار النشر سجود العناسوة ابرز العناوين التي تم اصدارها عن ناشرون الان، لافتة الى اعتمدت دار الان ناشرون شعار “القدس عربية”، الى جانب شعار الدار يكون متوازيان معا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى